حيث الإنسان يوجه الأنظار عشية عيد الأم العالمي إلى نموذج فريد لنضال الأم اليمنية وكيف أحدث المشروع المستدام في حياة بائعة العطور
بشرى جديدة لمرضى السكري.. إليكم بديل الحلويات
رونالدو: البرتغال تعيش لحظة توتر قبل مواجهة الدنمرك بدوري الأمم
وفاة أسطورة الملاكمة الأميركية
بيان عاجل من حركة حماس للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بخصوص الجرائم الإسرائيلية في القطاع
عاجل: غارات امريكية تستهدف مواقع الحوثيين في مأرب والجوف
السفارة الأمريكية بإسرائيل توجه تحذيرا خاصا لرعاياها
تقرير: الحوثيون يرتكبون 1900 انتهاك بحق الصحفيين في اليمن وحجبوا مئات المواقع الإلكترونية
تعرف على نوعية الأسلحة التي يستخدمها الجيش الأميركي في ضرباته ضد الحوثيين في اليمن؟
عاجل: غارات عنيفة على مطار الحديدة
للوجوه والأمكنة تاريخ يرافق الرسم والحفر منذ فجر التاريخ تشهد على تنوعه اللقى والمحفورات والجدران.
يمكن أن نعدَّ كتاب الرسام اليمني شهاب المقرمي “وجوه رصاصية” محاولة غير مسبوقة، تؤصل ما كان بدأه في فن البورتريه الكاريكاتيري بقلم الرصاص تحديداً، جامعاً بذلك ثلاثة فنون فرعية، عبر البورتريه الذي لا يلتزم بأبعاد الوجوه وتقاسيمها كما تتراءى لنا، قدر محاولة تقريب انفعالاتها وتعبيراتها؛ ليقدمها بطريقة أقرب إلى الكاريكاتير ليس بحصره في مهمة السخرية، بل بإحياء تقاليد الكاريكاتير كفن يتمثل شخصية المرسوم باعتماد الخطوط الخارجية الدقيقة، والتركيز على أبرز الملامح وتضخيمها أحياناً واصطياد البارز منها.
ويكتمل البعد الثالث لمحاولة المقرمي بالأسلوب المعتمد في رسم تلك الوجوه، وذلك بقلم الرصاص من دون ألوان مستغلاً رهافة القلم ونحافة خطوطه الخارجية..
وجوه المقرمي متنوعة: فنانين وأدباء وسياسيين ورياضيين وعلماء ومخترعين نساء ورجالا، قدامى ومعاصرين، وانتبه المقرمي لطرافة محاولته؛ فجمع تلك الوجوه في لوحة واحدة أسماها الذاكرة الشهابية وتضم ثلاثمائة وجه وصفها في مقدمة الكتاب بأنها من الشخصيات المؤثرة محليا وعالميا خيراً وشراً، فالمقرمي لا يهتم بالتطابق مع أفكار الشخص المرسوم ؛ لذا كانت لوحته الجماعية هذه ـ كما صفحات كتابه ـ بانوراما رصاصية لشخصيات تتناقض وتتقاطع وتتطابق فكرياً وزمنياً، لكنها كلها تكمل لوحة عالمنا بحاضره: بالغ التعاسة وقليل الأمل.
وللوجوه قصة في ذاكرة المقرمي؛ فهو كما يصارح القارئ في المقدمة؛ عشق قراءة السير والتراجم صغيراً، ما دفعه للغوص في أعماقها، وتطور ذلك الهاجس عبر الاهتمام بمراقبة وجوه الناس في الحياة اليومية ورصد حركاتها وتعبيراتها. ولا يخفي المقرمي قلقه أو خوفه وشعوره بالرعب وهو يرسم من يسميهم قادة الحروب والدول، وكي يزيل اللبس من عيني قارئ متعجل أو سطحي؛ فقد كتب في المقدمة إنه قد يرسم عدواً كزعماء الصهاينة والنازيين والدكتاتوريين من الحكام و المتسلطين، لكن ذلك لا يعني تبنيه لأفكارهم لأن مقياسه في اختيار الوجوه هو مدى تأثيرها ورسوخها في الذاكرة، وأحياناً كما يعلل من باب التعرف على العدو عبر قراءة قسمات وجهه.
لكنه سيبتهج إذ يرسم فناناً تشكيلياً أو مطرباً أو موسيقياً أو رياضياً أو عالماً، فضلاً عن عشرات الأدباء اليمنيين والعرب والأجانب.
هكذا يصطف في جو رصاصي أصحاب لحى ولابسو نظارات وعمائم وحداثيون، نساء وشيوخ.. روائيون وشعراء، تعطيك مطالعة وجوههم فكرة عن اهتمامات المقرمي وثقافته: مانديلا ومارادونا، فيروز وأيوب طارش، السياب وشكسبير، البردوني وعبدالصبور، المقالح والماغوط، محمد الشيباني وشوقي، ماو وهتلر، نادية الكوكباني ونازك الملائكة، ومئات ممن يحضرون في الذاكرة أنداداً وخصوماً أحياناً، كل ذلك بتقنية الرصاص؛ فيعالج الوجوه من دون استعانات لونية أو خلفيات أو تفاصيل، ويهبه القلم الرصاص قدرة التعبير بكثافة أحياناً إذا تطلب التعبير ذلك.
*نقلاً عن الإتحاد الإماراتية