صدمة في اليمن بعد قيام الحوثيين بالإفراج عن أخطر إرهابي يقف خلف مجزرة ميدان السبعين الدامية عام 2012 نيابة الأموال العامة في الضالع تنفذ حملة لإغلاق محلات الصرافة المخالفة في قعطبة تم تعذيبه حتى الموت ..وفاة شيخ مسن ٌمختطف في سجون الحوثيين بمحافظة البيضاء واتس آب تكشف عن ميزات جديدة لمكالمات الفيديو .. تعرف عليها فايننشال تايمز تكشف عن الطريقة التي ستتعامل بها إدارة ترامب مع ايران ومليشيا الحوثي وبقية المليشيات الشيعية في المنطقة عيدروس الزبيدي يلتقي مسؤولاً روسياً ويتحدث حول فتح سفارة موسكو في العاصمة عدن وزارة الدفاع الروسية تعلن عن انتصارات عسكرية شرق أوكرانيا العملات المشفرة تكسر حاجز 3 تريليونات دولار بيان شديد اللهجة لنقابة الصحفيين رداً على إيقاف أنشطتها بالعاصمة عدن محتجز تعسفيا منذ سنه..بأوامر مباشرة من محافظ صنعاء المعين من الحوثيين.. نقل رجل الأعمال الجبر لاصلاحية ومنع الزيارات عنه
يحاول كثيرون إقناعي بمعاملة أنصار الثورة السلمية اليمنية بنفس الطريقة التي أتعامل بها مع أعدائها أنصار الرئيس المخلوع. ويلجأ هؤلاء لحجج لا يتعب أصحابها من تكرارها على مسامعنا وتقديمها بمثالية تخفي وراءها ما سأوضحه في هذه التناولة.
قد تختلف هذه الحجج في شكلها ولكنها تتمحور في جوهرها حول نقطيتن اثنيتين لا غير، أولاهما حقيقة ثابتة لا يمكن انكارها، وثانيهما، زعم تخيلي لا يمكن إثباته.
الحقيقة الثابتة :
هي أن المنشقين كانوا جزءا من النظام أو شاركوا النظام في فسادة وكأن الثورة قامت لإبعاد الطيبين عن النظام والإبقاء على تماسك الفاسدين، في حين أن تماسك الفاسدين لم يكن يعني سوى فشل الثورة. والثورة أصلا هي ثورة تغيير جاءت لتغيير قناعات الناس سلميا ولم تأت لإقصائهم أو تصفيتهم جسديا، فكيف لي أن أساوي بين من استجاب للتغيير وبين من يعرقل مسيرة التغيير ويحاول توجيه عجلة التاريخ لمصلحته الخاصة؟!
قد يقول قائل: إن المستجيب للتغيير يحاول انقاذ نفسه بالفرار لثورة أو أنه يبحث عن مصلحة نفسه، فما المانع من ذلك إذا كان يصب أيضا في مصلحة الثورة ويضعف خصوم الثورة؟ أما الذي لم يستجب للتغيير فإنه يتشبث بمصلحته ولكن مصلحته هنا تتعارض مع مصلحة الثورة وتتعارض مع مصلحة الجمع الأكبر من أبناء الشعب، فهل يجوز المساواة بين الطرفين؟
الزعم التخيلي :
هو أن الثورة كانت على وشك النجاح لولا انضمام نصف الجيش لها أي أن انضمام نصف الجيش للثورة في رأي بعض الجهابذة أدى إلى فشل الثورة. وفي رأي البعض الآخر إلى خطفها من أيدي الشباب، وكأن الثورة حقيبة نسائية يمكن أن يخطفها راكب أو سائق دراجة نارية من يد امرأة عابرة للشارع، في حين أن الثورة فكرة عظيمة راسخة في أذهان ملايين الشباب يستحيل أن تخطف أو تقتل، وعندما يتم خطف هذه الفكرة أو تخاطفها فإن هذا أكبر نجاح يمكن أن تحققه الثورة.
أستطيع تقسيم أصحاب الحجج والأعذار والتبريرات والتلفيقات الواهية إلى عدة فئات:
1- فئة صادقة ولكنها مثالية أكثر مما يجب، حيث تعتقد هذه الفئة بأن الثورة كانت قادرة على إسقاط النظام كاملا كما حدث في ليبيا أو محاكمة رأس النظام وأولاده كما حدث في مصر أو اجبار رأس النظام على الهرب كما حدث في تونس، في حين أن الجيش الموحد كان له اليد الطولى في حسم الثورتين التونسية والمصرية مبكرا، والانشقاقات العسكرية لعبت دورا كبيرا في اسقاط نظام القذافي.
2- فئة تتعصب بأنانية لأحد مكونات الثورة وكانت هذه الفئة تريد خطف الثورة أو الحقيبة النسائية لنفسها ولكنها الآن تتحامل على الخاطفين الآخرين من وجهة نظرها لأن هذه الفئة تعتقد أنهم سبقوها إلى خطف الثورة أو الحقيبة المملوءة بالنقود، ولا تريد الخصوم الأيديلوجيين أن يكونوا شركاء في الثورة مهما كان حجمهم كبيرا، وهذه الفئة تلجأ حاليا للتعلل بإقصاء الآخرين لها، في حين أنها حاولت أن تقصيهم، وعندما عجزت عن اقصائهم، لجأت إلى إقصاء ذاتها وإقصاء اتباعها الذين أصبحت جهودهم تصب في في خدمة المخلوع بوعي منهم أو بدون وعي.
3- فئة تؤيد مشروع التوريث الفاشل وكانت جزءا من هذا المشروع إما سرا أو علنا، وهذه الفئة لا تريد نجاح الثورة أصلا ولكنها تبحث عن أعذار تبرر بها موقفها السلبي من الثورة.
4- فئة رابعة أكثر خطورة من كل الفئات السابقة لأنها تعمل بلا كلل ولا ملل على منع حدوث أي انشقاقات في السلك العسكري عن طريق تخويف قادة ألوية وكتائب الحرس من أن الثوار سوف يرفضون إنضمامهم للثورة وبالتالي يخسر المنشقون مراكزهم في النظام ومصدر رزقهم دون أن يكون لموقفهم أي قبول لدى الحمقى الرافضين لاستيعاب المنشقين، أو قبول لدى الأنانين الخبثاء الذين يعتقدون أن الثورة مسجلة باسمهم كبراءة اختراع خاصة بهم ولا يجوز أن تستوعب أحدا غيرهم.
ولكي نفهم الثورة اليمنية في سياق الثورات العربية الأخرى وفي سياق الربيع العربي يجب علينا أن نأخذ بعين الاعتبار النقاط التالية :-
أولا : الثورة التونسية استمرت 23 يوما ثم حسمها الجيش الوطني الواحد حيث لم يكن في تونس حرسا عائليا موازيا للجيش النظامي
ثانيا : الثورة المصرية استمرت 18 يوما ثم حسمها الجيش الوطني المصري وكانت العقبة التي عرقلت الحسم بصورة أسرع هي وجود عدد من الكتائب العسكرية تحت مسمى الحرس الرئاسي تأتمر بأمر الرئيس مبارك مباشرة ولا تتلقى أوامرها من وزارة الدفاع، وخشي وزير الدفاع وقوع صدام واحتاج قادة الجيش إلى وقت لمعالجة هذه المشكلة ليس المجال هنا لرواية تفاصيل المعالجة. ثالثا: الثورة اليمنية استمرت أكثر من 60 يوما قبل جمعة الكرامة ولم تحسم بسبب الموقف السلبي للجيش اليمني من هذه الثورة، وهناك من يقول أن جمعة الكرامة أعطت زخما كبيرا للثورة من أجل الحسم، لولا انشقاق الجيش، ويتناسى هؤلاء أن اعلان الانشقاق تم في الحادي والعشرين من مارس 2011 في حين أن جمعة الكرامة جرت وقائعها في الثامن عشر من مارس، أي أن المزايدين في مسألة الحسم كان لديهم ثلاثة أيام كاملة للاستفادة من زخم جمعة الكرامة وحسم الثورة باسقاط النظام لو كانوا قادرين فعلا على الحسم وليسوا مزايدين.
رابعا: انشقاق الجيش أضعف النظام ولم يمنع الثوار من مواصلة ثورتهم لو أرادوا
خامسا: المبادرة الخليجية لم تحول الثورة إلى أزمة سياسية، كما يزعم البعض لأن المبادرة لم تأت من فراغ بل ولدت من رحم الأزمة مثلما أن الأزمة السياسية ولدت من رحم الثورة الشبابية. هذه الحقيقة يغفلها الموايديون وتغفلها الأطراف السياسية بل ويغفلها في خطابه رئيس الجمهورية ذاته عندما يتحدث عن المبادرة ناسيا أو متناسيا أن المبادرة لم تكن لتولد لولا الثورة الشبابية وأنه ذاته مدين لهذه الثورة في وصوله إلى منصب رئيس الجمهورية، وعليه ألا يخجل من استبدال كلمة " مبادرة " التي يرددها كثيرا بكلمة " ثورة " التي لا يذكرها إلا نادرا.
وعلى الثوار من جانبهم أن يدركوا أن المبادرة لم تحقق كل مطالبهم بل حققت للبلاد جانبا من تلك المطالب يتناسب مع حجم التضحيات التي قدمتها الثورة، وإذا أردنا تحقيق بقية أهداف الثورة فعلينا أن نستمر في تقديم المزيد من التضحيات بما يتناسب مع عظمة تلك المطالب والله المعين.