أجهزة الأمن تضبط كميات كبيرة من مخازن الذخيرة في محاولة تهريبها جنوب اليمن
حيث الإنسان يصنع السعادة لصانع سعادة الأطفال.. رحلة التنقل بين محطات الألم والحرمان.. تفاصيل الحكاية
بشكل عاجل الرياض توفد طائرة خاصة الى مطار سيئون وتستدعي رئيس حلف قبائل حضرموت وقائد قوات الحماية الحضرمية
في موقف مخزي.. الرئاسة الفلسطينية تدين تصرفات حماس وتصفها بـ ''غير المسؤولة''
حسن نصرالله «يعيد» طبيبة لبنانية علوية من أمريكا الى لبنان بالقوة
اليمن تعلن موقفها من القصف الإسرائيلي على قطاع غزه
الحوثيون ينهبون مخازن برنامج الغذاء العالمي بمحافظة صعدة
الكشف عن اسم قيادي حوثي قُتل في الغارات الأمريكية الأخيرة
سلسلة غارات أمريكية دمرت مخزنًا سريًا استراتيجيًا داخل معسكر للحوثيين في الحديدة
تقرير حقوقي شامل بين يدي العليمي.. توجيهات رئاسية بتسهيل عمل لجنة التحقيق الوطنية والتعامل بمسئولية مع ما يرد في تقاريرها
لقد بدأ الكثيرون يشعرون الآن أنهم كانوا مخطئين في نظرتهم إلى حقبة الرئيس بوش، فهي، من وجهة نظر كارهي أمريكا، أفضل حقبة أمريكية بامتياز، لا بل راحوا يقولون: عاشت يداك يا سيادة الرئيس، أنت نعمة. فخلال فترة حكمه تم ترتيب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، كما أظهر الكثير من الأفلام الوثائقية الغربية الأخيرة كي تتخذ الإدارة منها ذريعة لتنفيذ مشاريعها الاستعمارية التي كانت تحتاج لحجج قوية جداً كي تشرع بها. وخلالها أيضاً تم غزو أفغانستان، وبعدها العراق، حيث تورطت أمريكا في مستنقعيهما شر ورطة، كما تعترف بعظمة لسانها. ناهيك عن الخسائر المالية الهائلة التي تسبب بها الغزوان، مما جعل إدارة بوش تضاعف ديونها الداخلية والخارجية لتزيد على عشرة ترليونات دولار.
ولو ظلت كوارث بوش محصورة في العراق وأفغانستان لهان الأمر، فها هو الرئيس المشؤوم ينهي عهده بسقوط نظام الاقتصاد الحر سقوطاً مريعاً، مما جعل كبار رجالات الاقتصاد الأمريكيين يشبـّه الانهيار المالي في "وول ستريت" بانهيار حائط برلين الذي أودى بحياة الاتحاد السوفياتي وسقوط المشروع الاشتراكي. لا بل إن الرئيس الفرنسي ساركوزي قال بالحرف الواحد إن الانهيار المالي الأمريكي يضع نهاية لنظام السوق الحر. وكان وزير المالية الألماني قبله بأيام قد اتهم حقبة الرئيس بوش مباشرة، ناهيك عن أن وزيرة العدل الألمانية السابقة كانت قد شبهت بوش بأدولف هتلر زعيم النازية البائد الذي دمر ألمانيا، فيما ذهب آخرون إلى تشبيهه بنيرون روما..
أليس حرياً بالبعض، إذا كانوا كارهين لسياسات الكاوبوي الأمريكي، أن يبتهجوا، ويزغردوا، ويبنوا التماثيل للرئيس الرائع جورج بوش، ويحيوه أجمل تحية على مواقفه التاريخية فعلاً التي ستزيح أمريكا عن دفة قيادة العالم، وتريح الدنيا من شرورها العظيمة؟ ألن يتذكر التاريخ بوش بأنه كان المسمار الأخير في نعش امبراطورية العم سام؟ ماذا سيقول المؤرخون غير أن بوش أودى بقوة أمريكا من خلال مشاريعه التدميرية الطائشة؟ ماذا يستحق الرجل من الذين يكرهون أمريكا سوى الشكر الجزيل والدعاء الطويل؟
كم كان البعض مخطئاً عندما وجه اللوم والاتهامات لبعض الحكام العرب الذين سايروا الإدارة الأمريكية في مشاريعها الإجرامية ودعموها! كم كان هؤلاء الحكام بعيدي النظر، فهم كانوا يعلمون أنه ليس بإمكانهم الوقوف في وجه ذلك الثور الأمريكي الهائج المتمثل بجورج بوش وعصابته الحمقاء، فوافقوه في كل شيء، حتى في غزو بلد عربي وآخر إسلامي. ومهما كانت الأسباب التي جعلت بعض الحكام العرب يدعمون جورج بوش وإدارته، إلا أنهم في المحصلة النهائية فعلوا خيراً، فقد ساهموا بشكل مباشر أو غير مباشر فيما وصلت إليه القوة العظمى الأولى من تدهور وانحطاط عسكري ومالي. ولا يسع الذين يكرهون أمريكا إلا أن يعتذروا من أولئك الحكام، وأن يسحبوا اتهاماتهم لهم بالخيانة والاستسلام والتبعية والانبطاح. ألا يعود الفضل في التدهور الأمريكي لكل الذين دعموا السياسة الأمريكية في عهد بوش، أو غضوا الطرف عنها؟ أليس استرضاء الديناصور أفضل من مواجهته؟ أليست تصرفاته كفيلة بإبادته؟
أليس حرياً بكل الذين تهجموا على الرئيس الأمريكي جورج بوش أن يتقدموا له الآن بشديد الاعتذار على ما بدر منهم تجاهه من إساءات، وأن يوجهوا له عظيم الشكر والامتنان على الخدمات الجليلة التي أسداها لأعداء أمريكا، فقد كفــّر الرجل عن ذنوبه الكثيرة بأن وضع بلاده العظيمة على حافة الهاوية، فطوبى له!