سجناء العراق بين جدران الموت والإعدامات الطائفية ... بلا قيود تفتح ملف المجازر الصامته مأرب: وزارة الشباب والرياضة تدشن البرنامج التدريبي لعام 2025م تستهدف تأهيل شباب13محافظة. أول توجيهات رئاسية للبنك المركزي.. استعدادات لعزل البنك المركزي بصنعاء وسحب السويفت ونقل مقار البنوك الى عدن أول رد إيراني على تصنيف ترامب للحوثيين كمنظمة إرهابية سفير اليمن بالدوحة يجري مباحثات لإطلاق مشروع طموح لتدريب معلمي اليمن ورفع كفاءاتهم بدعم قطري ويبشر بتدشينه قريبا عاجل : إشهار مؤتمر سقطرى الوطني بقيادة القحطاني .. رسائل للمجلس الرئاسي والسلطة المحلية ومأرب برس ينشر قائمة بقياداته العليا الرئيس العليمي يبدأ أول خطوة في الإجراءات التنفيذية لقرار تصنيف الحوثيين منظمة ارهابية الحكومة اليمنية تعلن موقفها من قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية وزير الخارجية السوري: نستلهم سوريا الجديدة من رؤية السعودية 2030 ماذا يعني تصنيف ترامب للحوثيين منظمة إرهابية أجنبية؟
الحروب صراع إرادات بوسائل مختلفة لتحقيق أهداف محددة ومن يبدأ بتقديم التنازلات فيها سينتهي إلى تحقيق ما كان يريده الطرف الآخر من دخول الحرب لا ما كان يريده هو عند دخوله ، وإذا بدأت التنازلات من أي طرف تتبعه تنازلات تلو أخرى ، وعندها يبدأ العد التنازلي للاستسلام النهائي وذلك ليس سوى مجرد وقت .
( كلاوز فيتز) أستاذ علم الاستراتيجيا العسكرية .
فمنذ التنازلات ( الخمس ) المخزية في العام الماضي والتي بموجبها أعلنت السلطة دخولها الحرب وانتهائها منها والدولة تقدم يومياً التنازلات تلو الأخرى ، ورغم أن الأبطال في الميدان استطاعوا أن يلغوها ويفرضوا شروطهم الميدانية وكانوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق نصر ميداني نهائي ساحق على التمرد بفضل التضحيات الجسيمة التي قدموها والعدد الكبير من الشهداء ضباطاً وجنوداً وصف، إلاّ أن الدولة خذلتهم في آخر لحظة بسبب الصفقة العسكرية السرية بين الأمريكيين والإيرانيين حول الملفات الساخنة بينهما في أفغانستان والعراق ونجاح الصفقة بين الجانبين تحول إلى تهديدات أمريكية للقيادة السياسية بوقف الحرب في صعدة وعدم الحسم النهائي وإلاّ سيتم فتح ملفات مغلقة ترعب السلطة بمجرد سماعها ولا داعي لذكرها الآن .
شخصياً ليس لدي أدنى شك إن الحكومة الحالية هي من سيقود الوطن إلى مرحلة ليس ما قبل الثاني والعشرين من مايو ( 1990 ) بل إلى أبعد من ذلك بكثير، إلى مرحلة ما قبل السادس والعشرين من سبتمبر ( 1962 ) ..
ففي الوقت الذي يعد فيه ( الحوثيون ) أنفسهم تدريباً وتسليحاً ، وإعداداً معنوياً ومادياً للانقضاض على العاصمة من عدة محاور نجد هذه السلطة تكرر وبدون أدنى شعور بالخجل أو حساب للعواقب والمعنويات أن خيارها السلام لا الحرب !!! رغم أنها تخسر بشكل شبه يومي مواقعها العسكرية الإستراتيجية في الميدان الواحد تلو الآخر وتشاهد ضباطها وجنودها وكتائبها وألويتها القتالية تتساقط باستمرار ومعهم حلفائها شيخاً تلو شيخ وقبيلة تلو أخرى ولا تهـتـز لها رقبة !! ولا زالت مصرة على أن ( السلام ) خيارها الأوحد أمام كل ما يحدث من تلاشي هيبتها وتآكل شرعيتها وتمريغ كرامة وسمعة ومعنويات جيشها ..
وهو ما جعل الحوثيين يتمادون في تحديهم للدولة وجيشها واستعدادهم التام لخوض الحرب السابعة بكل ثقة إلى درجة المطالبة بها وتفجيرها بأنفسهم، لأنهم على ثقة أن السابعة لن تنتهي سوى في (السبعين) ودخول ( قصر الستين ) ..
فقد أصبحوا يملكون من العتاد العسكري والاستعداد القتالي ما يواجهون به كدولة أمام دولة وليس مجرد عصابة أمام دولة ، حيث استخدموا في حربهم الأخيرة في ( حرف سفيان ) لأول مرة الدبابات ومدافع الميدان والهاون في القتال وصار لديهم دفاع جوي ربما أكثر فاعلية من الذي لدى الدولة نفسها ..
وقد أبدع الدكتور الألمعي (( كمال البعداني)) في قراءة وتصوير المشهد القادم والتنبيه من خطورته في سلسلة مقالاته الرائعة عبر هذه الصحيفة الغراء التي ابتدأها بمقال ( من نصر بن سيّار إلى صناع القرار ) وختمها بجوهرة التاج النفيسة ( ليلة سقوط صنعاء ) الثلاثاء الماضي وهو يحذر وينصح مخلصاً من القادم المرعب في ظل تراخي وتساهل هذه السلطة وعدم التعامل الجدي مع ما يخطط له الحوثيون من أن الهدف الرئيسي لهذه العصابة هو الاستيلاء على الحكم وبأي ثمن ..
والى جانب الدكتور البعداني كان أيضاً الأستاذ القدير (( عبدالفتاح البتول )) يوم الأربعاء الماضي بمقالته الرائعة ( خروج عزيز سفيان وتوسع حاكم ضحيان ) الذي كشف فيه عن المهمة الحقيقية للسفير الأمريكي القادم إلى صنعاء خلفاً للسفير الحالي المنتهية فترته ، ولكن هذه الحكومة يبدو أنها قد فقدت كافة أوراقها في السيطرة على زمام الأمور عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وصارت على شفا إعلان إفلاسها بعد أن وصل سعر صرف الريال أمام الدولار مستوى لم يعد يحسدنا عليه حتى (( موجابي زمبابوي )).
لكن الأكثر إيلاماً وذبحاً للنفوس والمعنويات أن تنفي ( الدولة ) عبر رسائل الموبايل وفي الفضائيات الإعلامية انه تم أسر ( 200 ) جندي من ( الحرس الجمهوري ) في المواجهات الأخيرة في ( حرف سفيان )..
بل هي من أعلنت أنه تم أسر عدد من الجنود في موقع ( الزعلاء ) ولم تحدد اسم اللواء العسكري الذي ينتمون إليه ..
وبغض النظر من أي لواء كانوا ، أليس هم في الأخير من أفراد وضباط جيشها ؟؟ أم أن هذه السلطة تعتبر أن جنودها الأساسين هم ( الحرس الجمهوري ) بينما بقية الألوية الأخرى يتبعون جمهورية ( الصومال ) أو أي دولة أخرى !!! فالجندي هو جندي في جيش ( الجمهورية اليمنية ) في أي بقعة كان من أرض اليمن ، وبغض النظر عن اسم اللواء العسكري التابع له ..
هذا النفي السيئ الذي لم يكن له أي لزوم أعطى انطباعاً قوياً لدى الرأي العام أن هناك شيئاً ما يجري خلف الكواليس ، وأن سقوط البطل ( بن عزيز ) وخروجه من منطقته والاستيلاء على ممتلكاتهم ما كان ليحدث لو لم يكن وراء الأكمة ما وراءها ..
وإلا ما الفرق بين جنود ( الحرس الجمهوري ) وبقية الجنود داخل المؤسسة العسكرية الواحدة من حيث الانتماء والولاء للوطن لا من حيث المهمات الخاصة الموزعة حسب طبيعة واختصاص كل لواء على حدة ؟.
إن من يصنع مثل هذه التصريحات غير المسئولة يخلق المزيد من البلبلة والأسئلة الحائرة التي تجعل الرأي العام يذهب في ظنونه كل مذهب ، ومثل هذه التصريحات الطائشة تكون لها عواقب لا تحمد عقباها في أيام القلاقل والفتن، حيث تمثل عوناً معنوياً مجانياً لأعداء الوطن هذا إذا افترضنا حسن النية عند قائليها ولم نقل أن السلطة باتت مخترقة في كافة مرافقها بطابور خامس يعمل لغير مصلحة الوطن ، واللهم اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون .