آخر الاخبار

الرئيس اللبناني مخاطباً وفدا ايرانيا رفيعا: لبنان تعب من حروب الآخرين ووحدة اللبنانيين هي أفضل مواجهة الغارديان.. نتنياهو بات عبئاً على بايدن ولن يتحقق السلام حتى يرحل تيك توك يقوم بتسريح موظفين على مستوى العالم من فريق الثقة والأمان أول دولة عربية تتبنى تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الخدمات الحكومية الجيش السوداني يصل القصر الرئاسي بالعاصمة الخرطوم .. وقوات الدعم السريع تتعرض لانتكاسات واسعة في عدة مدن سودانية لماذا أعلن الرئيس زيلينسكي استعداده للتنحي عن رئاسة أوكرانيا؟ منظمة دولية تكشف عن تصفية 953 يمنياً.. الحوثيون في طليعة القتلة وفي مناطق الشرعية تتصدر عدن قائمة التصفيات الجسدية وحزب الإصلاح والمؤتمر في صدارة الضحايا معارك في مأرب والجوف وتعز وقوات الجيش تعلن التصدي لهجمات الحوثيين قبائل الطيال وسنحان وبني حشيش وبلاد الروس تعلن النفير العام لاستعادة الدولة وطالبت مجلس القيادة الرئاسي بضرورة توحيد الصف الوطني،وحشد الإمكانات لدعم الجيش والمقاومة.. صور مؤشرات ايجابية على عودة الإستقرار للبحر الأحمر.. 47 سفينة عدلت مسارها إلى قناة السويس بدلاً من الرجاء الصالح

الجنوبيون ليسوا حقل تجارب
بقلم/ صلاح محمد العمودي
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 28 يوماً
الخميس 26 إبريل-نيسان 2012 05:57 م

لم يعد مجديا بل ومن العبث ايضا ان نستجيب لفتح ملفات تاريخ انقضى وأصبح من الماضي وندخل انفسنا في دوامة البحث عن شماعة نعلق عليها مصيبة الزج بأبناء الجنوب في اتون وحدة مدمرة اكلت الاخضر واليابس مع اننا ندرك ان الجو الشعبي العام الذي تعرض منذ منتصف القرن الماضي لغسيل مخ وحدوي كان حينها تحركه ايضا عواطف جياشة لا تقاوم وتدفع به باتجاه خوض تجربة الوحدة لعله يجد فيها ما تغنى به عنها بدء من نشيد طابور الصباح المدرسي مرورا بتعاملنا اليومي حتى مع وثائقنا الشخصية ناهيك عن المعاملات الرسمية في مرافق الدولة ومؤسساتها وانتهاء بذوبان فطري استوعب الجهات بتعدد مفرداتها والاتجاهات بتنوع ثقافاتها دون ان يخطر على بال احد ان النتائج ستكون كارثية بهذا الشكل الهمجي الذي لم يراعي قيم الاخوة والإنسانية والدين اذن المشكلة لا يتحملها فقط تقديرنا السيئ لقوم اتخذناهم اخوة فساءوا الينا وذبحونا من الوريد الى الوريد ولا قلة الخبرة في التعاطي مع تفاصيل مشاريع الشراكة التي يجب ألا تخلو بنود اتفاقاتها من نص صريح يعطي الحق القانوني لأي طرف بالانسحاب وفق صيغة متفق عليها وإنما مشكلتنا اننا وضعنا ايدينا في يد النظام وما ادراك ما النظام وليس في يد الشعب· 

بعد ان تجرع ابناء الجنوب فيما مضى علقم الوحدة على يد اوهام العاطفة والعاطفيين فانه على العائشين في رومانسية السراب والخراب وأحلام الهوس الوحدوي ان يتقوا الله في شعب الجنوب و يعيدوا التفكير في مشروع رومانسيتهم لكن اذا ما اصروا وأرادوا ان يبعثوا بروح مشروع الوحدة من قبره فعليهم اولا ان يبعثوا بروح صاحب الحق الشرعي في التوقيع على الشراكة من قبره ,,فطالما الشعب الشمالي مستعبد كما اعترف اللواء الاحمر ومغلوب على امره وملاحق منذ عهد الائمة بطابور طويل من العتاولة والشيوخ بدء من شيخ الحارة وانتهاء بشيخ الرئيس فان مصداقية رومانسيتكم مجروحة ومشكوك في نجاحها والشعب الجنوبي لم يخلقه الله ليكون حقل تجارب ولهذا فهو في حل من مشروعكم الرومانسي وغير مستعد لتحمل تبعاته ,,,لقد كان صديقي الحاج فرج على حق ذلك الانسان المتواضع جدا في تفكيره ومؤهلاته وإمكانياته حين قال بكل بساطة اذا كان صاحب الشركة مقبوضا عليه في زنزانة الاضطهاد الاجباري فمن الخطأ شرعا وقانونا ان توقع عقد الاتفاق مع المؤجر ,,,,, للحالمين وغيرهم نقول لن تقوم للوحدة قائمة إلا بتحرير الشعوب ,,,كفاية رومانسية وأوهام ولن يلدغ ابناء الجنوب مرة ثانية من جحر 90 فمثلما انصاعوا بالأمس للإرادة الشعبية التي هتفت لتحقيق الوحدة كما يقولون فلا مناص من الانصياع اليوم للإرادة الشعبية نفسها التي تطالب الان بفك الارتباط ,,,لا داعي للمكابرة وارتكاب الحماقات بغية نهب حقوق الغير يذهب ضحيتها اناس ابرياء

 في مرحلة مفصلية كهذه يعول كثيرا على الشباب في ظل التجاذبات السياسية التي تغذيها اشكاليات الماضي ومخزون موروثة الذي مازال يفرض سطوته على تفكير البعض ,مثل هذه الرواسب والشوائب التي تجد دعما لوجستيا من هنا وهناك لن نجني من ورائها غير الريبة وعدم الثقة والتشكيك في مساعي الاخر الامر الذي يعكس نفسه على اضعاف وحدة الصف وعرقلة خطى سير القضية الجنوبية ,من هنا تأتي اهمية دور الشباب في قادم الايام ليس فقط لاعتبارات احصائية سكانية وإنما لأنهم ابدوا مستوى راقي في استيعاب قضية وطنهم وأعادوا الى الاذهان شجاعة ابائهم واجدادهم ويتحملون الجزء الاكبر من كلفة وتضحيات مرحلة استعادة الدولة وأيضا وهذا الاهم لعفوية تحررهم من عقد الماضي ونزوعهم نحو الانفتاح على مستقبل يتعظ من مآسي الماضي ويؤسس لحاضر يستوعب الجميع وينشد العدل والمساواة وتكافؤ الفرص واتقاء الله

amodisalah@yahoo.com