قطاع قبلي يتسبب في ازمة الغاز المنزلي.. الشركة اليمنية للغاز تنجح في الإفراج عن مقطورات الغاز المحتجزة
الجيش السوداني يتوغل أكثر بالعاصمة الخرطوم و مقتل 10 من مليشيات الدعم السريع
صدور توجيهات حكومية تمس احتياجات المواطنين خلال شهر رمضان في المحافظات المحررة
عبدالملك الحوثي يهدد إسرائيل ويتوعد باستهداف تل أبيب...في حال عودتها للحرب في غزة
السلطات المحلية بمحافظة تعز تفضل عدم فتح طريق الحوبان على مدار 24 ساعة وتقول السبب
قيادات الحوثي في طليعة المستهدفين.. ترامب أمر بإلغاء القيود على الغارات الجوية فى الخارج .. موافقة أمريكية على استهداف القيادات الإرهابية في المنطقة.. عاجل
منتخب إب يتوج بطلاً لبطولة الوفاء لمأرب بعد فوزه على منتخب الحديدة بركلات الترجيح مأرب -
شاهد الأضرعي في الحلقة الأولى من كش ملك وأغنية على انهيار محور إيران
العملة اليمنية تعاود التراجع أمام العملات الأجنبية.. إليكم أسعار الصرف في عدن ومأرب وصنعاء
شاهد الحلقة الأولى من برنامج ''هرجلة'' مع الفنان الكوميدي محمد الحاوري
بين الحقيقة والخيال حد فاصل وبين الولاء والعداء خيوط واهية ، هذا ما تؤشر نحوه تلك المجاملات الموسومة بنزعة التحدي المستتر والتجاذب الذي لم يستقر بعد بين قوى تقليدية ونظام هش، وشراكة هي أوهي بينهما من خيوط العنكبوت ، فحسين الأحمر الذي جاء مزودا بترسانة الإرث الماضوي المسكون بهاجس القبيلة ، وذو الجذور الممتدة في عراقة الماضي الموهوم ، وبنية النظام القائم تتجاذبه نزعة السياسة ونزعة القبيلة وتتحكم به هذه الثنائية الضدية المرهقة بشكل أو بآخر، فالشاب الآتي من بيئة البذخ حيث الغياب الطويل وطوباوية التفكير المنفصل عن واقع الممارسة ، لايبدو ذكيا بما فيه الكفاية ولا تدل ملامح مستقبل مجلسه السياسي مبشرة بخير ، إذ أن رياح صالح العاتية أقوى من أن تقاوم وخبرة ثلاثون عاما ليست بارودا ينفجر في الهواء ، ليتلاشى عند أول تحد ، إن الخبير المتمرس بالشأن العام والذي دجن رؤوس الثعابين30عاما ، لا يعدم حيلة الترويض والاقتلاع ولن تثمر معه لعبة المخاتلة في شيء سوى أن الشاب الشيخ حسين الأحمر يستنزف قواه في معركة يدرك خسارتها ربما ويناور في هامش لم يعد يعمل في صالحه أبدا ، يكرر حسين إذا لعبة قديمة معروفة ويطبع علاقته مع صالح ويتصالح معه ظاهريا ليتحول مجلسه الوليد إلى وجود أجوف يمتن وجود صالح ويقوي نفوذه ، وبذلك استطاع صالح احتواء الثورة التي بدت وكأنها تمردا وشيكا يصعب السيطرة عليه ، لن تنتصر" الجنابي" أو يكون اليمن متسعا لحامليها فقط كما قال أحد رؤساء التحرير الذي يتلقى دعما من شقيقه حميد ذات انتشاء: أن اليمن لا يتسع الا لأصحاب الجنابي"، هذا هو الواقع ، تحول مجلس التضامن الى مجرد فقاعة ذابت في مجرى النظام ، تلاشت الجنابي والخناجر، وعبرت حناجر المنتسبين إليه عن نبرة استسلام ، كما دلت عليها افتتاحية أعمال الدورة الثانية لمجلس شورى التضامن الوطني الاثنين الفائت ، غير أن ما تمخضت عنه مطالب المتحدثين فيها حاولت تغطية عري الخضوع الذي حاول ان يتشح سيف التحدي من خلال تركيزه على قضايا وطنية لا تمثل كما يبدو مسار المجلس الميت أي اهتمام حقيقي غير إن إسباغ المجلس بها محاولة يائسة تكشفها المواقف المتناقضة والتحركات المتذبذبة التي لم تستقر بعد على شيء يمكن أن يؤمن مستقبل له ويظمن له تواجدا مؤثرا في أجهزة السلطة، فحركة نزع المخالب تزامنت مع بوادر رحيل الشيخ عبد الله الذي كان مؤثرا بالفعل والذي طالما أرق صالح وجوده ردحا من الزمن ، لكن النار كما يقال لا تخلف الا رمادا وهو ما يحدث فعلا ، فكل الذي خلفه الرجل لم يعد يخيف صالح ، كما أن صالح لم تعد تخيفه بشارات الثورة ، لقد أجهض مفاعيلها منذ امد بعيد ، كما أن منطق الثورة بمفهومها القديم لم يعد مغريا ، الحياة تتبدل وأساليب الماضي وأدواته لم تعد فاعلة بما فيه الكفاية ، وإن كانت مؤثرة نوعا ما ، وما فات الشيخ الشاب المتطلع الى السيادة والنفوذ هو أنه لا يستهدي بأفكار الحاضر بقدر ما يسترشد بأفكار القديم ، ولذلك فإنه لن يتمكن من فعل شيء ، غير الاستسلام للعبة الناعمة ، لعبة ترويض الثعابين وتسكينها وتجميد قدرتها على التأثير وجعلها واجهة مخيفة أو كما يقال " أسد بلا أسنان" ، لا يدرك حسين الأحمر أيضا أن الاحتماء بداعي القبيلة لم يعد ممكنا رغم بقاياه التي تؤثر نادرا ، وأن المجتمع اليمني يصنع قبيلة من نوع آخر قبيلة متمدنة تحترم قيم الاختلاف وتنزع نحو سيادة الحق ، وأن صالح ذاته أيضا بدأ يفقد خيوط القوة من بسبب تمدين القبيلة وتوعيتها من قبل القوى السياسية المعارضة ونقلها باتجاه وطني شامل محكوم بثقافة الدستور والقانون ، وأن من كان يطلق عليهم"قطاع الطرق" أصبحوا يمارسون السياسة بأسلوبها الأرقى ومفهومها الأسمى الذي ينتج الخير ويحقن الدم ويوفر القوة من اجل التغيير الواعي وتحقيق البناء الوطني المنشود، الوطن أضحى في عرف أبناء القبيلة اليوم هو القبيلة الحقيقية ، وهو الحمى الذي يجب أن يصان ، وان تضخيم الذات على حساب الكل المغبون هو سحقا للذات وبترا لها وتقزيما، بحيث تصبح مجرد وجود هش لا وزن له ولا فعل في لعبة السلطة وسلوكها الدموي ، أن يتحول حسين الى مجرد ترس معطل لحركة التغيير حتى حين ذالك ما لا نرجوه له او نتمناه، بقدر ما نتمنى أن يكون قطبا وطنيا ذو اهتمام بحجم الوطن ، لا ينحصر في البحث عن سلطة قاصرة تحكم بين الناس بالهوى ، غير أن حسين كما يبدو آثر ان يسقط في دائرة التنويم المؤقت والتخدير الذي لن يفيق منه، إلا وقد نفاد بقايا نفوذ له ترسلها رياح رفات مازالت يؤتي تأثيره حتى اللحظة.