آخر الاخبار

الجيش السوداني يحقق انتصارا كبيرا على قوات الدعم السريع وينتزع أحد اكبر المدن السودانية والاحتفالات الشعبية تعم المدن انفجار مهول في أحد محطات الغاز بمحافظة البيضاء يتسبب في مقتل وجرح العشرات من المواطنين. لماذا ساعدت الصين الحوثيين سراً في الهجمات على سفن الغرب بالبحر الأحمر وماهي الصفقة بينهما .. تقرير أمريكي يكشف التفاصيل تقرير أمريكي يتحدث عن دعم الصين للحوثيين ظمن خيارات الشراكة الناشئة بين بكين وطهران ... ومستقبل علاقة الحزب الشيوعي بعمائم الشيعة الاحزاب السياسية بالبيضاء تطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن بضرورة التدخل العاجل نجاة شيخ قبلي كبير من عملية إغتيال بمحافظة إب ... وانفلات أمني واسع يعم المحافظة في ظل مباركة مليشيا الحوثي حرب ابادة في الحنكة بالبيضاء.. مليشيا الحوثي تقتحم المنطقة والأهالي يناشدون الرئاسي والمقاومة وقوات الشرعية برشلونة وريال مدريد وجهًا لوجه في الجوهرة المشعة (توقيت الكلاسيكو) موقف أمريكي من هجوم الحوثيين وقصفهم منازل المواطنين بمحافظة البيضاء أول زيارة لرئيس حكومة لبنانية إلى سوريا منذ الحريري 2010

علماء السلطة بيان لا وزن له
بقلم/ د/ أحمد عبدالواحد الزنداني
نشر منذ: 13 سنة و 3 أشهر و 7 أيام
الثلاثاء 04 أكتوبر-تشرين الأول 2011 07:18 م

كما يعلم الجميع قامت السلطة مؤخرا بدعوة علماءها وعدد من المعممين لعقد مؤتمر لجمعية علماء اليمن لإصدار بيان تستبيح به دماء الثوار ومؤيديهم وداعميهم ولتساند بذلك البيان من يتشبث بالحكم ويرفض تسليم السلطة للشعب, غير إن ذلك المؤتمر فشل فشلا ذريعا, وذلك لأن السلطة لا تفهم عدد من الأمور أهمها في رأيي ما يلي:

1.أن الإسلام دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها, والفطرة هنا هي ميل الإنسان بطبعة وخلقته إلى الحق والعدل والصدق وكرهه للظلم والكذب والعدوان, قال تعالى (فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم) الروم 30, وبناء على ذلك لا يمكن للأمة في مجموعها أن تقبل أو حتى تميل لبيان مخالف لهذه الفطرة التي جُبلت عليها وإن صدر من أي جهة كانت.

2.أن محاولة السلطة استغلال محبة الشعب اليمني للعلماء وتقديره إياهم لم تكن هذه المرة في محلها على الإطلاق لأن سر تعلق الأمة بعلمائها على مدار التاريخ هو تمسكهم بأسس ومبادئ تلك الفطرة واستمرارهم في بيان ما يثبت الأمة على فطرتها السوية, فمن الجلي على مدار تاريخ الأمة أنها لم تمجد وتحفظ إلا مواقف العلماء الذين وقفوا في وجه الحكام الظلمة الذين مالوا عن الحق وحادوا عن الطريق المستقيم وعدلوا عن الفطرة السليمة دون خوف من عقاب أو خشية من جور, من هنا يعظم قدر أولائك العلماء ويعلو شأنهم ويصبحوا أعلاما تهتدي بها الأمة وتسير على دربها, أما من مالئوا الحكام وداهنوهم فالأمة لم ولن تقيم لهم وزنا بل ستمضي في طريقها غير أبهة بعمائمهم الفارغة وأشكالهم الزائفة فهي تعي جيدا أن لا رهبانية في الإسلام وليس لها أربابا تتخذهم من دون الله الواحد القهار.

3.أن إصدار بيان باسم العلماء يؤيد ويساند السلطة المستبدة في هذا الظرف الحساس دفع الشعب اليمني إلى التحري والبحث عن موقف علمائه الثقاة الذين كان رأيهم واضحا وجليا منذ بداية الثورة في اليمن, حيث بينوا للشعب أن المظاهرات السلمية لدفع الظلم والحد منه والقضاء عليه هي واجب شرعي وليست مجرد حق, فاندفع الناس بالملايين إلى ساحات الاعتصام والتظاهر, وبالتالي فإن استخدام ورقة علماء السلطة اليوم عزز من موقف علماء الأمة الثقاة بل ودفع بالعلماء وبالمؤسسات الدينية مثل الشيخ يوسف القرضاوي رئيس اتحاد علماء المسلمين ومؤسسة الأزهر وغيرها إلى فضح زيف وخطأ بيان علماء السلطة في اليمن وتأييد رأي العلماء الثقاة وعلى رأسهم هيئة علماء اليمن لينقلب السحر على الساحر ويضيق الخناق على السلطة أكثر فأكثر.

4.أن إصدار بيان باسم جمعية علماء اليمن ولّد رفض من داخل الجمعية نفسها, فالكذب حباله قصيرة, فعلى مدار الأيام التالية لصدور بيان الجمعية تحدث إلى وسائل الإعلام العديد من أعضاء جمعية علماء اليمن فبينوا أن ما قامت به السلطة ما هو إلا مجرد اغتيال للجمعية وعلماءها الذين وافقوا على البيان, فلقد كان هناك انتقائية في الدعوة إلى المؤتمر الذي صدر عنه البيان فغُيب كبار العلماء وعدد كبير من العلماء الثقاة عن قصد, كما أن هناك عدد من العلماء الذين حضروا لم يبيعوا دينهم فلقد بينوا أن الإجراءات التي سار عليها المؤتمر منذ البداية لم تكن سليمة, وإنما كان هناك مسرحية هزلية لإخراج بيان باسم علماء الجمعية وهم براء منه وهذا ما أكده علماء في صنعاء وعدن وتعز وحضرموت وغيرها من المدن اليمنية.

وفي الختام أود أن أقول أنه من عجائب الأمور أن العلماء في هذا المؤتمر كانوا أقلية وأغلبية الحضور كانوا من الموظفين والإداريين في وزارة الأوقاف الذين ليسو لهم صلة بالعلم الشرعي, بل أن من سوء تدبير السلطة أن صدور البيان كان يوم الخميس مما أتاح للعلماء أن يبينوا للشعب الحقيقة في خُطب الجمعة في المساجد وفي ساحات الاعتصام والتظاهر أيضا ليرد الله كيد الكائدين في نحورهم, والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.