فرار عشرات الطلاب من أكاديمية حوثية للتعليم الطائفي في صنعاء .. سقوط بشار يربك محاضن المسيرة الطائفية عاجل: صدور قرار لرئيس مجلس القيادة وكيل أمانة العاصمة يدعو وسائل الإعلام لمواكبة معركة الحسم بروح وطنية موحدة شاهد الأهداف.. مباراة كبيرة لليمن رغم الخسارة من السعودية مصادر بريطانية تكشف كيف تهاوى مخطط تشكيل التوازنات الإقليمية بعد سقوط نظام الأسد وتبخر مشروع ثلاث دول سورية توجيه عاجل من مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء برفع جاهزية المستشفيات وبنوك الدم وتجهيز سيارات الإسعاف ما حقيقة خصخصة قطاعات شركة بترومسيلة للاستكشاف النفطية في اليمن أبرز خطوة رسمية لتعزيز الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني في اليمن وزير الأوقاف يفتتح أكاديمية الإرشاد مدير عام شرطة مأرب يطالب برفع الجاهزية الأمنية وحسن التعامل مع المواطنين أردوغان في تصريح ناري يحمل الموت والحرب يتوعد أكراد سوريا بدفنهم مع أسلحتهم إذا لم يسلموا السلاح
الشعب يريد رغيف خبز فعز عليه لارتفاع سعره، يريد دواء فلا يجده!
المطلوب مبادرة تجمع رموز القوى السياسية وتعطي الأولوية لمصلحة الشعب السوداني.
الكل يؤمن بأن النظام السياسي في السودان بقيادة البشير "نظام اسلامي" ولن يسمح عربيا ودوليا لحكم اسلامي بالنجاح!
* * *
فخامة الرئيس عمر حسن احمد البشر رئيس جمهورية السودان رئيس الحزب الوطني الحاكم المحترم
استأذنك سيادة الرئيس بتجاوز البدايات التقليدية والانتقال مباشرة الى القضايا الجوهرية التي اود ان اطرحها في رسالتي المفتوحة إليكم، أملا ان تجد ما تستحقه من تفهم.
خاصة وانها لا تعبر عن رأي فرد ولا تعكس توجهات جماعة او فئة او طائفة او حزب او قبيلة بل تحاول ــ وبكل اخلاص دون مبالغة ــ ان تنقل اليكم نبض الشارع العربي على امتداده واتساعه وان تضع امامكم الصورة كما هي بأبعادها السياسية وبألوانها الطبيعية وبحجمها الحقيقي.
أفعل ذلك لان المشاعر الانسانية يصعب نقلها عبر الاقمار الصناعية او عبر تقارير اجهزة المخابرات السرية منها والعلنية.
السيد الرئيس تعلم علم اليقين بأني لست سودانيا، ولكني لست اقل حرصا على السودان من أي سوداني وطني يحب بلاده ويعمل من اجل استقرارها وتقدمها وازدهارها وسيادتها ووحدة اراضيها، لهذه الاسباب اكتب اليكم رسالتي الاولى محبة وتقديرا وحرصا مني على السودان وشعبه الأبي.
* * *
منذ مطلع شهر يناير الحالي ــ شهر مولدكم عام 1944 ــ والمسيرات والمظاهرات السلمية تعم مدن السودان الشقيق معبرة عن غضب الشعب وسخطه على نظامكم السياسي وقراراتكم التي لا تصب في مصلحة الشعب.
ثلاثون عاما مضت وانتم تحكمون السودان ولا شك انكم قدمتم الكثير وواجهتم مصاعب شتى وأهمها انفصال الجنوب عن الوطن الأم والحرب في دارفور وتواجهون حصارا اقتصاديا عربيا ودوليا وانتم سيادة الرئيس مطلوب شخصيا لمحكمة الجنايات الدولية.
الشعب سيادة الرئيس يريد رغيف خبز فعز عليه لارتفاع سعره، يريد دواء فلا يجده، تدهور سعر العملة السودانية، يريد كرامة ولكن الحاجة قاتلة ومذلة، ها انت تجوب عواصم الاغنياء بحثا عن عون فلا تجده كما تريد.
تقول ونقول معك بأن هناك ايدي خفية تزيد النار في السودان اشتعالا نكاية بالنظام القائم وعملا لاسقاطه. دعوتم السيد الرئيس الى حوار وطني عام 2014 ولكن لم تقدموا للقوى الوطنية السودانية أي تنازل حقيقي في جلسات الحوار ولم تأخذوا في الاعتبار مطالب المعارضة بتأجيل انتخابات 2015 الى حين التوافق على صياغة دستور جديد واجراءات انتخابية نزيهة وشفافة.
الكل يعلم بأنكم عينتم رئيس حكومة جديدا في سبتمبر العام الماضي، وكان الشعب يتأمل خيرا في ذلك التعيين لكن الامور بقيت كما هي عليه بل زادت تدهورا.
الكل يؤمن بأن النظام السياسي في السودان بقيادة البشير "نظام اسلامي" وقد يصدق الكثير من الناس ذلك القول ومن هنا يجب ان تدرك القيادة السودانية وجماهيرها بأنه لن يسمح لأي حكم اسلامي بالنجاح عربيا ودوليا.
فالسجون في دول جوار السودان تزدحم بقيادات الفكر الاسلامي ولم يبق خارج المعتقلات منهم الا اصحاب التقية او المنافقون والكذابون، غزة محاصرة لاكثر من ثلاثة عشر عاما لأن القوة الفاعلة على ارض غزة تنظيم اسلامي "حماس" ولهذا تعاني غزة الأمرّين.
مصر أُسقط حكم الرئيس محمد مرسي لانه متهم بأنه حزب اسلامي وتولى العسكر المهمة ولم يتركوا للرئيس المنتخب فرصة حتى يفشل او ينجح بل اجتث في خلال ستة اشهر وما برح يعيش خلف القضبان.
* * *
سيادة الرئيس: اذا بقيت الحال في السودان على ما هي عليه اليوم فإن سحبا سوداء ستحجب الرؤية وسينفرط الزمام وسنشاهد ما لا تحمد عقباه، النظام سيتمسك بسلطته وسلطانه ومعه قوى حزبية منظمة ومسلحة كما يقول الكثير من اخواننا السودانيين.
والمعارضة مسلحة وممتدة من دارفور الى الخرطوم والى غرب السودان وشماله وسيكون السودان ساحة للعابثين والمتربصين بسيادته ووحدة اراضيه.
وتحاشيا لذلك الموقف فإن عليك سيادة الرئيس ان تتخذ قرارا يقضي بجمع رموز القوى السياسية في السودان وان تجعلوا مصلحة الشعب السوداني فوق مصالحكم الحزبية.
وإن عز ذلك فلا بد للجيش ان يتخذ مبادرة وطنية ويجعل نصب عينيه ما فعل الجنرال سوار الذهب الذي بعد ان اطمأن على سير الامور سلم السلطة لحكم مدني يرضي الشعب والمجتمع الدولي.
آخر الدعاء: اللهم احم السودان من كل مكروه، ودل قيادته على طريق الحق وصواب الاتجاه.
* د. محمد صالح المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر.