مكتب المبعوث الأممي يكشف تفاصيل لقاء سابق مع قيادات من حزب الإصلاح صاغت مسودته بريطانيا.. مجلس الأمن الدولي يصوت بالإجماع على قرار جديد بشأن اليمن الحكم على نجم رياضي كبير من أصل عربي بتهمة الاعتداء الجنسي الحوثيون يخنقون أفراح اليمنيين ..كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس مراقبون يكشفون لـ مأرب برس «سر» استهداف مليشيات الحوثي لـ أسرة آل الأحمر بصورة ممنهجة تفاصيل لقاء وزير الداخلية مع قائد القوات المشتركة لماذا دعت دراسة حديثة صندوق النقد الدولي لبيع جزء من الذهب الخاص به ؟ صدمة كبيرة بين فريق ترامب.. بسبب تعيين شخصية إعلامية في منصب سيادي حساس المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يوجه تحذيرا للمواطنين في خمس محافظات يمنية اليمن تزاحم كبرى دول العالم في قمة المناخ بإذربيجان .. وتبتعث 47 شخصًا يمثلون الحكومة و67 شخ يمثلون المنظمات غير الحكومية
كان المعتقد أن بداية الثورة اليمنية هي تلك اليوم التي انطلقت فيها شرارة الثورة والذي صادف اليوم التالي لسقوط الرئيس المصري المخلوع في 12 فبراير2011م ، وكان المؤمَّل أن يتنحى الرئيس صالح عن السلطة رغبة في احترام خيار شعبه وتحت ضغط الشارع والمنظمات الدولية والحقوقية المعنية بانتهاكات حقوق الإنسان، أو على الأقل حقناً لدماء أبنائه وأسوةً بالزعيم الإندونيسي سوهارتو الذي غادر السلطة بعد أن تربَّع على سدة الحكم مدة 30 عاما، وذلك عقب سلسلة من الاضطرابات الطلابية التي شهدتها العاصمة الإندونيسية جاكرتا في العشرين من مايو من عام 1998م ،فلم يُقْتَل سوى بضعةٌ من المتظاهرين.
أو أسوة بأخويه السابقين: الفار زين العابدين بن علي والمتنحي حسني مبارك. وحفاظا على المنجزات التي حققها لشعبه طيلة الثلاثة والثلاثين عاما الماضية، ومراعاةً لجراح المجروحين الذين قهروا في زمن جبروته واستبداده، أو خوفا من الملاحقات الجنائية الدولية على الأقل لكن كل ذلك لم يكن.
هذا ما كان قد عوَّلَ عليه الثُّوَّار ؛ وحسبوا أن الرجل سيخضع لتلك الضغوطات و أنه سيلاقي ضغوطا خارجية تمنعه ومَن معه من أن يتمادوا في سفك دماء المعتصمين السلميين؛ وأن جرس الإنذارات الأمريكية والأوربية سيتتابع بأسرع ما كان في وضع حسني مبارك.
فكان الحاصل عكس تلك التوقعات! حيث استمر الرجل يأمر قواته بقتل الأبرياء وإهراق دمائهم في الاعتصامات، وكأن شيئاً لم يكن فليس هنالك من تصريح خارجي أشجع من الاستنكار العادي من الغرب الذي شكل ضغطا مناسبا على مبارك فاستقال لكن الغرب تعامل مع الثورة اليمنية بانحيازٍ سافرٍ إلى مصالحه.
أما الجيران فكل ما فعلوه هو المبادرة التي شجعته ومكنته من المراوغة واللعب بأكثر مما كان عليه ؛ وهذا أمرٌ غير مستَغْرب.
المستغرب والمفاجئ هو الموقف الأمريكي الداعم للرجل ضد خيار شعبه، على النقيض من الوضع الليبي (الذي دعم فيه الثوار) أو المصري (الذي ضغط فيه على مبارك ليتنحى) وكان الثمن المسبق مقابل تلك الحماية؛ تنازلات لم يقدمها أي زعيم عربي في دعم حرب ما يسمى بالإرهاب، فاتضح أنه جندي مخلصٌ لأمريكا في المنطقة ، وأنه قد أتاح لها السيادة اليمنية تنتهكها كيف شاءت ومتى شاءت، مُهْدِراً بذلك الدستور والأعراف والقوانين الدولية والقيم الأخلاقية ؛ الأمر الذي لم تؤمِّله أمريكا من حكومة الثورة القادمة سيما إن كان للاتجاه الإسلامي فيها حظ وافر كما يتوقعون.
فكان الأمر الفاضح هو المحافظة على الرجل بكل الوسائل والأسباب والتغافل عن كل الجرائم التي ارتكبها في حق الشعب اليمني، بل والضغط –مؤخرًا- وراء إخراجه بتلك الصورة المهينة (متحدِّياً)! ليؤكد أنه مازال وسيبقى يقابل التحدي بالتحدي ، فهم يريدونه باقيًا ولو دمية مادام لسانه لم يزل ينطق وعقله لم يزل سليما مناوباً في خيانة وطنه واضطهاد شعبه.
وأصبح من الضروري أن يدرك الشعب اليمني والثُّوار بشكل خاصٍ أمرين:
أحدهما :أن يوم خروج الرئيس اليمني معلنا التحدي بعد محاولة اغتياله هو يوم بداية الثورة الحقيقية (السلمية) ليست ضد نظام صالح فحسب ؛بل ضده وضد كل من وقف حجر عثرا أمام مطالب هذه الثورة السلمية النبيلة، حتى يُستأصل الولاء العسكري لتلك الأطراف التي تجاهلت وتتجاهل خيارات الشعب اليمني وماحل فيه.
فالثورة الحقيقية كان ينبغي أن تكون بدايتها هذا اليوم ،حيث بدى جليًّا أن أمريكا والمملكة العربية السعودية وراء وَأْد خيار الشعب اليمني وإطفاء لهيب الثورة بالقتل والظلم .
الأمر الثاني: لابد من أن يدرك الشعب اليمني أنّ ما يحدث اليوم من قتل للأبرياء في تعز وصنعاء وبعض المحافظات الجنوبية؛ لا يقل أبدًا عما يفعله معمر القذافي للشعب الليبي، وأن ذلك بخط أخضر من هذه الأطراف التي تريد أن تعاقب هذا الشعب بإبقاء الظلم والاستبداد، وحبس نَفَس الحرية.
وأن سياسة التجويع وارتفاع الأسعار وانعدام المواد الضرورية في البلاد وغياب الخدمات العامة كالغاز والبترول والكهرباء الذي تنفذه اليوم قوات بن علي ، هي ضرْبٌ من تلك الحرب على الشعب بأجمعه ،وكأن ذلك مِنّةٌ مَنَّ بها علي صالح على الوطن والآن يقوم بقايا نظامه بالانتقام بتوقيفها.
فالثورة الآن في بديتها الحقيقية وقوَّةُ التَّحدِّي فيها أنها ليست ضد صالح فقط بل ضد أعوانه من الداخل والخارج وضد كل من وقف في طريق تحقيق أمنيات هذا الشعب وهو أن يرى شمس اليمن تشرق وليس تحتها طاغية يحكم بظلم.
فهل كان ظهور صالح وقود جديد للثورة لتبدأ من جديد أم حبل إحباط يخنق معنويات الثوار ويدمر آمالهم؟.
*المشرف العام على موقع الوفاق الإنمائي.