ما لا يعرفه العرب عن فوائد زيت الزيتون وعجائبه في جسم الإنسان الضالع: وفاة شابة ووالدتها غرقاً في حاجز مائي غلاء عالمي لأسعار الغذاء إلى أعلى مستوى ست مواجهات شرسة ضمن بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز إستعدادات كأس الخليج.. لجنة الحكام باتحاد كأس الخليج العربي تجتمع على هامش قرعة خليجي 26 أول رد من المجلس الرئاسي لوزارة الدفاع السعودية بخصوص مقتل وإصابة جنود سعوديين بحضرموت تقرير: مليون يمني ألحقت بهم أمطار هذا العام أضراراً متفاوتة وضاعفت مخاطر الإصابة بالكوليرا ضبط عشرات الجرائم في تعز والضالع خلال أكتوبر حزب الإصلاح يتحدث لمكتب المبعوث الأممي عن مرتكزات وخطوات السلام وأولوية قصوى أكد عليها المسلمون في أميركا صوتوا لمرشح ثالث عقاباً لهاريس وترامب
حاوره/ دنيز يمين
ردّد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مراراً على مسامع خصومه، شباباً ومعارضة برلمانية: «سنواجه التحدي بالتحدي»... شعار المرحلة لم يتغير بعد إصابة الرئيس وتعافيه، فلغة التصعيد والتحدي لا تزال على حالها، رغم تبدّل الأسلوب. فبعدما كانت مواجهة أمنية عسكرية قبلية قبل حزيران الماضي، هي اليوم مواجهة صارخة بين عنوانين سياسيين اثنين: المبادرة الخليجية بمواجهة المجلس الانتقالي الثوري. معادلة يوافق عليها الأمين العام السابق للتنظيم الناصري (أحد مكونات المعارضة البرلمانية) في اليمن وعضو لجنته المركزية حاليا، عبد الملك المخلافي، الذي شارك «السفير» تقييمه للثورة اليمنية، مستفيضاً في تفنيد الدورين السعودي والأميركي اللذين «يحاولان تعويم المبادرة الخليجية ونظام العائلة على حساب مطالب الشارع».
- ما الذي أعاد المبادرة الخليجية إلى طاولة البحث بعد كل ما حصل من تطورات في اليمن، كان آخرها إصابة صالح، الذي لطالما رفض توقيعها، في هجوم على مسجد قصر الرئاسة الشهر الماضي؟
* النظام اليمني يناور بمساندة أميركية - سعودية ليتاح له فرصة استعادة زمام المبادرة والخروج من الأزمة أقوى وخرق صفوف الثورة. كل المبادرات السياسية، بدءاً بأول مبادرة بعد «جمعة الكرامة» والتي تضمنت تنحي صالح، سمحت بإعطاء الوقت للنظام للملمة نفسه. وهذا هو اليوم التوجه السعودي-الأميركي. اعتقد ان هناك سمتين متناقضتين للثورة الحالية: اولاً، لم يسبق لأي حدث يمني ان حظي بهذا الإجماع الوطني الهائل. ثانياً، رغم سقوط النظام، مؤسساتياً وشرعياً (انتهاء مدة المجلس الدستورية بعد انسحاب اكثر من 120 من أعضائه، استقالة هيئة رئاسته وإصابه رئيسه، غياب رئيس الحكومة..)، يظهر وكأنه باقٍ. في الواقع، هناك سعي اميركي - سعودي إلى تغطية القوة العارية من المشروعية لأقرباء صالح وأبنائه، ويريد الطرفان الخارجيان تشريع هذه القوة وتعويم المبادرة الخليجية والإبقاء على النظام ولو بدون شخص صالح، ومن ثم القبول بحكومة مشتركة مع حزب المؤتمر الحاكم لتغطية الانقلاب على الدستور، وهذا ما لن يقبل به الثوار.
- هل هناك تفويض أميركي للرياض بتسوية الأزمة أم أن المسؤولين الأميركيين باتوا على تماس مباشر مع مكونات الداخل، بدءاً بزيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان الى صنعاء وصولاً الى جولة مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الإرهاب جون برينان بين الرياض وصنعاء؟
* السعودية ضد التغيير عبر الثورة في اليمن وضد اي ثورة في الوطن العربي ككل. هناك خلاف داخل المملكة حول شخص صالح ولكن القرار يعود لجناح الملك عبد الله وهو مع خيار حماية صالح. أما أميركا فهي قالت بوضوح انها مع الموقف السعودي، بعدما ساد التباين بين الطرفين إبان الثورتين التونسية والمصرية. وبرز هذا التلاقي جلياً على لسان فيلتمان، عندما سألته المعارضة اليمنية «ماذا سيكون موقفكم اذا رفض النظام المبادرة الخليجية؟»، فقال «نحن وراء الموقف الخليجي»، اي السعودية. ان الجولات الأميركية اليوم تروّج للموقف السعودي (كلينتون تولت تسويق المبادرة والموقف السعودي في ابو ظبي مؤخرا) والحديث كله يدور حول تأييد المبادرة، ولو تعددت نسخاتها وفقدت مصداقيتها.
- ماذا يمكن للثوار والمعارضة ان يفعلوا إزاء هذا التدخل الأميركي - السعودي والسعي إلى تطبيق المبادرة لا محالة؟
* هناك رفض تام من قبلنا لهذا التدخل الذي انتهك السيادة اليمنية لسنوات. ويكفي التذكير بما قدمه صالح للأميركيين تحت شعار «مكافحة الإرهاب» حين سمح لطائرات أميركية بدون طيار بقتل الناس، وهذا ما فضحته وثائق «ويكيليكس»، فضلا عن إعطاء السلطة اليمنية رخصة لوكالة الاستخبارات الأميركية لتدريب عناصر الحرس الجمهوري، وغيرها من الممارسات. الحلّ؟ علينا كقوى تغيير أن نترك المبادرات ونفرض أمرا واقعاً. والآن، يدور حوار بين قوى التغيير (الحوثيين، الحراك الجنوبي، اللقاء المشترك، الشباب، المغتربين، القبائل، المشايخ) من اجل قيام ائتلاف وطني للتغيير لتشكيل مجلس ثوري انتقالي.
- ولم رفض المبادرة الخليجية من قبلكم والكل يعلم أن أي قرار في اليمن يأخذ الإرادة السعودية في الحسبان؟
* ببساطة، إن المبادرة لا تنطبق على الدستور اليمني. فليس هناك ما يسمى بـ«نقل الصلاحيات إلى نائب الرئيس» في الدستور، لأن «نقل الصلاحيات» يعني الإبقاء على صالح في الرئاسة. يمكن اختصار ما يجري اليوم بمعادلة واحدة: المبادرة الخليجية مقابل الثورة ومجلسها الانتقالي.. نتوقع تصعيداً أكثر مع التدخل الأميركي - السعودي، إذ لا يمكن لليمن أن يكون سعيداً وسعودياً في آن معاً.
- لماذا على الشعب اليمني أن يثق بالمعارضة الحالية وهي التي كانت شريكة صالح في السلطة في كثير من المراحل السابقة؟
* سيثقون بالمعارضة لعوامل عدة: أولا، معارضتنا حقيقية، فالأحزاب على تفاوتها قطعت علاقتها مع النظام منذ تأسيس «اللقاء المشترك» عام 2000. ثانياً، أن المعارضة واجهت بأحزابها النظام ومهّدت للثورة مع اتفاقها على «وثيقة الإنقاذ» التي جمعت بين اليساريين والإسلاميين والقوميين، ولا تتنافى مع مطالب الشباب الحالية لجهة قيام دولة يمنية مدنية ديموقراطية. ثالثاً، إن مرحلة «العسكرة» انتهت في اليمن ولن يكون هناك حكم من حزب واحد. جربنا العسكر والحكم العقائدي والانفصالي وكلها سقطت، لذا لن نسمح كمعارضة بتكرار التجربة.
- من البديل عن صالح ويكون قادراً على قيادة المرحلة المقبلة؟
* سنعمل على قيام نظام برلماني سيفرز وضعاً قيادياً جديداً. لن يكون لدينا زعيم ملهم كما لن ننتظر القائد الرمز... نريد نظاماً ديموقراطياً والاختيار سيعود للناس. لكن على الأرجح أن يكون الرئيس المقبل من الجنوب لردّ الاعتبار للجنوبيين الذين ظلموا طيلة الفترة الماضية في عهد صالح. والأسماء ليست بعيدة عن كل قيادات المعارضة الجنوبية أمثال علي ناصر محمد، وياسين سعيد نعمان، ومحمد سالم باسندوة، وغيرهم.