هل يتذاكى المشترك ؟ أم يتغابى صالح
بقلم/ عبد الملك العامري
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 26 يوماً
الأحد 20 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 04:40 م

منذ أن بزغ فجر التعددية السياسية والحزبية في يمننا الجريح قبيل إعلان الوحدة وإن كانت هذه التعددية على الطريقة الصالحية المقيتة إلا واستمرأ صالح اللعب على الحبلين وبطريقة الثعالب البرية التي تموت برهة من الزمن عندما يحدق الخطر بها لتعود بوحشية كاسرة كلما تسنح الفرصة وتعيد لها روح الحياة من جديد .

سيناريوهات صالح الماكرة الخبيثة المتجردة من كل المعاني الأخلاقية والعرفية والإنسانية تتكرر كل يوم وأصبحت أذناه لا تصدق ما قالته لسانه وإن كان يسميه ذكاءً سياسياً ورقصاً على رؤوس الثعابين

صالح مناور تعود الشعب أكاذيبه وأصبح الطفل الذي لا يعرف عن صالح شيء يقول لك الرئيس الكذاب لكن الشعب ليس بيديه حيلة وأنا هنا أتكلم عن ما قبل الثورة السلمية الرائعة وقد أدى الواجب الذي عليه أي الشعب في انتخابات 2006 م وقد تمثل هذا الواجب بالفوز الحقيقي للمرحوم المهندس فيصل بن شملان رائد التغيير في اليمن وصاحب مبدأ رئيس من أجل اليمن لا يمن من أجل الرئيس غير أن صالح تغالب على أمره وبسابقة خطيرة كادت أن تُدخل اليمن في أتون حرب طاحنة وهدد بإحراق القصر الجمهوري وبضوء أخضر من وزراء خارجية أوربا حُسمت الانتخابات لصالح اللاصالح واستفرد بالكرسي من وقته بدون استحقاق شرعي أو حتى سياسي .

من حينها أدرك الرجل حقيقة حجم معارضيه وبالأخص حزب الإصلاح وأنا هنا أركز في حديثي عن تلاعبات صالح بعقل الشعب اليمني وتلاعباته أيضا بالساسة من قيادة المشترك الذين نكن لهم كل التقدير والاحترام لما يحملوه من رؤية إنقاذ وطنية تجسد معاني الدولة الحديثة القائمة على أطر متزنة ومواطنة متساوية وحقوق مكفولة ومواكبة عصرية تحمل في طياتها ديمقراطية بالطريقة التي يكفلها الدستور والقانون وبالكاد أنا لا أتحدث عن ما قبل ولادة اللقاء المشترك الذي نهض بالمعارضة النهضة القوية في غضون سنوات قلائل لتقفز إلى منافس قوي وقوي جدا بوجه نظام قائم على سياسة

( فرق تسد ) فما قبل ولادة المشترك كان صالح يخلط الأوراق ويستخدم هذه ضد تلك وبدا هذا جلياً من بعد العام 90 م فقد تحالف مع كل خصومه بدون استثناء كان آخر هذه التحالفات في أول انتخابات رئاسية مع حزب الإصلاح

وكانت خطوة ذكية من التجمع اليمني للإصلاح لأنها اتفقت مع صالح على مجموعة محاور رئيسية من شأنها أن تساهم في تقدم البلد ديمقراطياً واقتصادياً وتنموياً مركزة حول نظرة مستقبلية إيجابية لليمن واليمنيين أولاً ثم يأتي الحزب ثانياً وليس لضعف كان يشعر به الإصلاح حينها كما يروج لها نواميس السلطة فالإصلاح بدأ قوياً وسيظل ولكن للأسباب سالفة الذكر وقد أثبت هذا التحالف للعالم أجمع على وجه العموم ولليمينين على وجه الخصوص وبالأخص الطبقة المثقفة أن الإصلاح لم يكن طامعاً في السلطة لذاتها إنما لمصلحة البلد وليكن على قمة هرم السلطة من يكن غير أن صالح استخدم ألاعيبه ومكره مرة أخرى ليصرح بعدها بأنه استخدم الإصلاح ورقة رابحة لا أقل ولا أكثر وهذا درساً آخر آمل أن يكون قد استفاد منه حزب الإصلاح .

بعدها بسنوات قليلة شاءت الحكمة اليمانية مكللة بعناية يد التدبير الإلهي أن يولد لقاءً مشتركاً يداً واحدة وفق رؤى متطابقة ومناظير سياسية وطرائق موحدة لاستعادة الحق اليمني الذي غُيب سنوات كثيرة فكان صاعقة نزلت على صالح وقد شهد بذلك كبار خصوم المشترك السياسيين قبل مناصريه فبدأت نهايته بالعد التنازلي وبدل أن كانت أحزاب المشترك كل يعمل بمفرده والنتاج الإيجابي كان أقل بقليل مما هو عليه الآن أصبحت يداً واحدة ويد الله مع الجماعة عندها بدأ صالح بالمناورة من جديد وأنشأ مجلساً وطنياً لمعارضة المعارضة تابع للسلطة يدين بدينه ويملي عليه صالح ما يشاء والكل يعلم هذا فكانت آخر انتخابات رئاسية نذير شؤم على صالح لأنه وبشكل دقيق عرف حجم خصومه السياسيين وأدرك أن الورقة الرابحة التي استخدمها قبل ذلك صارت عصية عليه أكثر من ذي قبل بعد ذلك راوغ في اتفاقات ما بعد 2006 م مع المشترك التي كفلت إصلاح السجلات الانتخابية وإعادة النظر في اللجنة العليا للإنتخابات وضمان حيادية الجيش ثم انقلب على الاتفاق المنعقد في فبراير مرة أخرى فكانت نداءات المشترك قبيل الثورة السلمية بالقيام بهبات شعبية خاف صالح منها كثيراً ثم أتى بعدها ما هو أخوف من ذلك ثورة سلمية ستقتلع علي صالح من جذوره طال الوقت أم قصر وانفضح أمام العالم فصار من بداية الثورة يراوغ ويكذب ويزيف الحقائق إعلامياً دون أي تقدم ملحوظ على أرض الواقع بدءاً بالمبادرة الخليجية والقبول بها ثم التراجع وعدم التوقيع بحجج وعلل واهية مستنداً إلى الشرعية الزائفة التي منحها نفسه بنفسه ؟ وللمرة الأولى والثانية والثالثة حتى الخامسة منها وهو يتراجع عن التوقيع لكسب الوقت ومازال الشعب يؤمل خيراً إلى اللحظة .

وكان آخر هذه المناورات ما سمعناه وشاهدناه على قناة 24 فرنس وهو يقول بأنه وبشكل قاطع قد وافق على مبادرة المجلس الخليجي برعاية مجلس الأمم المتحدة لكن ! ( عادت حليمة إلى عادتها القديمة ) وباعتقادي أن هذه آخر ورقة يستخدمها.

إن هذا الرجل قد كذب على الله وكذب على نفسه وعلى شعبه أيضاً وانكشفت سوءته للقاصي والداني ويا سبحان من يمهل ولا يهمل .

وقد عجبت كثيراً من تعليقه على الثورات العربية وبغباءٍ فاحش قال بأنها موجة وطفرة طرأت على الشعوب بل أعجب من ذلك عندما علق على مقتل نظيره القذافي بنوع من الإشفاق ثم هو يسير على منواله مستخدما طرائق القذافي في الإسراف في القتل غير أن صالح وبلاطجته وإعلامه زادوا على ذلك قتل النساء والأطفال الأبرياء علاوةً على أنهم يقتلون الميت ويمشون بجنازته.