التسامح والإخاء في القاموس البلطجي
بقلم/ مجيب الحميدي
نشر منذ: 13 سنة و 7 أشهر و 13 يوماً
الأحد 03 إبريل-نيسان 2011 08:07 م

في الثامن عشر من مارس أعلن بلاطجة صالح عن جمعة المحبة ووجهوا بعدها قناصتهم لارتكاب مجزرة جماعية في حق الشعب المعتصم في جمعة الحرية والكرامة، فسالت بالدماء أنهرٌ، وكانت الحصيلة قرابة ستين شهيد وأكثر من ستمائة جريح.

في جمعة البلاطجة للتسامح هددوا بالحرب الأهلية وتحويل اليمن إلى قنبلة موقوتة، وبدأوا بعدها بالتخطيط لسحب الجيش من جعار في أبين فكانت النتيجة أكثر من مائتي شهيد ومئات الجرحى.

وفي جمعة الإخاء كان التهديد واضحاً بالتضحية بالدماء والغالي والنفيس في البنك المركزي في سبيل حشد البلاطجة والمرتزقة من جميع محافظات الجمهورية زنقة زنقة دار دار، ولن يعجز النظام عن حشد عشرات الألاف من المرتزقة، ألم يقل البردوني:

أوما لكل مسلطِ

من يرقصون إذا قتل

ويطبلون إذا هذى

ويصفقون إذا سعل

أما خطيب جمعة الإخاء، فلم يغادر صغيرة ولا كبيرة في قاموس الشتائم والسباب الأخوي دون إيغال لسانه فيها، مهددا بالجهل فوق جهل الجاهلين، مؤكداً أن البلاطجة وحوش كاسرة وليسوا مرتزقة، وأنهم سيتصدون لمن يزحف للتظاهر أمام قصر الرئاسة تصدياً أخوياً تسيل فيه الدماء إلى الركب، ولم يألوا الخطيب جهداً في تشويه الثورة والدفاع عن مولاه الإمام، وبذات الصورة السمجة التي تذكرنا بقول الزبيري

كم ألبوا ضدنا آلاف ألسنة

تسومنا كل تجريح وتشويه

من كل مرتزق لو نال رشوتنا

أنالنا كل تبجيل وتنويه

وكل بوق أصم الحس لو نبحت

فيه الكلاب لزكاها مزكيه

و بمناسبة حديث الزبيري عن أساليب الأئمة البالية في تأليب الشعب ضد الشعب،فقد مارس بلاطجة الحاكم ذات الأسلوب بتجديد قاموسي فهذا التأليب لمحاولة إظهار انقسام الشارع يسميه البلاطجة \"إنهاء الانقسام\".

وقبل جمع التسامح والإخاء البلطجية بأسابيع كان بلاطجة الحاكم في تعز قد تداعوا إلي جمعة السلام، والتي أسفرت عن إلقاء قنبلة سلمية على المتظاهرين فسقط شهيدان وعشرات الجرحى.

ودائما لا ينسى البلاطجة الترجمة العملية للتسامح والإخاء بأداء واجب المحبة على منازل بعض الشرفاء الذين انضموا وأيدوا مطالب الشباب كالنائب الأسلمي والإعلامي عبدالغني الشميري واللواء السياني

ويقال أن الجمعة القادمة ستكون جمعة المحبة-الله يستر –.

يذكرني هذا الإبداع البلطجي في تجديد معاني التسامح والإخوة بملاحظة ذكرها النائب عبدالعزيز جباري في قناة اليمن عن مشاهدته للبلاطجة وهم يشهرون هراواتهم وقد كتبوا عليها\" نعم للحوار\"، ويبدوا أن البسطاء من الناس بحاجة إلى دورة خاصة في معاني مفردات القاموس البلطجي، ليدركوا معاني الدعوة إلى الحوار، ومحاربة الفتنة.

وفي مقابل هذه الترجمة البلطجية لمعاني المحبة والتسامح، تضفي الثورة الشبابية الشعبية على أكثر المفردات عنفاً مضامين سلمية حضارية راقية، فالجهاد في الداخل هو الجهاد المدني السلمي لنصرة الظالم بالأخذ على يده وحجزه عن الظلم وأطره على الرحيل أطراً سلميا، والثورة هي ثورة ناعمة أسلحتها الورود، وفتح الصدور عارية أمام قناصات التسامح والإخاء وهراوات الحوار وقنابل السلام، والزحف الذي ينشدونه هو زحف البقية الباقية من الشرفاء والأحرار في حزب الحاكم والمؤسسة العسكرية للانضمام إليهم والتطهر من إثم المشاركة في فساد استنزاف البنك المركزي، واستنزاف القيم والأخلاق وإفراغ المعاني الوطنية من مضامينها الحقيقية.

ثورة تعتمد على الرباط في ساحات الشرف والكرامة.

يتوقع الشباب أن تصحوا ضمائر البقية الباقية، وأن تأنف أخلاقهم عن قبض ثمن جماجم أبنائهم من ثروات أبنائهم وأحفاد وأحفادهم، وأن يربأوا بأنفسهم عن تقمص دور الشاة التي قال عنها الزبيري:

هي الشاة تتبع جزارها

وتنسى ببرسيمه ثارها

وتقمص دور الكباش التي قال عنها البردوني:

هذي الكباش الآدمية

باسم عالفها تناطح

لا يزال الشباب الحر يراهن على صحوة ضمائر هذه البقية الباقية التي يراهن صالح على تخلفها وجهلها وأنهم أقل مدنية من غيرهم من الشعوب الحرة الكريمة في مصر وتونس، لا يزال الأحرار في ميادين الكرامة ينتظرون زحف هذه البقية بعد أن تتحرر من إرهاب أضحوكة الفزاعات.

بلاطجة الأسد:

تتواصل جرائم بلاطجة الأسد بعد أن زينت له زبانتيه أن المرتزقة الذين خرجوا في شوارع دمشق هم أغلبية الشعب السوري، وأن المظاهرات التي خرجت في عموم مناطق سوريا لا تعبر عن الأغلبية، الأسطوانة المشروخة للفراعنة على مدى العصور(فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ ).

قال الأسد أنه لا يجب التسرع في الإصلاح، ومع ذلك يتسرع كثيراً في سفك دماء المطالبين بالإصلاح.