عاجل: أسعار الصرف تسجل اليوم أسوأ قيمة للعملة اليمنية والإنهيار متواصل
الإطاحة بخلية على صلة بالحوثيين مطلوبة لوزارة الدفاع اليمنية
ضبط شحنة كبيرة من الأدوية المهربة قبالة سواحل المهرة
آبل تطلق تحديثًا جديدًا لإصلاح ثغرة أمنية خطِرة في آيفون
السعودية تمنح الإقامة المميزة لـ 685 خبيرًا تقنيًا لدعم التحول الرقمي
اعراض سرطان الدم بالتفصيل ومتى تظهر تلك الأعراض
العرب يرفعون احتياطيات الذهب إلى 1.63 ألف طن .. والسعودية تتصدر المرتبة الأولى
80 مليون يورو على الطاولة.. برشلونة وباريس يتنافسان على جناح ليفربول
خطة عربية مصرية فلسطينية لإعادة بناء غزة دون تهجير
انفجارات تهز كييف وتدمير منشآت استراتيجية أوكرانية
من قتل الرئيس الحمدي, من قتل الرئيس الغشمي, من قتل المناضل جار الله عمر ومن قتل رفاقه من قبله, من قتل شباب الثورة, من قتل عبد العزيز عبد الغني, ومن فجر جامع النهدين, من قتل الحلم بالمدنية, من قتل الوحدة ومن قتل الريال, ومن يقتل الجنود والضباط يوميا, ومن يقتل أنبوب الغاز ويفجر أنبوب النفط ويطيح ببرج الكهرباء, ومن يفجر الاحتفالات ويعتدي على الفعاليات ويجند الدراجات النارية لأعمال الإجرام؟
كل يوم نسمع عن لغز جديد وضحية جديد ينضم إلى قائمة ضحايا المجهول وبنفس مستوى الغموض وبنفس علامات التساؤل والاستغراب والحسرة وبكل بساطه يقيد الحادث ضد مجهول ويقفل إلى الأبد, أما نحن فنستقبل الخبر ببرودة ونهمل البحث عن الحقيقة ونجري وراء الشائعات التي يشيعها كل طرف خدمة لتوجهاته ونقمة على خصومه ونتأثر دوما بالأقرب إلى قلوبنا, وهنا يرى كل مقتدر ضرورة أن يشكل سياجا امنيا خاصا به وهذا بحد ذاته تحدي جديد في وجه الدولة الضعيفة العاجزة.
لم يَصدُق حدسنا ولو مرة واحدة فنحن رهن لعواطفنا وتعصباتنا وتحالفاتنا ولسنا رهن للحقائق, ولم تنجح مؤسساتنا الرسمية المعنية بإقامة العدل وتحقيق المساواة ولو لمرة واحدة في تقديس الحقيقة وكشف الفاعلين, ولم يعود الحق لأصحابه ولو لنصف مرة في هذا الوطن المسكين, احد أسباب ذلك أننا نعيش تحت رحمة قيادات جاءت بتعيينات شخصية وتعمل بولاءات حزبية وتسخر خدماتها وفقا لذلك, هم عبيدا لمن عينهم ومنحهم هذه المناصب وليسو خدما للشعب كون التعيين لم يأتي من الشعب وكون الرقابة ليست من الشعب بل من أربابهم, وبالتالي فالحقيقة ليست مبتغاهم طالما وأن المناصب ليست تكليف وطني لهم بقدر ما هي هبات يمكن انتزاعها منهم في حال الإخلال بشروط الحصول عليها, خاصة وأنهم منحوا مالا يستحقوا في وقت يحرم منها من يستحقها وهذه النقطة الأهم التي يجب وضعها في حسبانهم.
يعيب على النخب والقوى المؤثرة أنها جزء من الغموض وهي لا تريد للشعب أن يعرف الحقائق كونها صادمة جدا, وما يهم هذه القوى هو مصالحها أيا كانت الوسائل, وقد وجدت هذه القوى البيئة المناسبة لتوسيع هذا النفوذ خاصة مع غياب الدور المجتمعي الفعال للحد من عنجهية هذه القوى, وعلى الرغم من نشوء بعض الكيانات والمنظمات المهتمة بالحقوق والحريات إلا أن غالبيتها للأسف لا تقل سوءا عن الأجهزة الرسمية, فهي تمارس الحزبية ويبحث أصحابها عن الشهرة والمصلحة وتسخر طاقاتها وإمكاناتها للمكاسب الضيقة لا للقضايا الإنسانية, وقامت هناك جهود شخصية من قبل حقوقيين وصحفيين وناشطين للوقوف ضد هذا النفوذ والعبث وكان لها تأثيرا اكبر من دور بعض المنظمات الشكلية, إلا انه وفي مراحل معينة تم قمع تلك الجهود وأصبحت جزءا من قصة الظلم والقمع, ولم تجد هذه الجهود من يحميها من أيدي البطش والانتقام.
سيكون على الأجهزة الأمنية أن تقيّد هذه القضايا ضد عزرائيل, على الأقل ليقتنع الناس أن دولة بإمكانياتها وأجهزتها استطاعت معرفة الفاعل في كل مرة, وخاصة أن عزرائيل مطلوب امنيا يصعب القبض عليه وبالتالي تكون الدولة معذورة ولا لوم عليها لأن الأمر خارج عن سيطرتها, والى الأمام يا عزرائيل.