صراع النفوذ الحوثي في إب إشتباكات دامية على قطعة أرض تقتل شابا وتصيب أخرين بجروح خطيرة اتحاد الشرطة الرياضي ينظم ماراثون اختراق الضاحية في اربعينية الفقيد العقيد بدر صالح الجيش الوطني ينجح في كسر هجوم حوثي عنيف جنوب اليمن الموظفون النازحون يتظاهرون غداً الخميس بالعاصمة عدن للمطالبة بصرف مرتبات 7 أشهر متأخرة ماذا قال الرئيس السوري أحمد الشرع عن زيارته إلى تركيا ولقاء أردوغان؟ من الصين إلى البرازيل.. رفض دولي واسع لمشروع ترامب احتلال قطاع غزة وتهجير سكانها والأمم المتحدة تقول أنها متفاجئة أميركا تسعى لاحتلال قطاع غزة وحماس تصف ترامب بـ ''تاجر العقارات'' مستجدات قضية الشيخ المغدور به صادق ابو شعر.. قبائل إب تدعو إلى اجتماع عاجل يوم الجمعة السعودية تنفذ حكم الإعدام بحق شخصين ادينا بـ ''خيانة الوطن'' صحفي اقتصادي يكشف ''جذر المشكلة'' في أزمة أسعار الصرف باليمن ويستشهد بسوريا بعد الأسد كيف تعافت عملتها سريعًا؟
ليس الكبير ذلك الذي يكبر على حساب الوطن، ويقتات من قوته، ولكن الكبير هو من يكبر الوطن داخله، ولا يزال يكبر حتى يكون حجمه بحجم وطنه الذي داخله. فالعملاق من الناس من يحمل وطنا عملاقا بداخله، والأقزام هم من قزموا الوطن بداخلهم.
لا حدود لترابك يا وطني! فأنت فوق حدود المكان، ولا حدود لزمانك! فأنت فوق حدود الزمان، لا تحدك أعياد، ولا مناسبات، ولا احتفاليات، كما لا تحدك بحار أو سهول أو مرتفعات. ذرات ترابك..تضاريسك.. جبالك.. وديانك.. هواؤك.. شعبك.. كلها تسكن في قلبي، فلو كشفت عن قلبي لرأيت تضاريس الوطن ووديانه هي شرايينه وأوردته وعروقه ـ وقلبي لا حدود له، أينما سرت فأنا في وطني أعيش له، وأحيا به.
الوطن ليس بناقة ولا حصان نركب على ظهره لنصل إلى مآربنا، ونحقق مصالحنا. الوطن روح نحملها في داخلنا، فتتوسع حتى تملأ ذواتنا بحبها، وحينئذ ننطلق على هذا التراب المقدس – تراب الوطن بروح الوطن، وليس بأرواحنا، فنخلق منه وطنا عامرا بالخيرات، وشعبا ناعما في الرخاء والأمن والاستقرار.
لقد أصبحنا نغتال الوطن بأفعالنا وسلوكياتنا صباح مساء، ثم نعلن هذا الاغتيال جهارا نهارا في ما نسميه بالمناسبات الوطنية، وفي الحقيقة أنها جنائز وطنية، نجهز فيها على وطننا بخناجر مسمومة. الوطن يا سادتي ليس كلمة نغنيها في المناسبات، ولا شعارا نردده ثم نصفق لسماعه، ونهتف لترداده، ونقف عند ذكره كما يقف الناس عند مرور الجنازة بهم!! الوطن عمل وليس قولا، موقف وليس كلمة.
لك الله يا وطني، يزرعك العمالقة ويحصدك السَّوَارقَة!! [سوارقة: جمع جديد لـ(سارقة)]تبا لها من وجوه!! قسماتها لا تشبه قسمات وطني، ومعالمها تختلف عن معالم وطني، وتضاريسها تتبرأ منها تضاريس وطني ـ كلما أراها أبحث في الخريطة؛ لعلي أجد وطنا يشبهها وتشبهه، فأعود بخفي خائب. لا أدري لعل تلك الوجوه بقايا من وطن غابر لم يسويها سيل العرم.
الوجوه الوطنية هي تلك الوجوه التي حفر الوطن على جبينها اسمه، وطبع رسمه، ترى الوطن ينبض في محياها، ويتكلم بألسنتها، ويتدفق في عروقها، ويجري في دمائها، دون حاجة إلى ضجيج النياشين والمراسيم.
حتى متى نمزق وطننا بهذه الشظايا الطائفية والحزبية والمذهبية؟ شظايا تتحول إلى سهام بيد الحاقدين على الوطن في الداخل والخارج، لتوجه إلينا مرة أخرى، فتنحرنا كما ينحر الجزار البعير، وعلينا أن نشهد هذا المنحر، ونهلل للجزار الذي تتلطخ ثيابه بدمنا المقدس.
أرجوكم، الوطن قيمة أكبر منا جميعا، أكبر من أحزابنا وطوائفنا، قيمة لا توزن بذهب ولا ببترول، قيمة مقدسة لا تطولها يد، ولا يسفكها فم. فهل ستكون كذلك أم أننا نساوم بها في السوق السوداء، ونبيعها بثمن بخسٍ مصالحَ حقيرةً؟!
يا صديقي، إنه الوطن، لا يقاس بعملة ولا طن.
*كاتب وشاعر
abdmajidyemen@hotmail.com