حينما ألغت جمعة مبادرة الخليج جمعة الزحف
بقلم/ صلاح محمد العمودي
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 8 أيام
الخميس 08 ديسمبر-كانون الأول 2011 06:04 م

عندما أتى اليوم الذي تعطلت فيه مشاريع حيوية للبني آدم إبراهيم ألحمدي وتهيأ للتعاطي مع مشاريع صغيرة لتيس الضباط علي عبدالله صالح فقد دل ذلك على أن سياسة ضخ الريال السعودي إلى الجيوب الخاصة أتت أكلها وان عصر التخلف قد خطى مراحل متقدمة وانهالت عليه عروض التهليل والتصفيق حتى أن بعضهم لم يجد صعوبة في أن يصفق بيد ليقبض باليد الأخرى ,فتوارت أحلام وطموحات الشهيد إبراهيم ألحمدي وعادت أدراجها إلى صدور أتباعه أما صالح فبدأ من توه وفي غفلة من التاريخ يضع أول حجر أساس لإعادة سلطة الحكم العائلي من جديد بعد إن أصيبت بالتصدع في أركانها صبيحة أل 26 من سبتمبر 1962

ولان لكل دولة رجال حتى وان كانت هذه الدولة خطيئة كبرى كما وصفها مؤخرا احد ابرز صناعها ,فقد تداعى الخطاءون من كل حدب وصوب للالتحاق بركب دولتهم جمهورية الخطيئة الكبرى واخذوا يؤسسون لنهج الاخذ بالأسوأ في عالم الخطيئة والخطايا عبر مشروع متخلف تنتفع منه الحاشية ومن لف لفهم فتقاسموا تركة البلاد وولاءات العباد وفرضوا سيطرتهم على إبقاء الشعب خارج التغطية الوطنية وأصبح انصاف المتعلمين كبار رجالات الدولة وساستها لامتلاكهم مؤهلات على مستوى عال من التخصص ,فيما نافس اصحاب الشهادات الوظيفية العليا غيرهم على طابور المطبلين وحملة المباخر فأخذت الدولة الخطيئة تتسع وتتوسع أفقيا وراسيا في خطاياها حتى طالت الوطن كله بالطول والعرض فارتفعت أسهم معيشة الخطاءين على حساب لقمة الشعب الذي ساءت أحواله وتدهورت أوضاعه ووجد نفسه أسير واقع لن يقبل به حيا إن لم يكن مطبلا ومنصاعا لولاءات ونزوات الخطاءين ودولتهم التي كبرت وأنجبت دولا أخرى تورثها الأبناء على طريق ان تؤول الدولة كلها الى عهدتهم فيما ظل السكوت سيد الموقف من كل الاتجاهات والوجاهات طالما ان أمورهم سابرة حتى عندما حل الربيع العربي كانوا وبمساعدة الخريف السعودي قد انتهوا من مشروعهم الذي جعل من الشعب الذي يريد اسقاط النظام اقلية.

ومع ذلك اثبتت هذه الاقلية من الشباب الثائر الذي خرج وأشعل الثورة وقدم التضحيات وحقق ما لم تحققه المعارضة وأتباعها منذ انشائها وقضوا على مشاريع صالح في التأبيد والتجديد والتوريث ثم اسقطوه من الحكم ,ولو ان المخزون البشري الذي اكتسح الساحات فيما بعد ادار ظهره لمرجعياته وانضم لخيارات هؤلاء الشباب لسقط النظام بكله في الاشهر الاولى لكن الخوف من ذلك عجل بإصدار الاوامر واتخاذ القرارات بان يتم فورا قطع الطريق على الثورة قبل ان تذهب الى نهايتها وبدأت خيوط المؤامرة من اغراق الساحات بولاءاتهم البشرية لتنفيذ اجندة تحويل الثورة الى ازمة , فمن غير المعقول ان ترى شعبا بالملايين في الساحات تعقد الصفقات من اجل اهدار دمه ,وإرادته منصبة فقط على تسمية الجمع وترديد الشعارات بعد الصلاة في الستين ومسيرات ما يسمى بالحسم الثوري التي لا تتعدى ثلاثة كيلو متر ,هذه طريق المساومات وليس لها علاقة بانتزاع الحقوق والثورات التي تنشد التغيير الجذري ,

من حق بعض ساسة المجلس الوطني لقوى الأزمة اليمنية وقادة المشترك وتوابعه وإخوانهم من الرموز الأخرى على كافة ألوانهم برمجة أسلوب تعاملهم مع قضايا مجتمعهم على طريقة الأخذ بالأولويات وهي سمة تميزوا بها عن أقرانهم في الدول الشقيقة الذين وقفوا مع ثورات ربيع شعوبهم في خندق واحد لا خيار غيره حتى اجبروا الطغاة وأنظمتهم على الرحيل .

ويعود فضل ذلك التميز إلى معاصرتهم وعيشهم تحت جلباب عهد الإمام احمد ومن بعده الإمام علي وفي ظل هيمنة سعودية على مشاريع تطوير التخلف المستدام وخطط عدم الاستقرار الإستراتيجية وتمويلها بشيك مفتوح ميزانية سياسات (إلا تقم للدولة قائمة) واستبدالها بمراكز قوى ونفوذ متعددة ومختلفة قابلة للتعاطي مع سياسة إنتاج التخلف وطاردة للمتغيرات الحديثة ومانعة للتشكل الشعبي المؤدي لثورات حقيقية مؤثرة تفرض إرادتها وتحرم الوصاية والحوار باسمها.

 على الشعب اليمني إذا ما ظل هكذا مستسلما لنزوات وألاعيب النخب والساسة المتواطئين مع السعودية التي لن تترك الشعب اليمني وشأنه ,عليه أن يؤجل بكاءه إلى وقت ليس ببعيد فيه الكثير من المفاجآت المبكية مصدرها افرازات ما بعد التوقيع على المبادرة الخليجية التي لم تنقذ صالح ونظامه فقط وإنما حافظت على عدته وعتاده وتركت له تقدير الموقف الذي يمسكه بيد وبالأخرى فزاعة الحرب ,ولكن ما بني على باطل فهو باطل , ومبارك للسعودية نصر تآمري جديد يضاف إلى سجل مؤامراتها ضد الشعب اليمني والفضل يعود للأيادي التي مازالت تأبى أن تمتد لشعبها وظلت ممدودة نحو الريال السعودي

amodisalah@yahoo.com