مضمون التغيير وراء محاولة اغتيال د. ياسين
بقلم/ عارف الدوش
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 7 أيام
الثلاثاء 11 سبتمبر-أيلول 2012 01:10 م

• الدكتور ياسين سعيد نعمان أمين عام الإشتراكي مستشار رئيس الجمهورية شخصية وطنية جامعة في هذه المرحلة يتفق حولها أغلبية أبناء اليمن بمختلف توجهاتهم السياسية فالرجل يتمتع بميزات المفكر والسياسي المتمكن والشاعر والكاتب والروائي، فمحبيه وخصومه يرون في أطروحاته ومواقفه الصدق والموضوعية ومصلحة الشعب والوطن وهو الرجل الذي يقود تيار الحداثة الواسع في اليمن وفي قلب هذا التيار «الحزب الإشتراكي اليمني» وتيار الحداثة اليوم يحمل مشروعاً وطنياً واضح المعالم للتغيير والدكتور ياسين من خلال تواجده في قلب العملية السياسية الجارية المناط بها إعادة تشكيل الوطن وبناء نظامه السياسي هو المتحدث والمعبر عن تيار الحداثة وتفاصيل مشروعة للتغيير وهو أيضاً صاحب مواقف واضحة وجريئة فيما يتعلق بإعادة الاعتبار للمشروع الوحدوي الذي تم وأده بحرب صيف 94م وإعادة بناء النظام السياسي لليمن بما يحقق مفهوم الشراكة الوطنية على مستوى الوطن اليمني، ويمتلك الرجل مقدرة فائقة لإقناع الآخرين .

وفي صدارة مواقفه النضالية ما يتعلق بمضمون التغيير والثورة ونوعية النظام السياسي القائم على العدل والشراكة الوطنية لخدمة الأغلبية الساحقة من أبناء الشعب وليس الأقلية الحاكمة التي ظلت مستحوذة على السلطة والثروة لأكثر من 33عاماً بل منذ الإنحراف بالمشروع الوطني لثورة الـ26 من سبتمبر، ومن هنا فإن اغتيال الدكتور ياسين أو تغييبه عن المشهد السياسي يربك الأوضاع ويخلط الأوراق ويستهدف مضمون التغيير الجاري التحضير له بعد إن اتضحت معالمه بما تقدم به الحزب الإشتراكي \\\"مشروع الـ12 نقطة الخاصة بالقضية الجنوبية\\\" والتي اقرها اللقاء المشترك وناقشتها اللجنة الفنية للحوار وحولتها إلى 20 نقطة ورفعتها إلى رئيس الجمهورية الذي وافق عليها ووعد بالبدء بتحويلها الى إجراءات تنفيذية. • أن القوى المناهضة للتغيير بمضمون وطني يخدم الأغلبية الساحقة من أبناء الشعب تلجأ دوماً الى أساليب غامضة وخطط سوداء تُصنع في مطابخ الخسة والغدر لإستهداف الرموز الوطنية والقادة التاريخين الذي يحملون مشاريع التغيير بمضامين وطنية وتقول لنا الوقائع التاريخية القريبة والبعيدة أن عمليات الإغتيالات التي نالت رموزاً وطنية تختلف في أدواتها لكنها تتفق في هدفها النهائي وهو إعاقة مضمون التغيير لصناعة مضمون آخر مشوه يناسب تلك القوى التي تشكل أقلية في المجتمع اليمني لكنها متربعة على الحكم بواجهات عسكرية أو مدنية .

فهذه القوى هي التي تآمرت ونفذت عبر أدواتها القذرة عمليات اغتيالات دنيئة ضد قادة ورموز وطنية مدنية وعسكرية حملت مشاريع التغيير بمضمون وطني وناضلت من أجلها بصلابة واكتسبت حب الناس وقامت هذه القوى بخطف مضامين التغيير وحرفها لصالحها فمنذ المعارك الضارية في مرحلة الستينات لتثبيت النظام الجمهوري والمحافظة على الثورة وحتى إعادة توحيد الوطن في التسعينات نفذت قوى البغي والعدوان وهي الأقلية المناهضة للتغيير بمضمون وطني العديد من عمليات الإغتيالات لرموز وطنية وقائمة الأسماء طويلة أبرزها \\\"عبد القادر سعيد وعبد الرقيب عبد الوهاب وصحبه قادة انتصار السبعين ومحمد أحمد نعمان\\\" النعمان الأبن \\\" أحد أذكى القادة التاريخين في اليمن وإبراهيم الحمدي أحد أخلص قادة اليمن التاريخين في بناء دولة النظام والقانون وسالمين وفتاح والعديد من ابرز قادة ومناضلي الثورة اليمنية في الشمال والجنوب.

• ومن الأحداث الطرية في العقول والوجدان المؤامرة الخبيثة التي جرى تنفيذها ضد المشروع الوحدوي اليمني وكيف تم ذبح الوحدة وتحويلها إلى مشاريع نهب وإقصاء وقتل وتدمير من خلال حرب صيف 94م ولازالت أساليب استهداف القيادات الوطنية واغتيال المئات منهم حاضرة في الأذهان وكل ذلك كان استهدافاً لمضمون مشروع الوحدة اليمنية الذي جاء حالماً يتحدث عن التعددية السياسية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وتوحيد الجيش وإخراجه من المدن والمواطنة المتساوية وتوزيع الثروة التوزيع العادل فتم الإجهاز عليه بحرب ظالمة مشئومة وجرى تغيير مضمون المشروع الوحدوي الذي تحول الى مشروع نهب وفيد وقتل وإقصاء وصولاً إلى مشروع التوريث الذي قضت عليه إلى الأبد الثورة الشبابية الشعبية السلمية.

• ومحاولة اغتيال الدكتور ياسين سعيد نعمان تأتي في سياق استهداف مضمون التغيير القادم الذي بدأت به الثورة الشبابية السلمية بإقتلاع رأس النظام و من أبرز أهدافها إعادة بناء النظام السياسي على أسس جديدة تؤدي إلى دولة مدنية ديمقراطية حديثة يتساوى فيها جميع أبناء اليمن أمام النظام والقانون بما في ذلك إعادة الإعتبار للمشروع الوحدوي اليمني الذي جرى القضاء على مضمونه الوطني بحرب صيف 94م والدكتور ياسين من موقعه أميناً عاماً للحزب الإشتراكي اليمني وشخصية وطنية جامعة في هذه المرحلة أحد أبرز الداعيين إلى ذلك والمناضلين من أجله بصلابة ومن هنا فإن مضمون التغيير ومضمون الثورة الشبابية هو الذي كان وراء محاولة اغتيال الدكتور ياسين في قلب العاصمة صنعاء ولمن يحاول التشكيك أو أخفاء الحقائق حول محاولة الإغتيال فإنه يسبح في فلك القوى المناهضة للتغيير فقد أكد الدكتور ياسين سعيد نعمان أن النقطة العسكرية التي أطلقت النار عليه كانت تعتزم اغتياله فلو لم يرفع المرافق بندقية رجل النقطة العسكرية المكلف بالمهمة الذي وصفه الدكتور ياسين بأنه كان مضطرباً وعدوانيا ومتحفزاً للقتل عاليا لما طاش الرصاص ولأستقر في جسد الدكتور ياسين.

• بإختصار شديد هناك قوى مناهضة للتغيير بمضمون وطني ينتج عنه دولة مدنية ديمقراطية حديثة يتساوى فيها جميع أبناء اليمن أمام القانون وتحقق العدالة والتداول السلمي للسلطة ويعود فيها العسكر إلى الثكنات هذه القوى هي وراء محاولة اغتيال الدكتور ياسين لأنها ترى ان المشروع الذي يناضل من أجله قائد قوى الحداثة اليمنية الدكتور ياسين يشكل خطراً عليها فلجأت مطابخ الغدر والخسة والخيانة لهذه القوى البائسة إلى استهداف الدكتور ياسين وستواصل أعمالها الدنيئة وهي معروفة ومفضوحة مهما تسترت فشعبنا يعرفها وهي قد تعودت تقتل القتيل وتمشي بجنازته.

• وأخيراً ليعلم أوغاد مطابخ الإغتيالات أن الزمن تغير .. وأن ثورات الربيع العربية التي كسرت حواجز الخوف والخنوع واقتلعت الحكام العسكر المستبدين وحلفائهم سائرة في إرساء حكم مدني ديمقراطي وعليه فإن كشف العناصر والقوى التي تقف وراء محاولة إغتيال الدكتور ياسين أصبح مطلباً شعبياً لن يتنازل عنه أبناء الشعب الذين خرجوا في مسيرات الحب والتضامن والشجب والتنديد في أكثر من محافظة ولا نامت أعين الجبناء خفافيش الظلام.