حروب أمنية لا تلفت الانتباه!
بقلم/ عبدالرزاق العزعزي
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و 8 أيام
الثلاثاء 08 مارس - آذار 2011 08:52 م

منذ غضب شباب اليمن؛ شن النظام حروباً عدة لوقف التوجه الثوري الشبابي العربي من الوصول لليمن؛ ليظهر "صالح" مسيطراً على أمور شعبه أمام الرأي العالمي، بيد أن الاستياء الذي تجرعه المواطن كان أقوى من كل المحاولات..

المثل الذي يقول "شبر مع الدولة ولا ذراع مع غيرها" لم يعد متداولاً الآن بعد الاستقالات التي قدمها الأحرار؛ تضامناً مع دماء الشهداء وتجاوباً مع ثورة الشباب، وأصبح أغلب الشباب لا يفتخر بوظيفته الحكومية..

حرب جسدية..

حرب الأجساد التي شنها بلاطجة النظام الذين تم استئجارهم بالتعاون مع بعض عقال الحارات ورؤساء وأعضاء المجالس المحلية نجحوا في معارك عدة بعد قتلهم وجرحهم كثير من الشرفاء، لكنهم فشلوا في قتل الروح المعنوية للثائرين..

الشعب اليمني بطبعه عنيد ولا يخاف الموت ليدافع عن كرامته التي شعر أنه فقد جزء منها لحظة سقوط القتلى والجرحى العُزّل بسبب ممارسات القمع التي استخدمها النظام..

كيف استطاع "صالح" أن يعطي الضوء الأخضر لقتل شعبه خصوصاً أبناء عدن؟

حرب مادية..

ستون ألف درجة وظيفية قدمها صالح ليشتري بها غضب الأحرار الشباب.. لم يكن يدرك أن الوقت انتهى، وأنه لم يعد يشرفهم العمل تحت مظلة النظام القائم..

لم يكن يدرك أن الشعب اليمني الحر لا يشتري بأي ثمن "لا أتحدث عن أتباع مستفيدون من بقاء النظام الفاسد لمصالحها الشخصية فقط، لكني أتحدث عن شعب يهتم كثيراً لمستقبل أطفاله"..

بغباء؛ توقع "صالح" أن ما دفع الشباب للمطالبة برحيله هي الوظائف التي تعد من الأحلام غير المحققة لهم.. وتناسى أن أغلب حياتهم مليئة بالآلام والمعاناة، ملبدة بالحسرات.. مغطاة بدمع ترفض الذل حين يأتي عسكري البلدية ويرمي بسطات الشباب لنثر ما عليها من بضاعة لتداس بأقدامهم..

تناسى أن الألم يولد فينا منذ نفتح أعيينا ولا نجد تأمينا لحياتنا.. ويزداد كلما ذهبنا إلى المدرسة وليس في جيوبنا قيمة ساندويتش أو ورقة الامتحان.. وازداد أكثر بمجازركم التي ارتكبت ضد الأبرياء في صنعاء وتعز وعدن والحديدة والبيضاء وصعدة..

الآن فقط جاء صالح ليشعُر بنا ويعوضنا؛ بدرجة وظيفية فقط!.

حرب نفسية..

بعد فشل النظام بأجهزته الأمنية بالحروب التي شنتها ضد المعتصمين في ساحات نضال الأحرار المطالبون بتنحي الرئيس عن الحكم؛ لقيام دولة مدنية ديمقراطية قائمة على أساس العدل والمساواة بين المواطنين ووقف الفساد السياسي والاقتصادي؛ لجأ لأسلوب الحرب النفسية التي يحاول بها زعزعة عزيمة الشباب وخلخلة نفسياتهم..

يأتي أحدهم مروجاً للحروب النفسية التي يشنها النظام لإطفاء الثورة فيقول: (اللقاء المشترك سرق الثورة الشبابية وسيعمل على تحقيق مصالحه فقط ويمهش الشباب)!!.

وثانٍ يقول: (الشباب الآن قوة ثالثة بالإضافة إلى الحاكم والمشترك، وإذا لم يستغل الشباب هذا الوضع ويقبل بالحوار فإنه فيما بعد لن يشكل أي قوة)!!.

وثالث يستهدف طلاب الجامعات وناشطي المجتمع المدني فيقول: (ستتحول اليمن لدولة إسلامية ذات طابع أفغانستاني وستنتهي كل مظاهر المدنية والتحرر التي شهدته اليمن)!!.

ورابع يدّعي الوطنية ويستخدم العاطفة بقوله: (إذا سقط النظام فإن اليمن ستنفصل وستشهد انقسامات متعددة)!!.

وآخر يعزز بالقول (حميد الأحمر يسعى للحكم وستبقى اليمن قبلية إذا سقط النظام)!!

المروجون لهذه الحرب هم المتاجرون بدماء شهداء التغيير، الطامحون لتحسين وضعهم الشخصي، المستفيدون من نظام فاسد يجعل القانون تحت أقدام الكبار.. وهم بعض من الذين حاوروا "صالح" وأثّرت فيهم كلمات النظام..

المروجون لهذه الحرب يجب أن يدركوا أن النظام ساقط لا محالة وسيحاكمون لمحاولاتهم الرخيصة الهادفة لكسر عزيمة الشباب.. ويجب أن يدركوا أن أسمائهم مرصودة بقائمة عملاء الفساد والنظام القمعي..

رسالة..

لا حوار مع من شرّد الأسر في صعدة، ورمّل نساءها ويتّم أطفالها.. لا حوار مع من سمح لشيخ الجعاشن بتشريد أهالي القرية.. لا حوار مع من قاد اغتيالات سياسية جمة منذ توليه كرسي الحكم.. لا حوار مع من حرمنا من رائحة "اللحمة" ليزيد أرصدته والزمرة التي تحميه في البنوك الخارجية!..