رئيس الوزراء: عيدروس الزبيدي له موقف متقدم بخصوص القضية الجنوبية وأكد انه مع المجلس الرئاسي في معركته ضد الحوثيين عاجل : الجيش السوداني يعلن السيطرة على مصفاة نفطية كانت تغطي نصف احتياجات السودان لقاء قبلي واسع لأبناء وقبائل شرعب بشأن ماتعرض له مدير وكالة سبأ بمأرب جرائم متصاعدة في إب.. حرائق حوثية تلتهم سيارة مغترب وأحد الشقق التي يسكنها نساء وأطفال دعم سياسي امريكي من إدارة ترامب لرئيس الوزراء احمد بن مبارك رئيس هيئة أركان الجيش السوداني يعلن عن نصر استراتيجي من مقر القيادة العامة...ويكشف عن نقطة تحول حاسمة للشعب السوداني مأرب: ندعوة تدعو إلى تشكيل لجنة وطنية للحفاظ على الهوية اليمنية وتحصين ألأجيال شاهد: القسام تستعرض غنائم من سلاح النخبة الإسرائيلية في منصة تسليم المجندات الأسيرات وإسرائيل تعتبر الأمر ''إهانة'' عميد الأسرى الفلسطينيين يرى الحرية بعد 39 سنة في سجون الإحتلال.. من هو وما قصته؟ الحكومة اليمنية تعلن جاهزية الموانئ المحررة لاستقبال جميع الامدادات التجارية والإغاثية والخطوط الملاحية
مأرب برس - خاص
للإجابة على هذا السؤال لا بد أن نسأل أنفسنا أولا، هل هناك سلطة قائمة في اليمن كي نعارضها أو نراقب أفعالها؟ وهل هناك حكومة مستعدة لتسليم السلطة والقبول بما يمكن أن تفرزه صناديق الاقتراع لو أجريت انتخابات حرة حقيقية؟
واقع الحال يناقض ذلك، فاليمن لا تحكمها سلطة خاضعة للقانون بل عصابات منظمة غارقة حتى اذنيها في الفساد، والسلب، والنهب، لم تثبت يوما أنها ستقبل بنتائج الديمقراطية، ولهذا فلن تجدي مناشدة اللص أن يحترم القانون، وبالتالي فإن هذه العصابات تحتاج إلى مقاومة وليس إلى معارضة. ما يجري في الجنوب حاليا هو شكل من أشكال المقاومة السلمية التي ستحرج الحاكم لأنه لا يستطيع استخدام القوة أمام الجموع المناهضة له سلميا.
المعارضة بالشكل المألوف للمعارضة، لا توجد إلا في الدول الديمقراطية المسموح فيها التبادل السلمي للسلطة، أما في اليمن فلدينا حاكم يهيمن على مقدرات البلاد بشكل فردي مطلق منذ ثلاثين عاما، ويرغب في توريث الهيمنة لأكبر أنجاله.
لا توجد في البلاد أخطاء كي ننتقدها أو نعارضها بل خطايا يتحتم علينا أن نقاومها بأيدينا إن استطعنا، فإن لم نستطع فبألسنتنا، فإن لم نستطع فبقلوبنا وهو أضعف الإيمان. ولهذا فإن الاعتصامات السلمية والرفض العلني للمارسات القائمة من أهم الخطوات المطلوب تعميمها على كافة المحافظات لمقاومة العصابات الحاكمة.
اليمن تسير في طريق الصراع الأهلي بسبب أنانية الحاكم ورغبته المفرطة في البقاء على كرسي لم يثبت يوما أنه أهل له، ولهذا نرى احتقانا في الجنوب وحربا في صعدة وتمردا في شرعب، وتذمر في مأرب ، ومظاهرات واعتصامات في كل مكان.
هذا الحاكم أفرغ الوحدة من مضمونها وجعلها مكروهة في نفوس نصف الشعب بسبب إنحيازه نحو أفراد اسرته وأقاربه من ناهبي الأراضي ومكدسي الثروات، وأفرغ الديمقراطية من مضمونها لأنه جعلها مجرد وسيلة لإعادة إنتاج نفسه مرة بعد أخرى، وأفرغ الدستور من مضمونه لأنه حوله إلى وثيقة للعب ببنودها في كل موسم انتخابي كي يمدد لنفسه، وأفرغ القانون من مضمونه لأنه يحكم البلاد بالتوجيهات ويتدخل حتى في قواعد المرور وكيفية احتجاز سيارات المخالفين.
حاكمنا اليوم يعتبر البنك المركزي ملكا شخصيا له، والثروة النفطية فيدا خاصا به، ولم يبادر حتى بتقديم أي إقرار بذمته المالية لهيئة مكافحة الفساد التابعة له، لأنه يرى البلاد كلها ملكا له، في حين أننا نعرف أنه لم يكن يملك قبل الرئاسة سوى منزله الكائن في شعوب بالعاصمة صنعاء بعد أن عاش طويلا لاجئا في منزل أخيه محمد بالصافية. وها هو اليوم يوزع المنازل والسيارات والأموال على أقاربه وأنصاره وكأنه مالك الملك وحده لا شريك له نستغفر الله العظيم.
الشئ الوحيد الذي يمكن أن يفعله الحاكم ليكفر عن خطاياه ويحول جموع الشعب من مقاومة إلى معارضة هو المبادرة الجدية لوضع آلية معقولة للتبادل السلمي للسلطة عن طريق انتخابات حرة لا يرشح فيها نفسه ولا أحدأ من أقاربه، بل يترك الشعب اليمني يختار من يريد عبر صناديق الإقتراع في انتخابات حرة ونزيهة وليس انتخابات تعيد انتاج ماهو قائم عن طريق إعلان النتائج قبل فرز الأصوات.
حاكمنا المارشال وهو بالمناسبة المارشال الوحيد في العالم الذي لم يخض حربا ولم يقد معركة إلا ضد أبناء شعبه مازال يمعن في خطاياه، ويسعى حثيثا لتعديل الدستور الذي فصله بنفسه على مقاسه، من أجل أن يبدأ اللعبة من جديد ويستمر في السلطة عقدا آخر من الزمن وكأنه لم يضحك على شعبه بمثل هده اللعبة من قبل.
المطلوب من الحاكم أن يبحث عن لعبة جديدة لأن جميع ألاعيبه السابقة أصبحت مكشوفة وأصبح الشعب في غالبيته في طريقه للتحول إما إلى مقاومة سلمية تهز عرش الاستبداد دون إطلاق رصاصة واحدة، أو قطيع من الموتى يفتحون المجال للحاكم كي يحكم نفسه بنفسه لأن الشعب سيقضي عليه الفقر والجوع والفساد إذا ما استمرت الأوضاع كما هي عليه الآن.