وكيل محافظة مارب الشيخ حسين القاضي: عاصفة الحزم لم تكن مجرد تحرك عسكري بل نقطة تحول إقليمي أفضت إلى تغييرات استراتيجية
من عمق الصحراء وفي مضارب البدو بمحافظة حضرموت...حيث الإنسان يؤسس مركزا لمحو الأمية وينتشل نساء المنطقه من وحل الجهل الى واحات العلم.
مركز الفلك الدولي يقول كلمته بشأن موعد عيد الفطر وهل تحري الهلال يوم السبت ممكنة؟
قتلنا عدد من القادة الحوثيين.. بيان للبيت الأبيض يحسم أمر استمرار الغارات على اليمن ويكشف عن عدد الضربات والأهداف المقصوفة حتى الآن
إيلون ماسك يختار السعودية لمشروعه العملاق الجديد .. تفاصيل
عاجل: المواقع التي استهدفها الطيران الأمريكي مساء اليوم في صنعاء
اليمن تحصد المراكز الأولى في مسابقة دولية للقرآن الكريم
عاجل: سلسلة غارات أمريكية تستهدف جنوب وشمال العاصمة صنعاء قبل قليل
21 حوثيًا يحملون رتبًا عسكرية أقرت الجماعة بمقتلهم في أعلى حصيلة يومية ''الأسماء''
مأرب: إحياء ذكرى استشهاد أيقونة الحرية حمدي المكحل والشهيد خالد الدعيس
التساؤل الذي يدور في الداخل الإسرائيلي ويؤرّق نتنياهو: «لماذا يقبل نتنياهو الآن بما رفضه قبل سبعة أشهر، مع فارق الخسائر الكبيرة التي منيت بها إسرائيل في أسراها وجيشها؟
هذه المساءلة غير الرسمية أكبر برهان على أن اتفاقية وقف إطلاق النار، التي اضطر نتنياهو إلى التخلي عن صلفه والقيام بالتوقيع عليها، بمثابة إعلان هزيمة رئيس الوزراء الصهيوني، الذي يواجه منعطفا خطيرا داخل حكومته اليمينية المتطرفة، التي هدد بعض رموزها بالاستقالة، حال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. ركز نتنياهو في خطابه الأخير، على التأكيد بأن المعركة لم تنته، وأنه سوف يقضي على حركة حماس، محاولا إبراز كل بند من بنود الاتفاق على أنه نصر تم تحقيقه، بما يعكس شعوره بالإخفاق، الذي يحاول التغطية عليه أمام شعبه.
الأنظار تتجه بقوة إلى دونالد ترامب، الذي سوف يتسلم السلطة رسميا بعد ساعات من كتابة هذه السطور، باعتباره الرجل الأول في اتفاقية إنهاء القتال بعد أكثر من خمسة عشر شهرا، وذلك من خلال الضغوط التي مارسها على نتنياهو للقبول بالاتفاق، فهل ترامب هو صاحب الفضل في إنهاء القتال بالفعل؟ لكي نصل إلى إجابة على هذا السؤال، يجدر بنا استحضار موقف ترامب من «طوفان الأقصى» إبان حملته الانتخابية، فالرجل لم يكن يعارض العدوان الإسرائيلي على غزة:
«نريد عودة الرهائن، ومن الأفضل أن يعودوا قبل أن أتولى منصبي، وإلا ستدفعون ثمناً باهظاً للغاية».. «سأقدم لإسرائيل الدعم الذي تحتاجه للانتصار لكنني أريدهم أن ينتصروا بسرعة». «شجعته (أي نتنياهو) على إنهاء ذلك (أي حرب غزة)، يجب أن ينتهي بسرعة، لكن بانتصار، حقق انتصارك وأنهِ المسألة». تلك هي بعض التصريحات التي تبين موقف ترامب من العدوان على غزة، والتي اختتمها مؤخرا، بتهديده بتحويل المنطقة إلى جحيم، حال عدم تسليم حماس الرهائن الإسرائيليين، وهي كما يتضح تصريحات معنية بالوقت فحسب، فترامب لم يكن يعارض العدوان على غزة، كل ما كان يقلقه هو استمرار الحرب إلى وقت تسلمه السلطة.
ترامب أو بايدن، الجمهوريون أو الديمقراطيون، يختلفون في ملفات كثيرة، غير أن سياستهم تجاه الوجود الإسرائيلي في المنطقة واحدة، التي بنيت على رعاية الأمن القومي الإسرائيلي، ولسنا بحاجة لإعادة التأكيد على قوة اللوبي الصهيوني وأثره في السياسة الخارجية الأمريكية، ومن ثم، ينبغي عدم القول إن ترامب مارس ضغوطه على حساب مصلحة الكيان الإسرائيلي، وكذلك سيكون من السذاجة والسطحية أن نعزو هذا الضغط إلى حسابات شخصية يقوم ترامب بتصفيتها مع نتنياهو، الذي كان أول المهنئين لبايدن عند توليه الرئاسة في 2020.
هذا الضغط من ترامب قد جاء بعد يقينه بأن نتنياهو يجر الكيان إلى الهاوية، باستمراره في حرب لم يحقق فيها أي نصر على مدى خمسة عشر شهرا، رغم الغطاء السياسي الذي مدته أمريكا على سياساته، ورغم الدعم المفتوح الذي كلف الولايات المتحدة ثمنا باهظا، أضر بسمعتها وأرهق خزانتها بلا جدوى، في وقت ينبغي أن تتفرغ أمريكا لملفات خارجية صعبة، أبرزها مخاطر تنامي قوة العملاق الصيني، والحرب الروسية الأوكرانية. لا ننكر إذن أن ترامب ضغط على نتنياهو الفاشل لإنهاء القتال، لكن من زاوية رؤية واقعية للمشهد، فإن أدق ما يمكن التعبير به، أن ترامب لم يوقف الحرب بشكل مباشر، وإنما استثمر الأحداث وبنى عليها ليتمكن من ممارسة هذه الضغوط، وأعني بذلك ملحمة الصمود التي سطرها شعب غزة الأبي ومقاومته الباسلة. هذا الشعب الذي صمد على مدى خمسة عشر شهرا أمام القصف والتدمير الوحشي، واستطاع بجهود فردية ـ تضاف إلى جهود الإعلاميين- من توصيل معاناته وقضيته العادلة أمام شعوب العالم، وتمكن بنقل المشاهد اليومية من نيل تعاطف العالم المُغيَّب عن القضية الفلسطينية، وكشف أمام الشعوب الوجه القبيح البشع لكيان غاصب طالما ادعى المظلومية والاضطهاد في محيطه العربي، فمن ثم ضغطت هذه الشعوب بشكل ملحوظ على أنظمتها الداعمة للكيان لإنهاء العدوان.
هذا الشعب الذي لم يتمرد على مقاومته ولم يخنها ولم يبعها، رغم طول أمد المعاناة، وتمسك عدد كبير من أبنائه بمناطق الشمال، رغم تفاقم معاناتهم هناك، ورفضوا النزوح لئلا يحققوا ما يرمي إليه العدو الصهيوني.
ثم هذه المقاومة الباسلة، التي أدهشت العالم بشجاعتها وإيمانها وقيمها وأخلاقيتها، واستمرت طيلة هذه الفترة تستنزف قوة العدو الصهيوني، وكبدته خسائر فادحة في الجنود والآليات، وخلخلت الداخل الإسرائيلي وعمّقت من انقساماته بإصرارها على المضي في القتال حتى الرمق الأخير لآخر مقاتل لحين فرض شروطها، وقدمت خيرة أبنائها وقادتها شهداء من أجل القضية الفلسطينية، واستمرت رغم جراحها وخسائرها في القتال، بلا هوادة حتى بدا كل يوم في المعركة كأنه اليوم الأول. ولولا صمود هذا الشعب، ولولا هذه المقاومة الباسلة، ما كان ترامب يضطر إلى ممارسة الضغط على نتنياهو، الذي ضرب مصالح شعبه وكذلك المصالح الأمريكية عرض الحائط. غزة بشعبها ومقاومتها هي من أرغمت نتنياهو، بل وترامب على هذه الصفقة في حقيقة الأمر، هي بطل هذه الملحمة من بدايتها.
كلنا يخشى أن ينكث نتنياهو عهوده بعد توقيع الصفقة، التي من المفترض أن يبدأ تنفيذها أثناء كتابة هذه الكلمات، فهذا دأب الصهاينة، فهل نتخيل إن حدث ذلك لا قدر الله، أن تتخلى الولايات المتحدة عن طفلها المدلل؟
قطعا لا، لذلك الضامن الوحيد هو شعب غزة ومقاومتها، هو الذي سيردّ على قاعدة (وإن عدتم عدنا)، فالكيان الإسرائيلي كيان عربيد، لن يرغمه شيء سوى القوة، والقوة وحدها، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون