الجيش الإسرائيلي يفتح حرب وجبهات جديدة في سوريا ويتوغل في ريف درعا
بعد السيطرة على القصر الجمهوري الجيش السوداني يستعيد مواقع استراتيجية هامة في الخرطوم
إنجاز طبي غير مسبوق.. تقنية صينية تعيد الحركة لمرضى الشلل في أيام
مليشيا الحوثي تطوق منزل القاضي الشاوش بالأطقم المسلحة وتقوم بإختطافه من منزله
من عمق الصحراء بمحافظة شبوة حيث الإنسان يشيد واحات العلم ..ويفتتح مدرسة استفاد منها أكثر من ألفي نسمة
نهاية الأزمة.. برشلونة يستعيد كوبارسي من منتخب إسبانيا
دكتور سعودي يفجر مفاجئة علمية جديدة عن الحبة السوداء وكيف تقي من أخطر أمراض العصر
دولة خليجيه غير السعودية تتعهد باستثمار 1400 مليار دولار في أمريكا
أول شابة خليجية تترشح لمنصب أمين عام منظمة الأمم المتحدة للسياحة
وزير الدفاع الأمريكي يهدد الحكومة العراقية والفصائل المسلحة.. لا شأن لكم في اليمن
هل كانت الشرطية التونسية "فادية حمدي" تخدم المجتمع التونسي عندما صفعت الشاب محمد بوعزيزي؟ وإذا كان التونسي بوعزيزي قد أخطأ ورفض تنفيذ لوائح بلدية " سيدي بوزيد"، فهل يحق للشرطية اهانة كرامته وصفعه؟ مما دفع به إلى إحراق نفسه انتصارا لكرامته، جاعلاً من جسده عود ثقاب أشعل به ثورة أسقطت نظام الحكم في تونس.
هل نحن في زمن يُعتبر فيه صفع المواطنين وسبّهم عبارة عن خدمة يقدمها أفراد الشرطة للمواطنين، لاسيما والقاعدة تقول إن الشرطة في خدمة الشعب؟
لا أعتقد، بل هي (الهمجية الأمنية).
ليس افتراء إن قلنا أن المواطنين في اليمن ليسو بمنأى عن هذا النوع من الهمجية التي يمارسها بعض قيادات وأفراد الأمن المناط بهم مهمة الحفاظ على حقوق الناس وكرامتهم.
لا نقصد هنا التحدث عن فساد القطاع الأمني في اليمن الذي يتقرصن أغلب أفراده على المواطنين ويبتزهم، فهذا أمر آخر مهم ويحتاج إلى إثارة بشيء من الموضوعية. لكني في مقالي لهذا الأسبوع أتحدث عن التعامل الهمجي الذي يتعامل به أفراد الأمن التابعون إداريا لوزارة الداخلية مع المواطنين، كون هذه التصرفات الرعناء، تدفع بالمواطن إلى أن يكره الوطن وكل من يسيرون أموره.
فقد يصبر المواطنين على غلاء الأسعار وقسوة الظروف المعيشية.. وقد يصبر على فساد أفراد الأمن الذين يبتزونهم في أقسام الشرطة ومكاتب الأحوال المدنية وأبواب المؤسسات وفي النقاط العسكرية. لكنهم لن يرضوا أن تُهان كرامتهم وقد خُلقوا أحراراً، فهم ليسو عبيداً عند القائد الفلاني والشرطي العلاني والذين يستخدمون زيهم العسكري للتجبّر على الناس واهانة كرامتهم.
نعم.. عندما تُمس كرامة المواطن، حينها لن يعتبر لشيء، ولن يعترف بشيء.. لن يعترف بالانجازات ولا الطرقات ولا المستشفيات ولا المدارس.. لن يعير أي اهتمام للخطابات القيادات وشعارات ولافتات منظمة اليمن أولاً.. بل سيتحول إلى كتلة من الحقد والكره للوطن والقائمين عليه، لأن من استباح كرامتهم استباحها باسم الوطن واستقوى بالقائمين عليه..!!
حول ذات الشأن، قالت قيادة وزارة الداخلية بأن شكاوي وتظلمات المواطنين عن تجاوزات منتسبي الوزارة ارتفعت إلى 17851 شكوى خلال العام الماضي 2010م، مقارنة بالعام الذي سبقه والذي تسلمت فيه القيادات الأمنية 6040 شكوى فقط.
الغريب والعجيب أن المركز الإعلامي الأمني علل ارتفاع عدد الشكاوي بأنه يعود لثقة المواطن في أن شكواه ستجد أذنا صاغية من القيادات الأمنية الحريصة على محاسبة رجال الأمن المتجاوزين لأعمالهم ومهامهم ويسيئون بتصرفاتهم لوزارة الداخلية..!
لا أدري بالضبط، هل يخدعون أنفسهم بمثل هذا التفسير؟ أليس من الأحرى بهم الخجل من تضاعف عدد الشكاوي بهذا الشكل الكبير خلال عام؟ أليس هذا التضاعف دليل التقاعس في ردع المتجاوزين والهمج من قيادات وأفراد الأمن في اليمن؟
الحقيقة أن هذا الرقم الذي أعلنته وزارة الداخلية مؤخراً، لا يعكس العدد الحقيقي للانتهاكات والأخطاء التي يرتكبها بعض منتسبي وزارة الداخلية في الواقع. وتأسيساً على ما سبق، أعتقد أننا بحاجة من قيادة وزارة الداخلية الوقوف بجدية أمام هذا السلوك الهمجي الأرعن الذي يمارسه عدد كبير من أفراد الأمن مع المواطنين. فبجانب الضرب بيد من حديد كل من يتجاوزون، يجب أن تقوم وزارة الداخلية بتهذيب طبائع منتسبيها، فتعمل على تأهيلهم عن طريق دورات مكثفة يتعلمون من خلالها الأساليب الصحيحة والمهذبة في التعامل مع المواطنين، وأن يحترموا قبل غيرهم القانون واللوائح. فلا يكفي أن يكون رجل الأمن قوي وشجاع، بل يجب أن يكون صبور صاحب أخلاق رفيعة وأن يمتلك فن التحاور والإقناع والتعامل مع الناس بمختلف نفسياتهم وطبائعهم.
في الأخير، لا يوجد عائلة في اليمن-تقريباً- إلا وفيها شخص ينتمي للقطاع الأمني أو الجيش، فمن نتحدث عنهم في هذا المقال هم اباءنا وإخواننا وأبناءنا، وبالتالي لا نكتب عنهم من باب الكراهية أو العداء، وإنما رغبة في تعديل وتصحيح الأخطاء الموجودة فيهم، فكثيرا ما رأينا جنود يسبون ويسيئون ويعتدون ويتجبرون على المواطنين البسطاء في الشوارع وأقسام الشرطة وأمام بوابات المرافق الحكومية المدنية والله المستعان على ما يفعلون.
HAMDAN_ALALY@HOTMAIL.COM