أصل العرب للعلماء الموهبين: تُكرم أستاذ الفقه المُقارن بجامعة إقليم سبأ الدكتور حاشد باعلوي
الخدمة المدنية تعلن موعد بدء وانتهاء إجازة عيد الفطر
غارات امريكية جديدة تستهدف معقل جماعة الحوثي.. والحصيلة حتى يوم الخميس تصل إلى نحو 200 قتيل ومصاب
شاهد الصور.. مشهد مهيب للحرم المكي بعد اكتمال التوسعة
وزارة الداخلية التركية تصدر بيانا عاجل وجديد بشأن إمام أوغلو
عليك اتباعها في آخر أيام رمضان.. 6 عادات غذائية لتنظيف الجهاز التنفسي من السموم
عشرات الشهداء وأوامر إخلاء وفقدان طواقم إنقاذ في غزة ..تفاصيل
كيف يفكر الأثرياء؟ 5 عادات مالية تغير حياتك
تحالف و تعاون جديد بين اليابان والصين وكوريا الجنوبية وسط تصاعد الرسوم الأميركية
6 فواكه لا تناولها على معدة فارغة.. تسبب مخاطر مخيفة و مشكلات صحية
مأرب برس - خاص
ثلاثة لصوص، قطاع طرق، مجرمين، قتلة، ثلاثة أشخاص خالفوا القانون وتقطعوا لشاحنة محملة بالقمح وقتلوا السائق، كل هذا يمكن أن يحدث في أي دولة متخلفة (متخلفة من حيث نظامها) وتخرج حملة عسكرية للقبض على المتهمين، كل ذلك شيء طبيعي ومفهوم ولم يقل احد أن ذلك ليس من مهام الدولة باعتبارها مسؤولة عن حماية أرواح مواطنيها وتوفير الأمن لهم، إذاً ما الذي يدعو للاستغراب ويمكن اعتبار ما جرى جريمة حرب ارتكبتها الدولة ، وأجيب هنا أن مصدر الاستغراب والاندهاش هو في التصرف اللاحق الذي قامت به الدولة عندما لم تجد المتهمين فلم تلجأ لمطاردتهم أو الترصد لهم عبر المباحث ولكنها بكل بساطة وسهولة قامت بتفجير منازلهم، نعم تفجير منازلهم، وليس مهم أين هذه المنازل في العصيمات التي تعتبر أهم معاقل قبيلة حاشد، أم أنها في تهامة، أو عدن، أو الضالع، أو حضرموت، أو تعز.
أعيد التأكيد أن ما قامت به الدولة، نعم الدولة، باعتبار من قام بالعمل يمثل الدولة ويرفع لواءها ولم يتعرض لمساءلة أو عقاب لما قام به، وما قام به باختصار وبكل سهولة وبساطة هو تفجير منازل المتهمين، ولا أذكر أنه خلال دراستي للقانون في الجامعة أو ممارسة المحاماة قد سمعت أن دولة ديموقراطية أو ديكتاتورية أو حتى شبه دولة، في العالم قامت بسلوك مثل هذا ضد مواطنيها أما الفعل نفسه فقد سمعت وقرأت عنه ولكن في حالتين؛ الأولى هي ما تقوم به دول الاحتلال من تفجير لمنازل من تعتبرهم متمردين على سلطاتها الاستعمارية كما كان يحدث في الجنوب في الضالع أو يافع أو حالمين أو ردفان أو غيرها من المناطق التي كانت منطلق أو ملجأ للثوار ضد الاستعمار، أو كما يحدث ضد المقاومة الفلسطينية من قوات الاحتلال الصهيوني أما الحالة الثانية فهي ما يقوم به سكان إحدى القبائل من إحراق لمنزل وممتلكات من قام بقتل أحد أبناء القبيلة، وهو سلوك انتقامي تستنكره الفطرة الإنسانية السليمة رغم أنه موجود في اليمن وفي بعض المجتمعات القبلية العربية الأخرى، وقديماً في أوروبا وأمريكا.
أما أن تقوم حملة عسكرية بأمر من الدولة وبقيادة مسؤول حكومي في الدولة بتفجير منازل مواطنين – أياً كان انتمائهم القبلي أو الجريمة التي اتهموا بها – فهذا فعل إجرامي بكل المقاييس وعمل من أعمال الحرب حيث لا ينطبق عليه دستور أو قانون أو حتى عرف أي عقلية وأي منطق حكم هذا التصرف غير الطبيعي، وتحت أي تعريف يمكن وصف هذا الفعل، وما هو مصير عائلات المتهمين، وما هو السند القانوني لهذا التصرف.
في حاشد.. يمكن النقاش حول المنطقة، وفي العصيمات.. يمكن أيضاً الجدل حول العمل، لكن من الدولة.. هذا ما يعجز العقل عن استيعابه.
أنا شخصياً.. أتمنى أن تبسط الدولة يدها على كل قطعة أرض في البلد وتفرض هيبتها وترسخ النظام والقانون سواء كان المتهم من حاشد أو من العوالق أو من الضالع أو من صعدة لكن أن تتحول الدولة إلى عصابة، تحرق وتفجر فهذا ما يصعب قبوله.
يا دولة... يا سلطة... يا حكومة... يا نظام... ماذا يجري؟
هل سمعتم عن المجنون الذي قال : ( عاد الجِنان يشتي عقل ) .