آخر الاخبار

مهازل الصراع بين عضو مجلس القيادة الرئاسي ومحافظ حضرموت.. اتهامات وتدخلات وإقالات الأحزاب السياسية تناقش مع الاتحاد الأوروبي مستجدات الحرب والسلام ومطالب بتطوير العلاقات إلى المستوى الجيوسياسي التنموي انكسار جديد للمليشيات الحوثية شمال غرب تعز الإدارة الأمريكية تدعو سلطنة عمان للتخلي عن الحوثيين وإغلاق مكتبهم وتؤكد تحركها مع السعودية والإمارات لتوحيد الجيش اليمني وهزيمة الحوثيين مواجهة نارية بين ريال مدريد ومانشستر سيتي في ملحق دوري أبطال أوروبا .. العالم يتقد تسع كوارث مدمرة بدنية وصحية ناجمة عن إدمان الهاتف المحمول. رقم مخيف هز العالم ...تعرف كم ساعة قضاها المستخدمون أمام الموبايل خلال 2024 ؟ الريال يصطدم بالسيتي.. اليكم قرعة الملحق المؤهل إلى ثمن نهائي أبطال أوروبا وموعد المواجهات تعرف على أفضل تطبيق يتصدر فى الولايات المتحدة خلال عام 2024.. اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية والتعليم تناقش سير العام الدراسي

الشعب التونسي والرئيس بن علي والشاعران الزبيري والشابي
بقلم/ ياسر حسن ...
نشر منذ: 14 سنة و أسبوع و 4 أيام
الأربعاء 19 يناير-كانون الثاني 2011 08:05 م

لابد أن كل أحرار العالم هذه الأيام يحيون الشعب التونسي البطل الذي أثبت للعالم أنه صاحب إرادة قوية وعزيمة صلبة لاتلين , فخلال شهر واحد استطاع الشعب التونسي أن ينتفض في موجة احتجاجات غاضبة متواصلة لم تقف مع كثرة القتلى والجرحى واشتداد قمع السلطة الحاكمة هناك والتي وصفت مثيري الاحتجاجات في بدايتها بأنهم مجرمون خارجون عن القانون لكنها تراجعت عن ذلك وسط شدة ضغط الشارع التونسي وتزايد الاحتجاجات ليعلن الرئيس ابن علي عن إقالة وزير داخليته وعدداً من مستشاريه لعل ذلك يوقف غضب الشعب لكن أمراً ما لم يتغير وواصل الشعب غضبه ليعلن ابن علي الإفراج عمن اعتقلهم الأمن خلال الاحتجاجات ويظهر في خطاب تلفزيوني أخير وهو مطأطأ الرأس يستجدي شعبه الغاضب ويقول أن هنالك من ينقل له معلومات خاطئة وأنه لن يستخدم الرصاص لقمع الشعب , لكن خطابه لم يغير من الأمر شيئاً لأن الشعب قد عرفه وتعود على كلامه – الذي لايختلف كثيراً عن كلام كل حكام العرب- ولأن جنوده لم يوقفوا قمعهم للشعب تواصلت الاحتجاجات فلم يجد زين العابدين بن علي مخرجاً مما هو فيه إلا أن يرحل من بلاده خلسة كما يهرب الجبناء ليجد نفسه حائراً في سماء كبيرة لا يدري إلى أين يتجه , أوروبا كلها لم تقبله وفرنسا المقربة إليه لم يجد له مكاناً في أراضيها وحين لم يقبله الأصدقاء اتجه – مكرهاً - إلى الأشقاء فحط رحاله في المملكة السعودية ويعلم الله ما المصير الذي ينتظره

لقد أكد التونسيون في انتفاضتهم هذه للعالم كله أن إرادة الشعوب تصنع المستحيل وأن الشعوب هي وحدها من تغير لا الحكام فالشعوب الحية هكذا حالها لاترضى بالظلم والجور وتقف في وجه حكامها الظالمين وصدق أبو الأحرار الزبيري حين قال : والشعب لو كان حياً مااستخف به فرد ولاعاث فيه الظالم النهم

وليس شاعر تونس الشابي عن الزبيري ببعيد حين قال :

 إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر

ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر

ومن لم يعانقه شوق الحياة تبخر في جوها واندثر

 كذلك قالت لي الكائنات وحدثني روحها المستتر

 ودمدمت الريح بين الفجاج وفوق الجبال وتحت الشجر

 إذا ما طمحت إلى غاية ركبت المنى ونسيت الحذر

 ومن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر

 فعجت بقلبي دماء الشباب وضجت بصدري رياح أخر

 فأبشر أبا القاسم الشابي فإن شعبك أرادوا الحياة فاستجاب لهم القدر وإن الليل الكئيب قد انجلى وجاء الصباح الجميل وانكسر عنهم القيد لأن قومك عانقوا شوق الحياة ولأنهم طمحوا إلى غاية فركبوا المنى ونسوا الحذر , أرادوا صعود الجبال فعجت بقلوبهم دماء الشباب وضجت بصدورهم رياح آخر

 وأخيراً : إن ماقام به الشعب التونسي يوجه رسالتين :

الرسالة الأولى لحكام العرب وإلى كل حاكم ظالم ومفادها أن احذروا أيها السادة الحكام فإن ماحل بتونس وزعيمها المفدى – سابقاً - قد يحل ببلدانكم فخذوا العبرة والعظة فإن الله يمهل ولا يهمل وأن الله لينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ويخذل الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة , فراجعوا أنفسكم وعودوا إلى رشدكم قبل فوات الأوان

 وأما الرسالة الثانية : فهي للشعوب العربية وكل الشعوب الميتة الساكتة عن ظلم الحكام , ومفاد الرسالة أن انتفضوا على كل حاكم ظالم فأنتم بسكوتكم من يعين الحكام على الظلم فقوم فرعون هم من جعله يتمادى حتى تطاول على الله فقال (( أنا ربك الأعلى )) و(( ماعهدت لكم من إله غيري )) لأنهم أطاعوه ولم يوقفوه عن حده قال تعالى : (( فاستخف قومه فأطاعوه ))

فيا أبناء الشعوب العربية والإسلامية اسعوا إلى التغيير , وبداية غيروا ما بأنفسكم فإن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم وأنه كما تكونوا يولى عليكم فكونوا شعوباً حية عادلة حتى تجدوا الحياة والعدل لدى من يتولى أمركم

وختاماً تحية للشعب التونسي وتحية لأبي الأحرار الزبيري وإليك أبا القاسم الشابي ألف تحية