|
• خلال فترة وجيزة استقبل بريد إلكتروني خصص لمهمة محددة أكثر من 200 مظلمة. البريد هذا أنزله نصر طه مدير مكتب الرئاسة وخصصه لاستقبال الشكاوى وتلك المظلوميات التي غالبًا ما تقفل أمامها البوابات الرسمية وتلك التي تلج من النوافذ غير الرسمية وتصبح لغزًا ومتاهةً. ويعمل حاليًا على استقبال الشكاوى وفرزها وترتيب خطوط بحثها فريق من الموظفين يعكس الجدية في الاهتمام.
• لنقل ذلك شأن آخر لا يهتم له كثيرون في زمن عجاف الإنصاف.. و قد ينظر له البعض بظنيته الخاصة لكن حدثًا ملفتًا يجعلني أقول إن هناك ما لا يمكن تجاوزه؛ لأنه ينعش رئة الأمل في إحداث الثقوب في جليد الممارسات السلبية التي لا تتوقف والمنتهكة للحقوق ومعها العقول والقلوب.
• ذات لحظة وصلتني رسالة إلكترونية تطالبني بإرسال التفاصيل والوثائق المتوفرة حول قضية كتبت عنها سابقًا.. خلفيتها حالة محتجز على ذمة أحداث عامة طال احتجازه بدون إحالته إلى الجهات القضائية في حين أن آخرين كانوا بجانبه تم تحويل قضاياهم إلى النيابة العامة وأطلق سراحهم وفق إجراءاتها, واستثني هذا الذي لا حول له ولا قوة. بعد ستة أيام من الإرسال أبلغت بوصول المحتجز وملفه إلى النيابة لينهي فصلًا قاتمًا من حجز مجهول الملامح و النتائج. والشاهد هنا لافت ومهم وهو تتبع ما ينشر عن المظلومية الحقوقية وليس فقط انتظار وصول قضيتها على البريد الإلكتروني المعلن في صفحة الأستاذ نصر طه على «الفيسبوك». والأمنية ألا يتوقف هذا السلوك وأن يتحول إلى تقليد دائم ومشرع نفعه عام وأيضًا خاص بالضعفاء الذين لا تتوفر لهم السبل فضلًا عن انقطاعها بهم إذا ما وجدت.
• بهذا الصدد لست مع ما قاله نصر طه في صفحته الاجتماعية عن وصول رسائل ممن سبق وأرسلوا معلومات عن قضايا تسأل عما تم بخصوص وأنه لا داعي لذلك ومن تتحرك قضيته سيلمسه مباشرة, لست معه في هذا؛ لأن وراء كل قضية قلوب مشغولة ونفوس مكسورة تنتظر قشة أمل تتعلق بها. وأقترح أن تكون هناك تطمينات أو توضيحات مُزمّنة ترسل بين فترة وأخرى لمن ينتظر ردًا. قد يكون جهدًا مضافًا؛ لكنه إنساني مهم.
• وربما يصلح لي القول بأن مثل هذا السلوك لا يختلف نسقه في إحياء الآمال عن «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا». كما أننا عطشى لسلوكيات تنعش إنصاف كل ذي حق بلا مفاضلة أو محاصة تبتني طريقها على حسابات ضيقة يدأب عليها كثيرون بشكل هلع وشاذ واضعًا للإنصاف قوانين خاصة لا تنتج غير ظلم جديد وإضافي.
• وثمة تشابه مع الاستحداث الإيجابي لـ نصر طه مع ما أعلنه محافظ البيضاء الظاهري الشدادي بأن التغيير في مناصب أجهزته المحلية لن يأخذ بقوائم الوصاية مسبقة الصنع والمبنية على أي مواقف سياسية أو خاصة. وكان أول بلاغ للناس في البيضاء أن النزاهة والمهنية هما معيارًا التغيير والأداء.
• دفقات الأوكسجين تلك إذا ما تكاثرت صارت غلافًا جويًا واقيًا وعازلًا لعمليات اللهاث وتسارع الأنفاس التي يغويها فأس العمى والمزاج عن الصواب.
في الأربعاء 14 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 11:32:38 م