آخر الاخبار

توجيهات حوثية عليا بإحالة عدد من قيادات المليشيات للتحقيق ورفع دعوى جزائية ضدهم .. ما هي التهمة؟ الرئاسة المصرية تكشف على ماذا اتفق السيسي وبن سلمان لماذا عطّل الاحتلال الإسرائيلي نظام الـ«GPS»؟ وسط فوضى أمنية عارمة..جرائم سطو حوثية جديدة تطال أراضي وعقارات المواطنين في إب اقر عددًا من المعالجات العاجلة..اجتماع طارئ لقيادة البنك المركزي برئاسة بن مبارك بشأن انهيار الريال اليمني كيان الاحتلال الإسرائيلي يحدد موعد الانتقام من طهران توترات قبلية في قطر ترغم الأمير تميم الإعلان عن تعديلات دستورية جديدة تنص على عدم إجراء انتخابات لمجلس الشورى تركيا تبدا العمل لبناء ثلاث محطات نووية وتعمل على صياغة قانون البناء المبعوث الأممي يحذر من خروج  التصعيد العسكري في الشرق الأوسط عن السيطرة ويؤكد ان اليمن يواجه خطر الانزلاق بشكل أعمق رئيس الوزراء يطالب سفراء الاتحاد الأوروبي بمسار دولي عاجل لدعم الحكومة للحفاظ على أسعار صرف العملة ويحذر من التأخير

المجلس الوطني ...بين فرضية الوصاية وإعادة الصياغة
بقلم/ محمد احمد العقاب
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 23 يوماً
الثلاثاء 23 أغسطس-آب 2011 01:40 ص

يعتبر النقد البناء والنقد الذاتي هما أساس لتقويم أي خطوة سياسية أو بناء سياسي يأمل مكوناته بكتابة النجاح في توراة سجله النضالي والتاريخي .
وعندما يكون الحديث عن مرحلة فاصلة في تاريخ الأمم والشعوب ؛ فإننا بحاجة إلى النقد البناء في أي خطوة تتخذ في مسار الثورة انطلاقا من الحرص على نجاحها وعدم تشويه ولادتها الطبيعية التي استمدت مخاضاتها من رحم معاناة الجميع،والحديث أو الاستفسار ووضع النقاط المعينة في أي خطوة ليس من قبيل بيع الماء في حيي السقائيين كما يتصور البعض لكنه من قبيل الحرص على نجاح هذه الخطوة الهامة.

فكانت ولادة المجلس الوطني ضرورة لنقل الحالة الثورية إلى خطوة متقدمة فانتظرنا تشكيلة المجلس الوطني بفارغ الصبر فهو أول امتحان لمكونات الثورة يمكن من خلاله أن تبرز هوية المرحلة القادمة من منظور الشراكة الوطنية التي غيبها النظام ردحا من الزمن ،ومع إعلانه والتحفظات التي صدرت والانسحابات وما رافق ذلك من شد وجذب في الساحة الإعلامية والاستفسارات المرافقة عن معيار التشكيل فان قيادة المجلس الوطني إلى اليوم لم يتجرأ احد إلى الخروج من صمته للحديث لمكونات الثورة عن الكثير من الاستفسارات التي طرحت هنا أو هناك ،صحيح أن البعض نوه إلى عدم إعطاء الطرف الأخر مادة يتغنى بها في أبواقه ولكنني اعتقد أن النقد والشفافية في الطرح ليس بحاجة إلى هذا الصمت كله خصوصا انه بالنظر إلى قائمة المجلس واللغط السياسي حولها يبرز حالة من إعادة ترتيب لتوليفة سياسية معينة تعيد ترتيب الوجوه القديمة في النظام بصورة واضحة للعيان فالمجلس لم يراعي أي شراكة وطنية لأطياف المجتمع ولم يرعي أي بينة اجتماعية او أيدلوجية ولا حتى جغرافيا بل تجاهل بشكل كامل الحالة الثورية التي يمر بها الوطن ، فلو أعدنا النظرة في القائمة لوجدنا انعدام أي معيار اعتمد عليه المجلس في تشكيلته مما يعزز نظرية الضغط والضغط الخارجي التي توحي بحدوث ضغوط داخلية من بعض الشخصيات النافذة فضلا عن الضغط الخارجي والوصاية الاجنبية المتمثلة بالأيدي السعودية والقطرية الواضحة العيان ولن نقول الأمريكية .

فالسعودية من مصلحتها أن يغلب على المجلس الطابع القبلي والوهابي فعملت على تعزيزه بقوة في ظل تخوف سعودي بدء ظاهرا على تشكيلة المجلس الخالية من الحوثيين ،وفي حين قطر لا تمانع أن يكون طابع المجلس يغلب عليه تيار الإخوان المسلمين بدء الضغط القطري واضحا من خلال الحد من ممثلي المحافظات الجنوبية التي لم تتعدى نسبة تمثيلها 20% وهي نسبة غير عادلة وقد يستدعي هنا الطرح عن سر تخوف القطريين من الإخوة الجنوبيين فان ذلك يتمثل ( بروح الانتماء الوطني لأبناء المحافظات الجنوبية الذين لا يؤمنون بأي أيدلوجية من شانها أن تأثر سلبا على الوطن فالوطن هو الأيدلوجية المشتركة لديهم التي يتماها أمامها أي أيدلوجية أخرى ) مما يشكل خطرا على تلك الأطراف الطامعة بتشكيل أيدي لها في اليمن وهو الأمر الذي يمكن الحصول عليه من أي مكون أخر بسهولة ؛ أما بالنسبة للأمريكان فان الفيتو السعودي هو الكفيل بموافقتهم في أي تسوية او حلول للازمة اليمنية .

وبنظرة سريعة على الأيام التي أعقبت تشكيل المجلس الوطني فان إعادة النظر في مكوناته تستدعي حركة تصحيحية من اجل نجاح الثورة على أن ترعى في هذه الحركة أو التسوية أو التعديل العديد من المكونات والخصائص السكانية والاجتماعية والمنظومة السياسية للأطياف السياسية والشراكة الوطنية فضلا عن تمثيل واضح للشباب بنسبة على الأقل يشعر من خلالها المواطن اليمني بوجود دماء جديدة أفرزتها الثورة لا أن يتم ترتيب أبجدي بطريقة كوميدية ومسرحية يبدو على ظاهرها بعض الشبة لتلك المسرحيات التي ألفها الشعب اليمني ل33 عاما.