آخر الاخبار

وصول قاذفات نووية شبحية بعيدة المدى الى قواعد أمريكية بالقرب من إيران ووكلائها في المنطقة ... مشهد الحرب القادم مليشيا الحوثي تعترف بتدمير محطات البث وأبراج الاتصالات وخدمات الإنترنت في محافظتي صعدة وعمران .. تفاصيل حرب الجبال... ماذا وراء الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في اليمن؟ مقتل نحو 20 قياديًا حوثيًا في ضربة أمريكية استهدفت اجتماعًا بصعدة تدخل ملكي ...الامير محمد بن سلمان يوجه باتخاذ إجراءات لمعالجة ارتفاع أسعار العقار بالرياض إجراءات قمعية جديده تمارسها مليشيا الحوثي عبر مطار صنعاء الدولي .. تحت مسمى محاربة التجسس... اربع دول عربية تعلن أن غداً الأحد هو المتمم لشهر رمضان.. تعرف على الدول التي اعلنت ان غدا هو اول أيام العيد أجهزة الأمن السعودية تضبط يمني لاستغلاله طفلاً في عمليات التسول بطارية نووية قد تدوم مدى الحياة .. وداعا لعصر الشواحن العليمي: التحالف الجمهوري بات اليوم أكثر قوةواستعادة صنعاء صار أقرب من أي وقت مضى

جميل انت في الموت " جار الله"
بقلم/ جلال الشرعبي
نشر منذ: 9 سنوات و 3 أشهر و يومين
السبت 26 ديسمبر-كانون الأول 2015 11:42 ص
وداعا جارالله
سلام عليك يا صاحبي
إلی جنة الخلد أيها القريب من القلب والإنسان المرصع بالوفاء ، كم كانت فاجعتي برحيلك وكم صعقت من هول الخبر الذي تسلل إلی مسامعي دون استئذان ،
كنت في طريقي الی مكة لأداء العمرة حين سمعت النبأ الأليم ، تمالكت نفسي وبعد نفس عميق وغصة في القلب قلت لبيك اللهم عمرة عن صاحبي جارالله .
دعيت له من قلبي المكلوم بفراقه وكنت كل لحظة اتذكر ابنته البكر ذات الدم البهي والنكتة السحرية والبسمة التي تترجم روح جارالله .
هو أخ وصديق ورجل نادر في زمن الزيف الذي نعيشه وعندما يحب ويصادق يقدم حياته ثمن لصاحبه ..
أتذكرك يا صاحبي وليس لي من الذكرى غير الحسرات والالم .. 
أتذكر قلقك وشهامتك وخفة ظلك النحيل وأنت ترفع علم الجمهورية اليمنية المخطوفة في سد مأرب ..
لكني لا أهتم بالمتحاربين ولا المتحاورين لأَنِّي أعرف كيف يتلونون حسب المناخ وما اعرفه وأهتم به هو أنت البريء الصادق وأنت تعيش في داخلك ثورة الوطنية الحقة وروح الانسان كما خلقه الله بدون خبث ولا مكر ولا أصباغ .
أنت بالنسبة لي أهم من هذه الزعامات السياسية المتلونة أهم من كراسي السلطة ذات البريق الخادع لأنك نقي القلب والسريرة ، شجاع بدون زيف أو قناع ، له عاطفة جياشه وإنسان مرصع بالنبل والوفاء ،
لايدرك وفاء جار الله الصالحي إلا من عاش معه عن قرب ولا يعي معنى رجولته إلا من عاش معه المحن والشدائد ولا يُفجع برحيلك جار الله إلا من اعتاد سماعك كل مساء وأنت تثور من داخلك .
تجلس مع جار الله الذي يبدأ أول الجلسة بعبارات مختصرة يدخل بعدها في صمت طويل حتى لاتكاد تستطيع تسمع غير لغة الإشارة أو رسائل تصلك عبر الجوال وأنت بجواره إذا أراد شيء ما أو الاستفسار عن خاطرة مرت عليه وهو في طيف تفكيره الطويل . 
تتزاحم الذكريات في ذهني عنك جار الله لكن الذي أنا مولع به واتذكره كل حين هو أنت بكل تفاصيل صداقتنا وأخوتنا ونبل المقاصد في ايام الحب والحزن والمكاره. 
وإذا كانت يد الغدر قد طالتك يا صاحبي في يوم الجمعة الحزينة فإن يد الود ستظل ممدودة لك مدى الحياة تتذكر تفاصيل صداقتنا بما فيها من فرح وحزن وأمل وضحكات تبلغ أصواتها كل قفصنا الصدري الذي يرتفع حد فقدان النفس والتصاق الرئة واحمرار الوجنات. 
أتذكر قصيدة محمود درويش وهو يرثي صديقه غسان كنفاني المقتول غدرا كما قتل جار الله وهو يقول :
"حملناك في كيس ووضعناك في جنازة بمصاحبة الأناشيد الرديئة, تماما كما حملنا الوطن في كيس , ووضعناه في جنازة لم تنته حتى الآن , وبمصاحبة الأناشيد الرديئة ... وكم يشبهك الوطن , وكم تشبه الوطن , والموت دائما رفيق الجمال , جميل أنت في الموت يا غسان ".
مافائدة الكلمات والمراثي وقد فقدناك أبا صهيب 
ماجدوى النحيب لفراقك أيها الصديق الصدوق
لكنها الأشجان تؤرقنا يا صاحبي ويقتلنا الحنين.
جميل أنت في الموت "جار الله "ولا نامت أعين الجبناء .