كيف نجا البرنامج النووي الباكستاني من مخططات إسرائيل والهند ؟ السعودية تحدد أقصى مبلغ يسمح للمقيمين بتحويله إلى خارج السعودية وعقوبة بالترحيل الفوري مفاجآت صحية حول تأثير البرتقال على الكبد والكلى رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع في أول مهمة دولية تبدأ بالقاهره وتمر عبر الإتحاد الأوروبي مجلس الأمن يوجه دعوة عاجلة للحوثيين تفاصيل لقاء وزير الخارجية السعودي مع نظيره الأمريكي بخصوص مستجدات المنطقة مؤسسة توكل كرمان تطلق برنامج تدريبي يستفيد منه أكثر من عشرة آلاف شاب وتأهيلهم لسوق العمل وتمكينهم عبر الذكاء الاصطناعي مؤشر السلام العالمي.. اليمن الدولة الأقل سلاماً في المنطقة والكويت الأكثر سلمية توكل كرمان في مؤتمر دولي: الفضاء الرقمي منصة قوية للوحدة والمناصرة والتغيير العالمي 3 صدامات عربية… مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة
تمر الأمة الإسلامية اليوم على مفترق طرق والكرة اليوم مرمية بحاجة لمن يسيطر عليها, فبعد هذه الثورات المباركة أصبحت بعض البلدان العربية فارغة بحاجة إلى من ينهض بها في كل المجالات, ولكن السؤال الذي يطرح نفسه, لماذا خرج الناس إلى الشوارع؟ وما مطلبهم؟ وماذا يريدون؟
فالجواب: خرجوا يطلبون التغيير.
وسؤال آخر يطرح نفسه:
من يصنع التغيير ومن القادر عليه وهل يصنع التغيير قادة أم جماعة و مؤسسات؟
فالجواب:
لو بحثنا في تاريخ البشرية مسلمها وكافرها من يصنع التغيير ومن يحدثه؟ لوجدنا صراحة أن التغيير لم يصنعه إلا قادة متميزون, وإن المتأمِّل للتاريخ الإنسانيِّ يجد أن أعظم الأحداث وأكبر التحولات التي جرت فيه كانت من صُنع قادة أقوياءَ ولنأخذ على ذلك أمثلة:
أول مثال لذلك محمد صلى الله عليه وسلم أول قائد وأول مغير للبشرية, فهو صانع المثالية بين البشرية بمنحة من ربه عز وجل.
ولقد برز القادة العظماء الخلفاء الأربعة رضوان الله عليهم في الحفاظ على هذا التغيير العظيم في تاريخ البشرية.
ثم ضعفت الولاية شيئاً فشيئاً حتى جاء القائد العظيم عمر بن عبد العزيز والذي استطاع أن يغير في فترة وجيزة سنتين وخمسة أشهر حتى جعله البعض الخليفة الخامس, في حين انه لم يبلغ الأربعين من عمره.
ومن القادة في التغيير صلاح الدين الأيوبي والذي حرر بيت المقدس من أيدي الصليبيين وأسقط حكم الفاطميين الخونة.
ومن القادة أيضاً محمد الفاتح والذي فتح أسوار القسطنطينية فنعم الفاتح لها كما قال عليه الصلاة والسلام.
والقادة العظام الذين صنعوا التغيير في سالف الزمان كثر لا يكفي المقام لذكرهم وسنذكر بعض المعاصرين:
منهم على سبيل المثال تركيا وصلت إلى الحضيض بفعل العلمانيين حتى قيض الله قائداً بطلاً لا يخفى على الجميع أردوغان فأحدث التغيير المستحيل وجعل تركيا في مصاف الدول المتقدمة, وفي ماليزيا جاء رجل اسمه مهاتير محمد رفع بلاده من التخلف إلى الحضارة ومن الانحطاط إلى الرقي, وفي أفريقيا نيلسون منديلا نهض ببلاده وقضى على العنصرية, وغيرهم كثير....
إذا فإنك حين ترى وتقرأ عن حضارة من الحضارات لا بد أن يُذكر فيها قادة متميزون كان لهم الفضل في صنع الحضارة, ولم نسمع يوماً أن حزباً أو جماعة أو طائفة صنعت التغيير بدون قائد متميز ومبدع ومثالا يحتذى به كما قد يعتقد البعض, فلم يصنع التغيير إلا قادة عظماء, ولا يعني هذا أن القائد صنعه بمفرده بل صنعه ومعه جماعة قوية تحمل الأفكار والطموحات التي يحملها القائد فاليد الواحدة لا تصفق.
لكن السائد اليوم لدى كثير من المؤسسات والأحزاب هو ظنها أنها قادرة على التغيير, مع العلم أن هذه المؤسسات والأحزاب لا يقودها قائد يحمل المواصفات المؤهلة لجعله صانعاً للتغيير!! وقد تخلت هي بنفسها عن مثل هؤلاء القادة بحجة العمل المؤسسي مع العلم أن العمل المؤسسي يفشل إذا انعدم القائد القوي الجماهيري الذي يلهب الجماهير بحماسه, وتسري الروح في جسده, وفيه من الحماس والحيوية والطاقة المتجددة والشجاعة والحب لفكرته ما تجعله قادراً على صناعة التغيير بقوة فائقة, فإذا غاب القائد, من سيقنع الناس بالفكرة؟ فلا يستطيع الفرد التغيير من موقع الفرد والجندية, فالناس بمجموعهم لا يقتنعون بفكرةٍ من فرد بعكس القائد, فهو أقوى في إيصال الفكرة والهدف إلى قلوب الناس, وأقرب إلى الحقيقة والتصديق.
فمن يظن أنه سيحدث التغيير بدون قائد فهو واهم, والأمة الإسلامية في هذه الأيام متعطشة إلى قائد يقودها, والدليل على ذلك السعادة التي تغمرها حين يسجل زعيم من الزعماء موقف معين كموقف أردوغان في دافوس وموقف زعيم قطر في حرب غزة, فكم سعد الناس بهم وعظمهم, وهي مواقف, فكيف لو انبرى زعيم أو قائد لحمل قضايا الأمة بأكملها وضحى من أجل ذلك, أما الجماعات والمؤسسات فهي كثيرة التي تحمل هم الأمة لكنها ليست مؤثرة ولا قدرة لها على التغيير, وحين جاء الرئيس محمد مرسي وبدأ يصرح بعض التصريحات تفاءلت الأمة الإسلامية ورفعت رأسها قليلاً, ولعله يكون قائد الأمة في المرحلة المقبلة كونه معتز بدينه وفكرته ومبادئه لا يعرف الانهزامية ولا التبعية ولا الاستسلام.
فهل تراجع هذه المؤسسات والجماعات والتكتلات مواقفها من بناء أنفسها بناء حقيقياً, فلو نظرنا إليها على حالتها الحالية لوجدنا صعوبة التغيير بداخلها فضلاً أنها ستغير خارجها, ولو كان لها قائد يقودها فبتغييره ستغير السياسات الخاطئة برمتها للمؤسسة.