رئيس هيئة الأركان: المدعو عبدالملك الحوثي هو المتسبب في كل المآسي والدمار الذي لحق باليمن .. عاجل توكل كرمان: الثورة السورية ستستعيد كل العواصم التي احتلتها ايران وستسقط حكم الملالي في طهران مصر تكشف عن الارقام الحقيقة لخسائرها بسبب تطورات البحر الأحمر الحوثيون. يكشفون عن إحصائيات للخسائر البشرية جراء الغارات الإسرائيلية على صنعاء والحديدة أول تعيم صارم من وزارة الاعلام المؤقتة خاطبت به وسائل الإعلام والاعلاميين أسماء الأسد تحتضر والأطباء يضعونها في عزلة وصحتها في تدهور نتائج مذهلة يكشفها الطب عن تناول زيت الزيتون يوميا- ماذا يفعل بجسمك؟ تعرف على تشكيلة الوزراء في حكومة تصريف الأعمال السورية بعد خلع الأسد شرطة المنشآت بمحافظة مأرب تختتم العام التدريبي 2024م وتكرم منتسبيها تزايد السخط الشعبي ضد الحوثيين في مناطق سيطرتهم ومتحدث جبهة الضالع يتوقع سقوطهم القريب
حين قذفت الأقدار بعبدربه منصور هادي إلى كرسي الرئاسة في اليمن تنفيذا للمبادرة الخليجية والتي كانت نتيجة للثورة السلمية كان الرجل يدرك تمام الإدراك صعوبة الحكم في اليمن دون الاتكاء علي قوات عسكرية أو الاعتماد علي سند حزبي منظم أو الركون إلى قبيلة كبيرة تحيط بالعاصمة. اعتمد الرئيس هادي علي الشرعية التي منحها له الشعب في الانتخابات التي كانت بمثابة الاستفتاء عليه والتي صوتت له الأغلبية الكبيرة من اليمنيين، فبغض النظر عن الخلافات حوله فقد مثل للكثيرين فرصة تاريخية لتجسيد عملية التغيير في أذهان الناس وإلغاء صورة الزعيم الفذ التي ترسخت طيلة الثلاثة والثلاثين سنة السابقة وفي نفس الوقت شكل خياراً معقولاً لتجنب انهيار الدولة وانزلاق اليمن نحو الحرب. وفي نفس السياق رأى أخرون انتخاب هادي القادم من جنوب اليمن بمثابة فرصة لإرساء مبدأ تداول السلطة وكسر احتكارها علي منطقة أو قبيلة بعينها.
وبجانب الشرعية الداخلية حظي الرئيس هادي بدعم كبير من المجتمع الدولي منحه القدرة علي اتخاذ قرارات هامة بعزل بعض أقارب صالح المسيطرين علي القوات المسلحة. ومما لا شك فيه أن القرار الأخير رقم 2051 الصادر بالإجماع عن مجلس الأمن يوم الثلاثاء 12 يونيو يمثل عصا غليظة سيرفعها هادي في وجه من يحاول معارضة قراراته، وسيساعده هذا القرار على تجاوز العراقيل التي يصنعها صالح وأقاربه أو الموالين له لإعاقة عملية انتقال السلطة، حيث أشار القرار إلى إمكانية اتخاذ مجلس الأمن عقوبات ضد من يحاول عرقلة التحول السلمي للسلطة في اليمن وهو ما يجعل صالح وأقاربه يفكروا ألف مرة قبل أي تمرد علي قرارات الرئيس هادي.
علي الرغم من تعدد التحديات والجبهات التي تواجه الرئيس هادي فان قراره البدء بموضوع القاعدة في أبين يحمل كثيراً من الدلالات وأهمها إدراك الرجل بأهمية تحقيق انتصار في هذا الجانب لتثبيت سلطاته وإبراز قدرته على إدارة البلاد وقد اختار أن يبدأ من الميدان الذي يجيده بحكم أنه رجل عسكري ولديه خبرة جيدة في إدارة المعارك. يشعر هادي أن البدء بتثبيت سلطاته من أبين وهي المحافظة التي ينتمي إليها سيكون عاملاً مساعداً له لمواجهة التحديات الأخرى ويعتمد في تحقيق ذلك على الولاء الذي يحظى به في المحافظة ولأجل ذلك شرع الإعداد لمعركته هذه بإجراء تغييرات مهمة في القيادات العسكرية في المنطقة الجنوبية واستبدال القيادات الموالية لصالح والتي كانت محل شك في تهاونها مع القاعدة بقيادات يمكنه الاعتماد عليها.
الانتصارات التي حققتها قوات الجيش علي القاعدة خلال هذا الأسبوع واستعادة السيطرة علي كل من مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين و مدينة جعار لا شك أن ذلك سيزيد من رصيد الرئيس هادي داخلياً وخارجياً. فعلى المستوى الداخلي يطمح المواطن اليمني أن تتمكن الدولة من بسط سيطرتها علي جميع المناطق بحيث تقوم بفرض الأمن وسلطة القانون. وبهذا الانجاز يثبت الرئيس هادي قدرته علي تحقيق تغيير فعلي على الأرض فشل فيه صالح إن لم يكن متواطئاً في عملية تسليم المدن لهم وهو ما يكسب هادي مصداقية لدى اليمنيين كرجل مسؤول عن البلاد وحمايتها وفرض هيبة الدولة بعكس سلفه الذي طالما عرف بتأجيجه كثير من الصراعات الداخلية في اليمن من أجل بقائه في الكرسي فقط. وعلي المستوى الدولي يعرف هادي أهمية موضوع القاعدة بالنسبة للخارج ويدرك جيداً أن أهم أسباب توحد الموقف الخارجي بالنسبة لليمن هو الخوف من انهيار الدولة وسيطرة القاعدة علي كثير من المناطق ولذلك فان تحقيق هذه الانتصارات سيعزز موقفه الخارجي ويثبت صوابية القرار الذي اتخذه المجتمع الدولي بتخليه عن صالح ونظامه الفاسد الذي طالما حاول الاستفادة من موضوع القاعدة كورقة لابتزاز الغرب ودول الجوار للتكسب والحصول علي الدعم المادي والعسكري بدعوى محاربة القاعدة.
نجاح هادي في ترسيخ سلطته كرئيس لليمن يمثل مطلباً لليمنيين جميعاً لما لذلك من دور في الحفاظ علي هيبة الدولة ويشكل عاملاً مهماً في نجاح عملية انتقال السلطة واستكمال بقية استحقاقات الفترة الانتقالية لإعادة بناء الدولة اليمنية علي أسس جديدة تعتمد علي سلطة النظام والقانون وهو ما افتقده اليمنيون طيلة الفترة السابقة.
*عن صحيفة الشرق القطرية