هروب قادة الدعم السريع من الخرطوم والجيش السوداني يضيق الخناق عليهم في كل الجبهات
تحركات دبلوماسية مصرية لمنع استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة
العميد طارق صالح يتفقد مسرح العمليات العسكرية في محور الحديدة
تحضيرات مبكرة لموسم الحج ووكيل قطاع الحج والعمرة يتفقد مخيمات الحجاج ويبحث جهود التنسيق مع ضيوف البيت
شرطة حراسة المنشآت وحماية الشخصيات بمارب تحتفل بتخرج دفعة الشهيد شعلان
عيدروس الزبيدي يجدد تمسكه بخيارات الانفصال ويدعو القوات المسلحة الجنوبية الى رفع الجاهزية
رئيس مجلس الوزراء يناقش معالجة التقلبات السعرية للريال اليمني
إفتتاح مشروع مجمع الأناضول السكني لذوي الاحتياجات الخاص بمحافظة مأرب وبتمويل تركي
إشهار رابطة صُنّاع الرأي – أول كيان إعلامي يجمع الإعلاميين والناشطين بمحافظة مأرب
نصائح لتجنب الصداع و الإعياء في الأيام الأولى في شهر رمضان
يبدو أن الكثيرين لم يستوعبوا خطورة الوضع المائي الذي نعايشه منذ سنوات ..وما يواجهه الجميع من تهديدات مستقبلية ، بنضوب المياه في الأحواض والآبار..وربما يصل الحال إلى ما لا يتصوره عقل بعد أن يكون الغالبية أو الجميع قد وصلوا إلى ما كنا نحذر منه وهم بالكاد يحصلون على ما يروي الظمأ !!.
مرات كثيرة كتبنا..حذرنا من الإفراط في استعمال المياه ..ومن تواصل حفر الآبار العشوائية.. ومن تحول عدد من الوجاهات ومن يحملون (الحصانات) إلى أداة لاستنزاف الثروة المائية بتوجههم لحفر الآبار دون تراخيص ..بعض منهم لتغطية ما يحتاجه في (فيلته) الواسعة أو مزرعته الصغيرة ..وبعض آخر لحاجته في تأمين مشروعه الاستثماري وإن كان ذلك المشروع مرتبطاً بمزرعة كبيرة للقات تقضي على معظم المخزون المائي ..وتضاعف - فقط - الارباح الهائلة لأولئك! ..أو بسرويس سيارات يهدر الماء الكثير مقابل عوائد مالية لأصحابه.
طالبنا ..أيضا الجهات المسؤولة والمختصة بتكثيف التوعية .. وإصدار قانون المياه وفرضه .. وقبل ذلك تنفيذ ماهو موجود من قوانين وأنظمة ..والسعي الحثيث لإيجاد الحلول.. ولكن الأمر مستمر كما هو عليه منذ سنوات ..لا إحساس بحجم الكارثة القادمة عند غالبية المواطنين .. ولا جدية عند المختصين والمسؤولين في السير باتجاه تأمين المستقبل المائي وتنفيذ الحلول المناسبة واقعيا وليس كلاميا أو في ورش عمل وما أكثرها !!
الأسوأ من ذلك أن تنتقل اللامبالاة عند المواطنين .. ولدى الجهات المختصة، مسألة التوزيع المائي ..فظهرت الأزمة المائية الخانقة مبكرا..ليس بسبب إجراءات تقشفية قد يهضمها الكثيرون..ولكن بسبب العشوائية التي يقتسمها المواطن المستهتر وغير الملتزم .. والجهة المسؤولة التي لا تلتزم الحرص..ولا تلتزم الاجراءات الصحيحة .
ولو لاحظتم .. أن الأزمة الكهربائية أخذت مساحة كبيرة من النقد لوصولها إلى حد لا يطاق ..بينما الماء غير متوفر ..ولا يصل بالأسابيع إلى كثير من المنازل..والهدوء مخيم ..والشعور يلفنا بالتقصير تجاه أمر مهم.
مجمعات لغسيل السيارات تمتلئ بها عاصمة ومحافظات أخرى.. ولوحظ انتشارها مؤخرا في أحياء راقية..وجميعها تفقدنا الثروة المائية دون أي إحساس .
منازل كبيرة يسمونها(فيلل) تستنزف الماء بشكل مفزع.. وبعض منها لديها آبار خاصة..وبلا رقيب..ولا حسيب..تقضي على حق أجيال قادمة .
منازل أخرى (تسرق) الماء في وضح النهار..أو في ظلمة الليل وتستخدم (شفاطات) تأخذ بها حصص الآخرين .
منازل كثيرة..منها في صنعاء القديمة كما هو حاصل في حارة - معمر-منذ أشهر عدة..لا يصل إليها الماء..ورغم تقديم الشكوى ووجود توجيهات..إلاّ أن الوضع مستمر..والطامة أن (وايتات) الماء لا تصل إلى تلك المنازل الواقعة في أزقة ضيقة!.
الجميع في تلك الحارات يثنون على شخص يسمونه الحيفي .. ويؤكدون أنه كان يتجاوب سريعا مع أي شكوى ويتواجد بنفسه ويسارع إلى حل أي مشاكل مائية.. يفهم كيف يوزع حصص الماء بشكل يساعد على وصوله إلى المنازل سريعا وبتدفق ..لكنه ذهب إلى منطقة أخرى..وجاء من لا يتجاوب معهم ..ولا يشاركهم المعاناة .. ولو بالكلمة الطيبة.
أحدهم حاول التواصل بمسؤول مائي (أرفع)ليشكو حال الانقطاع المستمر لأشهر..فجاء الرد..وأنا ما أفعل لكم ؟؟.
في رمضان..أغلق الباعة المتجولون والبساطون شارعاً رئيسياً وشرياناً مهماً (الزمر) ولم يكتفوا بما استولوا عليه من أجزاء واسعة من جانبي الشارع..وعجزت كل المنازل الواقعة في الزمر ومعمر عن إدخال (وايتات) الماء لتنقذهم ..ولم تتجاوب معهم المديرية..ولا منطقة الأمن..ولا قسم الشرطة..ولا أمانة العاصمة..فاضطر بعضهم للهجرة من الحارة..والآخرون ظلوا يجلبون الماء من المسجد..ولكم أن تتصوروا تلك المعاناة !!.
في ظل هكذا لا مبالاة ..واستنزاف ولا مسؤولية ..ومادام الضمير عند من يسرفون غائباً ..وعند بعض ممن يفترض أن يتولوا المسؤولية بإجادة وأمانة في إجازة ..ستستمر المعاناة ..وسنصل إلى الكارثة..ويأتي يوم نتمنى فيه قطرة ماء..وكثير من الأصوات تظهر متقطعة ..ثقيلة وهي تقول: ماء..ماء..ماء !!.