الإنقلاب ينتظر طوق النجاة
بقلم/ عصام الأكحلي
نشر منذ: 9 سنوات و 11 شهراً
الثلاثاء 27 يناير-كانون الثاني 2015 11:16 ص

من تحت ركام المأساة يتم إستخراج الكنوز و النفائس , و من تحت أنقاض المحن يتم صناعة الفرح و شعارات النصر , لم أكن أصدق ذلك بشكلٍ قاطع , و لم أكن ألتفت للعبارات التي تتحدث وتدور في فلك ما يتعلق بذلك .
الإنقلاب الغاشم على مشروع الدولة المنشودة أثبت لي أنني كنت مخطئاً بشكل كبير , نعم .. تأكدت يقيناً كما تأكد أيضاً الكثيرين ممن ساورهم نفس الشكوك والمخاوف حول مدى تأثير الإنقلاب على مسار الحلم والمستقبل .
تحالف الشر بالتأكيد لو كان يعلم بنتائج واّثار ما يقوم به لألغى خطواته ومخططاته الظلامية الإنقلابية الطائفية الضيقة , وإنزوى في ركنٍ بعيد محافظاً على ما لديه من غنيمة ومكاسب , و لكن الشر لا يستطيع أن يرى أبعد من قدميه و أوسع من فكرته الضيقة و أكبر من قريته التي يراها كل الوطن , وأبناؤها الشعب ..كل الشعب .
حدث الإنقلاب الهمجمي البربري الغاشم , و إنتهى بإقتحام منزل رمز السيادة الأعلى في الوطن , رئيس الجمهورية .. في إهانة بالغة للشعب بأكمله و مشروعه في الدولة المدنية الحديثة التي ترسي مبادئ العدالة والمساواة والشراكة في الثروة والسلطة , و حدث بعدها الزلزال الذي مازال يفزع مضاجع الإنقلاب حتى هذه اللحظة , ما حدث أن الجماهير تحركت بكل عنفوان وقوة معبرة عن رفضها القاطع لمسار الانقلاب , ورأى الجميع الحشود الغاضبة في العاصمة وتعز وإب وذمار وعدن والبيضاء والحديدة ومدن أخرى في لوحةٍ رائعة أعادت لثورة التغيير روحها وألقها من جديد , وفي إقاليم عدن وحضرموت وسبأ شاهد الجميع مواقف رسمية تاريخية مساندة للشرعية و رافضة لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء , و كان من فوائد الإنقلاب أيضاً كشفه لزيف إدعاءات الإنقلابيين ان الشعب كله معهم , و إتضح للجميع في داخل الوطن وخارجه , أن مشروع الظلام و الإسئثار بالسلطة والثروة مشروع فئوي مناطقي طائفي ضيق , كما كشف قمع المليشيا للمسيرات السلمية بلعاصمة حقيقة وحشية اليمليشيا وعدم علاقتها بالدولة المنشودة والمستقبل و زيف ادعاءاتها في الماضي القريب .
أرايتم كيف كان الإنقلاب متجهاً في ثماره وفوائده إلى الجهة المقابلة لصانعيه , و كيف أن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله , نعم ..للإنقلاب فوائد أيضاً , وفي حالتنا نحن ..أدركنا كم كنا بحاجة لذلك , ليدرك الجميع الحقيقة , ولكي تعود لثورة التغيير أيقونة شعلتها المبهرة .
الإنقلاب اليوم يتخبط في كل إتجاه , مرتبك ذا إعصابٍ منفلته , يهيم في كل إتجاه , يبحث عن مخرجٍ يسوقه له بن عمر و قادة الأحزاب , يبحث عن طوق نجاة , عن شرعيةٍ ينتجها إتفاق مشبوه وباطل , عن أي شئ يؤدي به إلى العودة من جديد , نعم ..أدرك الإنقلاب أن اليوم ليس كالأمس , ولامجال لديه الان سوى مواصلة التحدي وإنتظار نهايته , أو الاذعان للحقيقة ..و الثورة مستمرة .
وسيبقى الوطن .. المجد لليمن

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
د. محمد جميح
سوريا: علمانية بمواصفات ذقن حليق
د. محمد جميح
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
فضل حنتوس
الحوثيون يعبثون بأمن اليمن
فضل حنتوس
كتابات
مجلي احمد الجربانيآل البيت الأبيض
مجلي احمد الجرباني
د.عبدالله حسن كرشهي بداية وليست نهاية
د.عبدالله حسن كرش
مشاهدة المزيد