نادي رياضي شهير في اوروبا يغادر منصة إكس.. احتجاجاً على خطاب الكراهية.. لماذا حققت بورصة أبوظبي أداء فائقاً ؟ لماذا تخفي إيران عن شعبها والعالم أن أحد منشأتها النووية السرية تم تدميرها خلال هجوم أكتوبر ؟ افتتاح مدرسة أساسية للبنات بمحافظة مأرب بتمويل جمعية خيرية فرنسية منصة عملاقة تقدم نفسيها كبديل ل X.. انضمام مليون مستخدم لـبلوسكاي في 24 ساعة تعرف على تقنية 4-7-8 لتقودك الى نوم هادئ وسريع الحوثيون وتنظم القاعدة.. تفاصيل اتفاق سري سينفذ في محافظة جنوبية وتعاون في مهام أمنية واستخباراتية ولوجستية قرار أمريكي ينتظر الحوثيين سيتخذه ترامب قريباً الكشف عن زيت دواء خارق لعلاج الأمراض وإزالة سموم الجسم بطريقة لا تتوقعة حملة نهب حوثية في صنعاء باسم دعم لبنان
أعلم بداية ان كل تلك الجماهير الرياضية ، التي توافدت على ملعب 22 مايو في الحبيبة عدن ، منذ الساعة الثالثة عصراً بكل ذاك الحماس وكل ذاك الابتهاج ، لحضور مباراة الافتتاح في العرس الخليجي رقم 20 ، قد خيم عليها الصمت واحتبست أنفاسها منذ الدقائق الأولى لمباراة الشوط الأول ، حيث كان الهدف الأول الذي جاء لصالح المنتخب السعودي ، ثم تطور الصمت ليصبح بعدها كآبة تخيم على الوجوه ، وألماً يعتصر كل من تابع أحداث تلك المباراة .
شخصياً .. كان التوتر يسيطر علي ، ويرتفع مع كل هدف يدك شباك منتخبنا ، مع أني لست رياضياً ، ولا أدعي لنفسي المعرفة بمجمل التفاصيل الفنية للرياضة عموماً ، ولكرة القدم بشكل خاص ، لكن أهمية الحدث ربما هي التي قادتني قسراً ، وجعلتني " أتسمَّر" وبشكل عفوي امام شاشة أبوظبي الرياضية – الناقل الحصري للحدث - قرابة الست ساعات وبشكل متواصل حتى نهاية الشوط الثاني من مباراة الافتتاح ، وهنا أصدقكم القول أنني كنت قد قررت عدم الاستمرار في كتابة هذه السطور بعد النتيجة " المحرجة " لنا كبلد مستضيف للحدث ، والتي قد يصفها البعض بأنها " فضيحة " كبرى ، لكنني تذكرت بأن الألم هو بوابة الأمل – كما يقال - ، ومن لم يذق طعم الألم يوماً فكيف سيعرف طعماً للنجاح ، حيث وبضدها تتبين الأشياء .
إن شعوري بالألم ذاك لم ينسني أبداً إحساسي بتلك البهجة وبذاك السرور ، وأنا أتابع وأشاهد كل تلك اللوحات الفنية الرائعة ، التي تجلت في افتتاح دورة خليجي 20 ، والتي رسمتها ونظَّمتها أياد مبدعة ، أظهرت لضيوف اليمن ولمشاهدي ومتابعي هذا الحدث الرياضي الهام ، ذاك الثراء العظيم وذاك التنوع والتعدد في ميراثنا الفني والحضاري في اليمن الحبيب ، والذي لا شك باننا نفاخر به كيمنيين ، فالأمة التي ليس لها ماض حضاري وليس لها تراث عريق ، أمة بلا تاريخ وبلا مستقبل .
إن ذلك الحضور الكبير واللافت للأنظار من قبل الجماهير الرياضية ، التي توافدت إلى أرض الملعب من مختلف مناطق اليمن لتشهد هذا الحدث التاريخي والعرس الهام - على الأقل - بالنسبة لتاريخ الكرة اليمنية ، ثم ذاك الحضور الإعلامي لمختلف وسائل الإعلام اليمنية ، المرئية منها والمقروءة والمسموعة والإلكترونية ، على اختلاف مشاربها واتجاهاتها السياسية ، في صورة حية جسدت لنا شيئاً آخر إيجابي يحسب لليمنيين بصفة عامة ، و لكرة القدم بصفة خاصة ، وهو أن ما فرقته السياسة في اليمن قد جمعته كرة القدم في مشهد يبعث على الارتياح لكل إنسان محب لليمن الواحد الموحد .
ولا ننسى أن الحدث لا زال في بدايته ، وأن الخسارة التي مني بها منتخبنا في الجولة الأولى ليست نهاية المطاف ولا نهاية الدنيا ، وما يدرينا فقد تكون هذه الخسارة هي سبباً رئيسياً في إحراز نصر قادم نتوخاه ، حيث وكلنا يعلم أن كرة القدم كلها مفاجآت ، ولا بد في النهاية من رابح وخاسر ، فلماذا نجلد ذاتنا كل هذا الجلد ، ولماذا نُحمِّل اللاعبين فوق طاقاتهم ، فإن أحرزوا نصراً وأهدافاً رأيناهم نجوماً في السماء ، وإن حلت بهم هزيمة أو عثرة رفعنا عليهم كل السياط الغليظة ، ووضعنا على أعيننا النظارات السوداء ولم نعد نرى سوى كل عيوبهم ، متناسين كل الإيجابيات الماضية والحاضرة ولربما حتى القادمة ، وهذا أمر لا يجوز بأي حال في تقديري .
ختاماً .. يجب أن لا تعلو وجوهنا الكآبة لمجرد بضعة أهداف – مع قسوتها – من الوهلة الأولى ، و لنتحلى جميعاً بروح الأمل وبالتفاؤل ، ولنكن أوفياء ومنصفين أدبياً ومعنوياً ، لكل تلك الجهود التي سهرت الليالي الطوال من اجل التحضير لهذا الحدث ، الذي أرى أن مجرد استضافتنا له يعد إنجازاً نفاخر به ، حتى لو خسرنا في جولة هنا أو هناك ..
ولا ننسى .. أن الألم هو بوابة الأمل .
* ومستشار للتحرير بمجلة المرأة والتنمية