|
أتذكر إبان الثورة المصرية على طاغيتهم حسني مبارك حين كان يرفض التنحي عن سدة الحكم رغم الثورة الشعبية الكبيرة التي تطالبه بالرحيل وصف أحد الأصدقاء المصريين له بأنه مثل الكلب التي ألقيت له عظمة وأمسك بها ولم يستطيع أحد أن يسحبها من فمه ، الآن المصريين يطالبون بمحاكمته هو و أفراد أسرته على كل دم أريقت ومال نهب ووطن تم العبث به،وهي نتيجة طبيعية لم نكن نتصور سواها أبدا.
ما حدث في مصر يعاود نفسه لدينا، والشبق المخجل الذي يظهره علي صالح بتمسكه بالسلطة يجعلنا نبحث عن وصف أكثر دقة من ذلك الذي أستخدم مع حسني مبارك، وان أعتقد البعض بأنه وصف لا يليق أو خارج نطاق الأدب، فحتما هم سيتفقون معي أيضا بأن قتل الأطفال والأبرياء العزل ليس من الأدب أو الروعة بشيء،وعليه صدقوني أن السفاح الذي يسكن صنعاء منذ أكثر من ثلاثون عاما لا يستحق الحد الأدنى من الاحترام أو التقدير، فشرعيته سقطت كرئيس للدولة وصار مجرد بلطجي متعطش للدماء من أجل مصلحته هو فقط ولا احد غيره.
يستطيع صالح أن يقتل كيفما شاء، ألف إلى مليون قتيل والمساحة ممدودة له على اتساع الوطن بأكمله فهو لن يجد سوى صدورا عارية و مسالمة لا تطالب إلا بوطن نظيف يمنحهم هواءً نقي، يستطيع صالح أن يشتم المتظاهرين ويهددهم بحروب أهلية وبإبادة جماعية، فهو لن يفلت من العقاب أبدا وأن الشعب الآن يحقن ذاكرته بكل هذه المرارة والأسى.
كل المبادرات التي تأتي من الداخل أو الخارج تتمحور حول آلية نقل السلطة ولا شيء آخر والجميع تخلى عن صالح وحاشيته والعالم كله يشاهد المجازر التي يقوم بها ضد الشعب اليمني, ومنظمة العفو الدولة تطالب بمحاكمته لأن ما يحدث هو قتل متعمد تجاه عزل لا يحملون سلاحا وهذا يعتبر ضمن جرائم الحرب التي يجب أن يقف العالم كله ضدها، وعليه ومن المنطق أن لا نقبل أية مبادرة الآن تعطي وعودا بحصانة لهذا النظام المجرم، بل المحاكمة هو أمر مشروع وقانوني لن يتنازل عنه ولاة الدم والشعب اليمني بأكمله .
ثلاثة وثلاثون عاما ليست كافية بالنسبة لصالح على الكرسي، وكل هذا الخراب والبؤس الذي خلفه لم يقنعه بعد، فهو وعلى ما يبدوا لديه المزيد من الخطط لسحق اليمن واليمنيين أكثر، وان كان ولا بد أن يختم فهو سيختم بالإبادة الجماعية والقتل الممنهج والعشوائي، فحقد هذا الرجل على اليمن وعلى الشعب اليمني لا يمكن أن يوصف إلا بأنه يصر على محو أي شيء جميل أن كان هنالك شيء يستحق الذكر، وإلا فأن لا دولة ولا نظام ولا قضاء ولا أمن وفقر مدقع هي أشياء لا يمكن أن تحتسب ضمن المنجزات الإيجابية، ثلاثة وثلاثون عاما من الحكم المطلق والرجل كان كل همه وسعيه تقوية نفوذه ونهب المال العام وبث الفرقة بين أفراد الشعب اليمني كان يسعى جاهدا لتأصيل القبلية كمرجع فوق كل قانون وإشغال الناس بكل شيء إلا بالمطالبة بالحقوق المشروعة كالتعليم والعلاج والحياة الكريمة، وحتى الساعة لا نعرف ما هو الفرق بين المال العام للدولة وبين مال علي صالح وهل الإنفاق المجنون الذي نراه ألان على الحشود المرتزقة والبلاطجة هي من جيبه الخاص أم من خزينة الدولة التي يسعى لإفراغها من أخر ريال فيها.
صالح يمتلك كل الصفات السيئة، فهو إضافة إلى فساده الفاقع اللون ودمويته المشهود لها على مدى حكمه واستعداده لحرق البلاد أن حاول أحد المسٌ بسلطته التي يعتقد أنه ورثها عن أبيه وأنها حق مكتسب له، فهو رجل يستطيع أن يعدك صباحا بشيء ويخلف وعده ظهرا دون أن يرف له رمش، رجل يبدوا للوهلة الأولى متقلب الآراء لكنك ما تلبث أن تكتشف بأنه مراوغ بشكل مخيف ومتلون يستخدم كل الأوراق التي لديه فأن نفذت لجاء إلى القوة والعنف، وهذه الصفات عرفناها وخبرناها من خلال متابعة دقيقة لكل الأحداث التي عصفت بالبلاد، فهاهو يفتح النار البارحة على المبادرة الخليجية ثم يوفد وزير خارجيته اليوم إلي الرياض للبحث فيها، إنه يفقد كل معاني الرجولة والكرامة وأفرغها من معانيها، أنه من الحمق الذي يجعله يغلق كل منافذ النجاة بعد أن سدت كل منافذ البقاء على كرسي الحكم .
في السبت 09 إبريل-نيسان 2011 04:07:20 م