حطام على بداية الطريق
بقلم/ إيمان عبدالله
نشر منذ: 3 سنوات و 4 أشهر و يومين
الثلاثاء 13 يوليو-تموز 2021 05:13 م
 

بتُّ أعرف يقينًا أني أجهل كل شيء، أو لنقل انني أجهل أمرًا مهمًا في كل شيء أعلمه وقد ربما أحتاج عمري كله كي اجمع اجزاء هذا العلم القليل المتناثر،.

أصبحت أكثر هشاشةً ممّن تحطموا في بداية حياتهم حين كنت لا أرى سوا الشعارات ولا أعلم شيئًا عن الحياة الحقيقية لذلك كنت ألومهم ألوم ضعفهم ، وحين كنت اشعر بذات الضعف كنت انكره على نفسي واتسلّح بسخرية زائفة وأغلف كل مخاوفي بمبررات منطقية صلبة يصدقها كل من يعرفني فأصدقها وأتمسك بها..،

وفي مرحلة متقدمة تعلّمت أن أصمت وأحترم الآخرين واستمع لهم وكنت أعرف الكثير من الذوقيات واساليب التعامل التي تجعل مني شخصيةً يبدو انها تعرف شيئًا ما وتحب الناس والحياة ، لكن كل أحاديثي كانت لا تقترب مني لا تصفني لا تعرفني كنت اهرب بالاحاديث إلى كل شيء وأتحدث عن كل شيء ، فهمت أخيرًا كيف أشغل نفسي بتوافه الأمور كي استمع لدكتور يلقي محاضرةً ما ، تعلمت كيف ابتسم في كل وقت،كيف ابرر لنفسي كل شعور مخزٍ لا أعرف مصدره.

تعلّمت كيف اجعل الوقت يسرقني دون الشعور بوخزٍ طفيف في الضمير ،تعلمت أن أعزّي نفسي بنهاية كل شيء..لكنّ شيئًا ما كان يقلقني ، شعور يبعث على البكآء ، وكأنه صوت ناجٍ من الموت عالقٌ تحت الأنقاض ، اسمعه، اشعر به ، اخاف من صوت الحياة بداخله لكني اتجاهله اتمنى له.

الموت الرحيم الهادئ كأي شيء في هذا العالم لكنه قوي لا يخاف وذلك ما كان يُخيفني منه ..أقول ما كان يُخيفني لأنه لم يعد كذلك ، انه شيء يُشبه القدَر الذي لا فرار منه ، شيء يشبه الحقيقة الخالصة ..يشبه الإيمان ، يشبه اليقين الذي يُحيي ولا يُميت.