آخر الاخبار

رئيس الوزراء: عيدروس الزبيدي له موقف متقدم بخصوص القضية الجنوبية وأكد انه مع المجلس الرئاسي في معركته ضد الحوثيين عاجل : الجيش السوداني يعلن السيطرة على مصفاة نفطية كانت تغطي نصف احتياجات السودان لقاء قبلي واسع لأبناء وقبائل شرعب بشأن ماتعرض له مدير وكالة سبأ بمأرب جرائم متصاعدة في إب.. حرائق حوثية تلتهم سيارة مغترب وأحد الشقق التي يسكنها نساء وأطفال دعم سياسي امريكي من إدارة ترامب لرئيس الوزراء احمد بن مبارك رئيس هيئة أركان الجيش السوداني يعلن عن نصر استراتيجي من مقر القيادة العامة...ويكشف عن نقطة تحول حاسمة للشعب السوداني مأرب: ندعوة تدعو إلى تشكيل لجنة وطنية للحفاظ على الهوية اليمنية وتحصين ألأجيال شاهد: القسام تستعرض غنائم من سلاح النخبة الإسرائيلية في منصة تسليم المجندات الأسيرات وإسرائيل تعتبر الأمر ''إهانة'' عميد الأسرى الفلسطينيين يرى الحرية بعد 39 سنة في سجون الإحتلال.. من هو وما قصته؟ الحكومة اليمنية تعلن جاهزية الموانئ المحررة لاستقبال جميع الامدادات التجارية والإغاثية والخطوط الملاحية

تساؤلات داخل فكر القاعدة
بقلم/ عصام السلمي
نشر منذ: 12 سنة و 7 أشهر و 13 يوماً
الثلاثاء 12 يونيو-حزيران 2012 05:50 م

قبل سنوات، وبعد أحداث 11سبتمبر ثم اعتداء الولايات المتحدة الأمريكية –بغطاء دولي شفاف- على أفغانستان، أطلقت \"القاعدة\" مرحلة جديدة ضارية من الأعمال التفجيرية والعسكرية، وصاحب تلك الأوضاع جهد إعلامي واسع يؤيد القاعدة ويمهد لها في قلوب الناس، ويبدو أن هذا الجهد نجح في البداية إلى حد ما، وتسبب في حصد الكثير من التعاطف والمناصرة، أو ربما كان هذا القبول المبدئي نابع من تسخط الناس وعدم رضاهم عن بعض الأحوال التي عايشتها الأمة ولم تتخذ فيها مواقف حاسمة لصالح المظلومين!

كنت حينها في بداية المرحلة الثانوية وكان هذا العمر مناسبا من الناحية النفسية والفسيولوجية لتأييد فكرة قوية جامحة مليئة بالحماسة والتحدي كفكرة القاعدة والنضال المسلح ضد عدو موهوم، ولم يلبث العقل اليانع أن امتلأ بالأسئلة عن هذه الجماعة المشتهرة وأهدافها ومرجعياتها، وابتدأت مرحلة من الصراع الفكري والإعلامي كانت مشبعة بالغلو والمبالغة في الدفاع عن شقين متطرفين، شق يؤمن بالعمل العسكري \"النضالي\" من أجل تحرير الأمة من \"عملاء العدو وأعداء الأمة\" كما يزعم، وشق آخر يبالغ مبالغة ممجوجة في كيل المديح والتقديس؛ وتشتت أغلبية الناس بين هاتين الفكرتين المتطرفتين.

كانت الأسئلة الوليدة التي أفرزتها العقول السؤولة والملاحظات على سلوك القاعدة وممارساتها الواقعية كثيرة، وكان السؤال الأكبر والعنوان هو:

- ما شكل ونوع المشروع الذي تناضل من أجله القاعدة وتبدد من شأنه طاقات ودماء وأرواح ثلة من أفضل أبنائها وشبابها وأكثرهم حماسة وأصدقهم عاطفة ربما؟

في الحقيقة، لقد فتشت عن إجابة مقنعة لهذا السؤال من خلال اطلاعي البسيط على أدبيات القاعدة، وأجهدت نفسي ولم أجد إجابة مقنعة واحدة، فالجواب المتاح حاليا هو: محاربة الحكام (المتعاملين مع الغرب ضد شعوبهم) ومحاولة تغيير الحكم المختلط أو العلماني إلى حكم إسلامي صِرف على النهج الأثري القديم!. وكان التقييم: أن هذه الإجابة السطحية الساذجة تنم عن جهل عميق بالدين وبالسياسة وبالنواميس الكونية التي تحكم هذا الكون.

فلم يكن أبدا هذا \"القفز السريع\" نحو استخدام العنف لأجل تحقيق الهدف، ومحاولة التهام مراحل كثيرة في قفزة واحدة داخلا ضمن مناهج الأنبياء والمصلحين ولا حتى أسلوبا في تاريخ السياسيين البارعين منهم وغير البارعين، فكل شيء في هذه الحياة يحتاج إلى تدرج ونضال فكري طويل، يتوسع ببطء ورسوخ في أوساط المجتمع والناس، فإن كانت الفكرة قوية وصبورة ومثالية بما يكفي فسيكتب الله لها القبول وسيكتب لها التمكين ولو بعد حين، وإن كانت غير ذلك فستضمحل وتموت، وستعقبها وتنافسها أفكار متعددة في سير متوازن يوافق سنن الله عز وجل في هذا الخلق الواسع العظيم.

- ألم يكن منهج النبي صلى الله عليه وسلم في خلال مسيرته العظيمة لبناء الكيان الإسلامي نهجا متدرجا متوازنا ومراعيا للأحوال العامة وللواقع على الأرض؟ فأين يقع منهج القاعدة من هذا الفكر العالمي العظيم؟

- ثم لماذا لم تقم هذه الحركات \"الجهادية\" المسلحة في البلدان الأكثر علمانية وإقصاء للدين والأقل تدينا مثلا؟ أليس هذا دليل على أن القاعدة فكرة مبرمجة وموجهة تخدم مصالح أطراف معينة من حيث شعروا أو لا يشعرون؟

- ما مصلحة القاعدة في قتل المسلمين جنودا كانوا أم مدنيين؟ وتحت أي بند في خطة القاعدة تدخل قضية حادثة مثل تفجير 21مايو الذي أودى بحياة العشرات من الجنود الأبرياء؟

- بالمقابل، وإذا كان هدف القاعدة هو الدفاع عن حقوق الناس وتوفير كرامتهم! كيف ينجح الحكم التركي الجديد الذي يديره حزب محسوب على الإسلاميين في تحقيق مصالح عظيمة للشعب التركي يعرفها القاصي والداني، حتى أنه أصبح انموذجا عالميا يضرب به المثل، وتسبب في زيادة التأييد للحزب الجديد وتجذرت الثقافة الدينية في المجتمع التركي، وابتدأ التغيير الإيجابي في كل النواحي يسري في روح الأمة التركية، فكيف نجح هذا الفقه العميق في التجربة التركية؟ وهل يصلح هذا النموذج أن يدرس دراسة وافية من قبل القاعديين ويستفاد منه؟

وأخيرا: يا إخوتنا في \"القاعدة\"، أنتم تعبثون بنا وتشتتون شملنا وتألبون الأعداء علينا وتضحكونهم منا.

يا إخوتنا، كفوا عن قتلنا ووفروا طاقاتكم لما ينفع أنفسكم وأمتكم، واعلموا أن هذا التفاني والفداء من أجل فكرة عبثية لهو إهدار للطاقات وتضييع لأنفسكم وللأمة، وسيسألكم الله عن ذلك ويحاسبكم حسابا عسيرا.

يا إخوتنا، وظفوا هذا الاندفاع في البناء والتربية السليمة والدعوة والخير، فإن تفعلوا ذلك خرجتم من الشك الشديد الذي يعتري أعمالكم الخطيرة وسرعتم بذلك الوصول إلى مأمولكم النهائي وهو إقامة العدل والحق وبناء دولة الإسلام
عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
د. محمد جميح
الإفراج عن طاقم سفينة جالكسي لا علاقة له بصفقة غزة
د. محمد جميح
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
محمد الجماعي
عن فيلم الطوفان
محمد الجماعي
كتابات
د. محمد جميحمجاعة في اليمن
د. محمد جميح
د. محمد حسين النظاريعلماء اليمن... وبيت العنكبوت
د. محمد حسين النظاري
كاتب/علي الغليسيمأرب بلا نصير
كاتب/علي الغليسي
مشاهدة المزيد