اعلان حالة الطوارئ القصوى في لوس أنجلوس والحرائق تلتهم المدينة- صور زحام شديد في منفذ الوديعة ومئات الأسر عالقة هناك انهيار قياسي للعملة اليمنية.. الدولار يصل حاجز 2100 للبيع ''أسعار الصرف'' مصادر عسكرية: فرار مليشيا الحوثي تحت ضربات الجيش في جبهات مأرب والجوف وتعز استعادة كنوز ملكية ثمينة مخبأة منذ الحرب العالمية الثانية عاصفة شتوية تعطل آلاف الرحلات الجوية في جنوب الولايات المتحدة إيران تكشف عن قاعدة صاروخية تحت الأرض هاجمت منها إسرائيل أميركا تستهدف قطاع النفط الروسي بعقوبات شديدة و تكبدها مليارات الدولارات شهريا للمرة الخامسة غارات إسرائيلية وبريطانية جديدة على 3 محافظات يمنية الكشف عن 4 بنود وضعت للرئيس اللبناني بين الجلستين النيابيتين قبيل انتخابه
على الرغم من كثرة الأعمال الدرامية التي احتلت الشاشة الفضية في رمضان, إلا أنها بشكل عام أعمال لم تتجاوز عاديتها، ولم تفتح الباب لدى المشاهد ليطرح تساؤلات عديدة حول أهمية وقيمة هذا العمل, الذي صُرف عليه وأنتج ليعرض في الموسم بالنسبة للمنتجين, وهو رمضان!
وإذا كان رمضان شهر العبادات، والتقرب من الله سبحانه وتعالى، إلا أنه لدى التجار شهر العروض والأرباح، ولدى منتجي التلفزيون شهر الدراما والفوازير والإعلانات، ومهاجمة المشاهد في مواقعه بمسلسلات كلما غادر قناة ليتنفس في أخرى، وجد نفس الوجوه، ونفس المسلسل!
حاولتُ منذ بداية رمضان أن أتوقف بسرعة أمام بعض الأعمال, ووجدت أن أغلبها تحول إلى أعمال مكسيكية طويلة, بحيث إنك لو تركت المسلسل عدة حلقات وعدت له بعدها لاكتشفت أنه لم يفتك شيء، ولم تتغير الأحداث، والسبب هو البطء الذي تتحرك فيه هذه الأحداث، وإصدار كل منتج على أن تكون الحلقات ثلاثين حلقة، أو أكثر، وبالتالي إقحام إحداث غير ذات أهمية، أو شخوص غير معنيين بالأحداث, من أجل تمطيط هذه الحلقات، والتي لا تزيد على نصف ساعة للحلقة الواحدة ، ولكنها تتحول إلى ساعة كل يوم من خلال تداخل تلك الإعلانات المميتة، والمطولة والتي تقتحم العمل كل خمس دقائق، وتفسد المتعة، التي هي مفقودة في الأصل، حتى النجوم تراجع الأداء لديهم ولم تعد المسألة تتعلق بالإبداع لدى كل منهم، ولكن تتعلق فقط بضرورة الحضور السنوي، والخوف من المغادرة، والترويج بالارتباط بالتواجد في هذا الشهر الكريم، وبأسماء لم تعد لديها ما تقدمه، ولكن لا تزال المحطات تشتري أسماءها، ولا تشتري قيمة العمل المنتج!
بالنسبة للدراما المحلية، والتي اعتاد المشاهد عليها لا يبدو أنها تقدم الجديد، أو تضيف ما يمكن التوقف أمامه، بل على العكس فمن خلال متابعتي يبدو أن بعض الأعمال القريبة من الناس تسجل تراجعاً كبيراً في الحضور، ولفت الانتباه حتى ان المتابعة لم تعد بنفس المستوى للأعوام الماضية، وبالذات مسلسل همي همك والذي ارتبط به المشاهدون من خلال تفاعله مع قضاياهم وهمومهم وطرحهم بوجهات نظر مستنيرة، وتعكس رؤى كثير من المتابعين!
الطرح الذي تناول المسلسل هذه السنة كان يحتاج إلى تعامل أفضل، وكان يحتاج إلى طريقة كتابة أقوى، وحوار سيناريو يخدم الفكرة، ولا يتعامل معها بسطحية!
صحيح أن المسلسل خفيف ووجبة سريعة، لكن لا ينبغي أن يأخذ بعض القضايا ويطرحها كما هي، لأن الدراما عالم مطلق وتتماهى داخله الوقائع مع الفرضيات، لا ينبغي أن تؤخذ القضايا المهمة، والعامة والمطروحة، والتي شكلت نقاط خلاف، وتوافق، ويُعاد طرحها تلفزيونياً بهذه الطريقة التي كانت تحتاج إلى جهد أكبر في المعالجة والطرح، ومع ذلك ورغم أن المسلسل لا يزال معروضاً ولا تزال نسبة المتابعة له جيدة كما أقرأ من خلال الصحف، إلا أنه يحتاج إذا استمر في العام القادم إلى رؤية مختلفة، ومنفتحة على تجارب تهتم وتخدم العمل الدرامي, ليس فقط بعرض الفكرة الجريئة, أو تتجاوز مقص الرقيب، الذي يعتبر هو المنغص الرئيسي لكل من يحاولون تقديم أعمال درامية، ولكن من خلال نصوص جيدة, لأن قوة العمل تبدأ بنص جيد، وأن لا يتوقف عرض بعض الشخصيات واستمرارها على الصورة الكاريكاتيرية لها، بل لابد من تطويرها حتى لا تصبح صورة مسطحة, ويكون وجودها قائماً على كونها من ضمن صور البرنامج فقط!