الرحيل المُعمد بالدم
بقلم/ ياسر اليافعي
نشر منذ: 13 سنة و 7 أشهر و 21 يوماً
السبت 26 مارس - آذار 2011 06:50 م

كل المؤشرات والمعطيات على الساحة الداخلية اليمنية وعلى الساحة العربية تقول إن هناك عاصفة تغيير هبّت على الوطن العربي وسوف تقتلع كل الأنظمة الفاسدة, وقوة هذه العاصفة الشباب, فهم يصنعون بدمائهم الزكية تاريخاً مشرقاً للأمة العربية.

الرئيس علي عبد الله صالح لم يستوعب ما يجري, ولم يكن يتوقعه, فكل الدلائل اليوم تقول إن عليه الرحيل الآن وليس غداً, وخصوصا بعد مجزرة الجمعة في صنعاء وما لحقها من انهيار كبير لمنظومة حكمه العسكرية والحزبية والقبلية, لكن الرئيس هكذا يبدو أنه يعشق عبارة التعميد بالدم, فهو دائماً مايرددها على مسامعنا في كل خطاب له وفي كل موعضة ويفخر بقتل اليمنيين, فقد فخر بذلك وتفاخر كثيراً بقتلنا في الجنوب في حرب 1994م وظل يكرر ذلك على مسامعنا بشكل دائم وهو يردد عبارة "عمدنا الوحدة بالدم", مع إن الشع بفي الجنوب عمدها بالحب والسلام والتضحية والكل يعرف ذلك.

وفي صعده أيضا يطل علينا دائما ويقول إنه تم تعميد الجمهورية بالدم, ويتفاخر بأنه سفك دم أبناء اليمن هناك سواء كانوا من أبناء صعده أو من أبناء الجيش, ففي الأول والأخير هم يمنيون ومع الجمهورية ولا ندري سبب إشعال هذه الحروب وإيقافها باتصال هاتفي حتى الآن والأيام المقبلة وخصوصا مع الانشقاقات في صفوف الجيش والأمن سوف تبين لنا حقيقة ما جرى في صعده.

الرئيس, وأمام مجلس الدفاع العسكري, يهدد بحرب شبيهة بحرب 13 يناير 1986 المشؤمة, والتي دائما يكررها أيضا على مسامعنا ويعيّرنا بها وبشكل دائم في معظم خطاباته, وها هو اليوم يكشف عن وجهه الحقيقي ويهدد كل من خالفه الرأي بأن الحرب الأهلية على الأبواب, وأنه سوف يشعل حربا شبيهة بحرب 13يناير المشؤومة, وأنا أقول له هنا: لا تنهَ عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم. الشعب قد فهمك والله أمهلك كثيراً حتى يكشفك على حقيقتك للشعب, فلا خيار لك اليوم غير الرحيل المعمد بدم من قتلتهم منذ ما قبل توليك الحكم وحتى يومنا هذا.

أخيراً.. أناشد كل من تبقى مع الرئيس وخصوصا من قيادات الجيش أن يرجعوا إلى صوابهم, فأنتم تخدمون الشعب ولا تخدمون الرئيس علي عبد الله, وموقعكم بين صفوف الشعب وقد أقسمتم على ذلك يميناً، ما لم فأنتم ستتحملون المسؤولية الكاملة عن أي قطرة دم تسفك بسبب تهور علي عبد الله صالح ووقوفكم إلى جانبه وجرنا إلى حرب أهلية.

ومناشدة أخرى إلى شركاء اليمن, دول الخليج والجامعة العربية والاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية, وكل المنظمات الدولية أن يتدخلوا فوراً بالضغط على صالح لكي يرحل فوراً الآن وليس غداً؛ حتى يجنبوا اليمن وأهل اليمن الفتنة والحرب الأهلية التي يريد إشعالها صالح, وحتى لا تُسفك مزيد من دماء هذا الشعب.