إسرائيل تكشف عن خسائر مهولة طالت جيشها في حربهم ضد غزة
عاجل غارات أمريكية جديدة تستهدف محافظة صعدة
ترتيب منتخبات آسيا في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2026
اليمن يشارك في جائزة دولية لحفظ القرآن الكريم بثلاثة متسابقين
وقع عليها نايف البكري وعدد من قيادات المقاومة. مأرب برس ينشر وثيقة تنشر لأول مرة لتسليم الأسلحة والذخائر وشروط من يستلمها
في ذكرى عاصفة الحزم.. مشاط الحوثيين يتودد السعودية للسلام ويطلب منها ''جبر الضرر'' ويهاجم ترامب ''المجرم الكافر''
منتخب اليمن يستهل تصفيات كأس آسيا بتعادل مخيب في أرض بوتان
سفارة واشنطن في اليمن تكشف الهدف الرئيسي للضربات الأمريكية على مليشيا الحوثي
تصريحات لترامب حول الهجوم على الحوثيين وفضيحة تطبيق سينغال
خسارة البحرين وقطر في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026
بغض النظر عن قراءة مايحدث للشارع الان لا شك أن للوطن أعداءَه، وللرئيس أعداءه أيضاً، وليس من الضروري أن يكون أعداء الوطن هم أنفسهم أعداء الرئيس.. ولكن في مرحلة ما ووفق معطيات معينة قد يتحد أعداء الوطن مع أعداء الرئيس في جبهة واحدة، وإن كنا لسنا في صدد الحديث عن هذا الإتحاد.. إذ أن حديثنا هنا هو شأن أعداء الرئيس، فهؤلاء تختلف أسباب عدائهم للرئيس بين أسباب شخصية أو فئوية أو فكرية أو جهوية... إلخ.
والملاحظ بطريقة لا جدوى من إنكارها أن أعداء الرئيس أخذوا في الآونة الأخيرة بالتزايد بشكل مستمر، وإلى درجة تدفعنا للتساؤل عن سبب هذا التزايد.. وبهذه الصورة.. ومع أن هناك العديد من الآراء التي قدمت كإجابات مقترحة لهذا التساؤل.. إلاَّ أن قلة منها مثلت إجابات يمكن إخضاعها للنقاش والتحليل والتفنيد.
وأولى هذه الإجابات هي تلك المرتبطة بالأزمات الوطنية القائمة، وكيفية تعامل الرئيس حيالها، وأصحاب هذا الرأي يقدمون أزمتين على وجه التحديد والإستدلال الأولى: ما سمي بالحراك الجنوبي، والثانية: أزمة صعدة، ذاهبين إلى أن تعامل الرئيس مع الأزمتين ولَّد أعداء إضافيين لفخامته؛ كون كلا الأزمتين شارك في خلقهما واستفحالتهما أطراف متعددة، وتعاطي الرئيس مع طرف بعينه في أيٍّ منهما أحال الأطراف الأخرى إلى أعداء له، لاعتقاد هذه الأطراف أنه تم تجاهلها وما تطرحه في الأزمة.
والإجابة الثانية: يرى أصحابها أن غياب ما أطلق عليهم بــ«كوكبة العرش» -إنتقل معظمهم إلى رحمة الله، إبتداءً من محمد عبدالله صالح، وانتهاء بالشيخ عبدالله بن حسين الأحمر- أفسح المجال لشخوص الصف الثاني الأقل خبرة وكفاءة والذين ظلوا سنوات في الظل فكان خروجهم إلى النور فرصة لتحقيق مكاسب خاصة بهم، وتثبيت أقدامهم في قاعة العرش دون أية اعتبارات لحسابات أخرى حتى تلك التي تتعلق بالوطن وأمنه.. وهؤلاء من مواقعهم الجديدة سعوا إلى تصفية حساباتهم القديمة مع آخرين، إنطلاقاً من مواقعهم، مما أوحى لأولئك الآخرين أن ما يحدث لهم هو بمباركة الرئيس.. فتحولوا إلى العداء له.
أما الإجابة الثالثة والأخيرة: فيرى أصحابها أن السنوات الأخيرة شهدت ما أسموه «صراع مواقع»، أو السعي إلى «ترتيب أوضاع مستقبلية»، وهو الأمر الذي أدخل إلى اللعبة السياسية لاعبين جدداً خلقوا صراعاً مصلحياً في توليفة الحكم، وانعكس ذلك الصراع على الواقع الذي أخذ عدد من اللاعبين الجدد يلجئون إليه لتقوية مكانتهم، فوسَّعوا دائرة الصراع لتتجاوز الغرف المغلقة والكواليس إلى الواقع الوطني بتعقيداته التي أدى إنعكاس الصراع عليها إلى تفجيرها، وتوسيع دائرة المتضررين من جراء ذلك الذين حمَّلوا ما أصابهم من أضرار فخامة الرئيس، باعتباره المتحكم في توليفة الحكم وأحد المسؤولين عن صراعات الجيل الثاني المتطلع إلى مواقع أفضل مستقبلاً..
وهذه الآراء الثلاثة تقدم في مجملها «مجموعة ومنقحة» إجابة ممكنة أكثر من تفرد كل رأي بذلك.
والإجابة المستقاة من هذه الآراء تجعل الرئيس مسؤولاً مسؤولية مباشرة عن تزايد العداء له، وتلقي عليه مسؤولية إنهاء أو إيقاف هذه الظاهرة.. إذا جاز لنا تسميتها بذلك.
فالآراء الثلاثة تسلط الضوء على ثغرة أداء الرئيس.. ثغرة لم تكن موجودة من قبل، مما يجعل سدها أمراً في وسع الرئيس القيام به.. ولا نقول: إن سد هذه الثغرات سينهي العداء للرئيس، وإنما من شأنه أن يضع حداً له، ويحول دون تزايده.. هذا إذا كان فخامته يرى في تزايد العداء له أزمة أو مشكلة يجب حلها..، وهو لا بد يرى ذلك؛ لأن هذا العداء المتزايد من شأنه أن يجهض كل مساعيه لاحتواء أية أزمة أو حلها.. كما من شأنه أيضاً أن يجعل حلوله حتى لو كانت صحيحة خاطئة أيضاً، بما يشيعه أعداؤه المتزايدون من انتقاصات فيها ورؤى جزئية لها.
إذن القضية لا تعني الرئيس كشخص بل تعنيه كرئيس دولة والرجل الأول فيها، وتنعكس بذلك على الدولة والوطن اللذين لطالما كانا هَمَّ الرئيس وشغله الشاغل.. وإذا كان إصلاح الذات بداية لقهر العدو الخارجي فهو أيضاً بداية لقهر العدو الداخلي أياً كان سبب عدائه ذلك..