الرابحون والخاسرون من فوز ترامب.. محللون يتحدثون حماس تعلق على فوز ترامب.. وتكشف عن اختبار سيخضع له الرئيس الأمريكي المنتخب هل ستدعم أمريكا عملية عسكرية خاطفة ضد الحوثيين من بوابة الحديدة؟ تقرير اعلان سار للطلاب اليمنيين المبتعثين للدراسة في الخارج بعد صنعاء وإب.. المليشيات الحوثية توسع حجم بطشها بالتجار وبائعي الأرصفة في أسواق هذه المحافظة شركة بريطانية تكتشف ثروة ضخمة في المغرب تقرير أممي مخيف عن انتشار لمرض خطير في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي في اليمن أول موقف أمريكي من إعلان ميلاد التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، في اليمن تقرير أممي يحذر من طوفان الجراد القادم باتجاه اليمن ويكشف أماكن الانتشار والتكاثر بعد احتجاجات واسعة.. الحكومة تعلن تحويل مستحقات طلاب اليمن المبتعثين للدراسة في الخارج
تعلم عزيزي جمال بن عمر بمستوى التقدير والاحترام الذي يكنه لك اليمنيين وأنت الدبلوماسي والسفير \"العربي\" الوحيد الذي اجمع عليه غالبية اليمنيين ليس لأنك مبعوث أمين عام الأمم المتحدة او مهندس المبادرة الخليجية وإنما لأسلوبك وتعاملك مع قضية اليمن بفهم ووعي وتعاملك مع كل الأطراف بمسافة واحدة
لا اخفي عليك صراحة انك دبلوماسي بعقل سياسي ومثقف ومصلح وباحث وخبير وقليلون من يتميزون بهذه الصفات وقليلون من يفهمون خصوصية اليمنيين وفرقاء اليمن السياسيين ، فأنت رائع ومدهش في أدائك ولو ان للبعض – أفراد وقوى وأنا واحدا منهم – بعض الملاحظات الهامة والمتعلقة بطبيعة مهمتك ومرحلة الوفاق الذي تشرف عليه والمستجدات التي بدأت تظهر للسطح
اعترافك المتواصل بأن ما حدث في اليمن هو ثورة من اجل التغيير وان الشباب هم من قاموا بهذه الثورة ، وما أريد التنبيه له أن الثورة والتغيير تعرقلت في كثير من محطات الانتقال بسبب التعارض بين أهداف الثورة واحباطات المبادرة واليتها التنفيذية وما تحمل من مضمون فضفاض وتمحورت عند مفهوم محدد للوضع في اليمن على أنه أزمة سياسية ، والفرق واضح بين الثورة والأزمة .
فالثورة تهدف الى التغيير الشامل والجذري وهو الحل لمسببات الوضع الذي من اجله جاءت الثورة والأزمة تحل من خلال البحث عن صيغة وفاقية لفرقاء وأطراف الأزمة والفرق واضح بين ما تبوح به وبين ما تقوم بتطبيقه ، والنتيجة العملية الواقعية ان الثورة في اليمن تم مصادرتها كحل جذري وشامل لمشاكل اليمن التي تراكمت خلال عقود حكم الرئيس السابق .
نحن نعرف وأنت والفرقاء ورعاة المبادرة ان المبادرة الخليجية جاءت لمهمة واحدة وهي احتواء الثورة ووضعها في غرفة العناية الفائقة حتى تصل الى الموت السريري تدريجيا وهذا هو التشبيه الأقرب لواقع الثورة اليمنية وعلاقة موتها التدريجي بالمبادرة الخليجية ، لان المبادرة هي بالأساس فكرة أمريكية توافقت مع الرغبة الخليجية لانزعاجهم من الثورة اصطلاحا وعملا واعتقادهم بأن الثورة حمى معدية سرعة ما تنتقل الى مجتمعاتهم الغير محصنة والتي هي احوج بالثورة والتغيير من أي بلد كان
تداخل الفكرة الأمريكية المؤيدة غربيا والرغبة الخليجية مع المصالح والأطماع لكل طرف من رعاة المبادرة والسيطرة على القرار اليمني – وهذا ما حدث وما آل إليه الوضع مؤخرا – ومتطلبات التنفيذ للوصول الى تحقيق تلك المصالح والأطماع هي التي دفعت بحصار الثورة وإجهاضها وأبقت على رئيس النظام السابق وأركان حكمه لاعبين أساسيين وشركاء في العملية السياسية التي تسمى انتقالية وبقاؤهم هذا واحد من متطلبات تنفيذ وضمان الوصول الى المصالح والأطماع والسيطرة على القرار بهدف كسب أفضل النتائج بأقل الثمن لما تسعى من اجله القوى الخارجية ، لان بقاء رئيس النظام السابق وأركان حكمه شركاء في الوضع الجديد هو لضمان التوازن وعدم الانفراد او الاستقلال بالقرار الوطني اليمني
المبادرة تتعامل مع الوضع اليمني تعامل استعلائي من خلال قادة النخب وهذا التعامل اغفل الآثار التي أفرزته محاولة التغيير بواسطة الثورة وأصبحت هناك نتائج ومتغيرات جديدة تزايدت نسبها بشكل كبير خلال السنتين الماضية منها مثلا : زيادة نسبة الفقر والبطالة والمجاعة ويتزامن هذا مع غياب القرار السياسي لمكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين إضافة الى المخرجات السيئة على الأرض المتمثلة بالاعتداءات المتواصلة على الخدمات الأساسية ( الكهرباء والنفط والغاز والاتصالات والطرقات العامة ) وعمليات الاغتيالات الأمنية والانفلات الأمني والفوضى وتحريك خلايا القاعدة حسب الحاجة وان عدم الاستقرار هو العنوان العام للمرحلة الحالية
وهذا كله ناتج بسبب تصرفات الأطراف التي تضررت من التغيير والتي كانت في خندق مقاومة الثورة وتحديدا الطرف الذي يتزعمه الرئيس السابق والأطراف المؤيدة له والمدعومة منه بصورة مباشرة وغير مباشرة كالحوثيين وبعض أجنحة فصائل الحراك الجنوبي المسلح والفوضوي وإنعاش وتفريخ حراكات صغيرة في الغرب والوسط وبعض الأطراف
الأعمال العدائية اندلعت بالتزامن مع مشروع اخراج الرئيس السابق من السلطة بواسطة المبادرة الخليجية وتوفير خروج امن دون ضوابط لما بعد الخروج وهي اخطر ما جاءت به المبادرة ، فالحكومة التي جاءت نتيجة التوافق المنصوص عليه بالمبادرة تقف عاجزة عن اتخاذ أي إجراءات لضبط الأعمال الخارجة على القانون بسبب الحفاظ على التوافق والمفروض ان التوافق يسعى لتعزيز الأمن والاستقرار والحد من الانفلات وتطبيق القانون على كل من يتجاوز الوفاق وإعطاء المؤسسات العامة لممارسة مهامها وفق القانون من باب الحفاظ على التوافق وتعزيزه
لكم ان يكون التوافق غطاء لأعمال المخربين والقتلة وزعماء الفوضى والانفلات وحماية لهم من المسائلة وتطبيق القانون فهذا وفاق واتفاق على إهلاك وتدمير اليمن
عزيزي جمال بن عمر .. تعرف أنت ومن وراءك رعاة المبادرة وتعرف انت والرئيس هادي وقادة القوى السياسية يعرفون ان علي عبد الله صالح هو على صلة مباشرة وكبيرة لهذه الفوضى والتخريب وهذا الكلام موجود لديك ومضمن في تقارير وملفات وقمت بتقديمها لمجلس الأمن الذي يتعامل معها كأوراق ضغط ويقوم بتحويلها وتحويرها وتفسيرها لاستخدامها كسلاح ناعم في الوقت المناسب
من العدل والإنصاف ان لا يظل الجلاد والظالم يمارس مهامه على الدوام ، ويكفي ممارسته للظلم والبطش ضد اليمنيين لأكثر من ثلاثة عقود والمتمثل في ممارسة الفساد ونهب المال العام واحتكار الوظيفة العامة ومصادرة الحقوق والحريات وبحماية السلطة المغتصبة وتحت راية الديمقراطية
ولا يجوز استمرار ممارسة الظلم والبطش بصورة أخرى تتمثل في الاعتداءات على الخدمات وقطعها وممارسة القتل والتخريب ودعم الانفلات وتحت راية الوفاق وحماية المبادرة
الإرادة الخارجية تغلبت على إرادة اليمنيين في احتواء ثورة التغيير وقبل اليمنيين على مضض وامتصوا التغلب الجائر على أساس انه قد يمثل الحد الأدنى للوصول الى حلول آمنه قد ينتج عنها الأمن والاستقرار
لكم ان يتحول هذا التغلب الى أداة قمع جديدة وبعصا دولية وإقليمية وان يصادر القرار والإرادة السياسية عن مؤسسات الحكم لتخضع وتعمل كسكرتارية مؤقتة مهمتها تدوين الاملاءات وإرسال البلاغات ووفقا لما آلت إليه الأمور أخيرا ان القيادة السياسية عبارة عن \" محلل\" لتلك الاملاءات وإخراجها على شكل قرارات سياسية ومنحها المشروعية ، وأصبح الوضع كقصة لعلاقة غرامية تنتهي بالزواج الحرام عن طريق التحليل أطرافها الرئيس والحكومة وقادة الأحزاب ورعاة المبادرة والمبعوث الاممي ، فالرئيس دوره يشبه دور المحلل والمبعوث الاممي كاتب عقد التحليل (المأذون ) والحكومة وقادة الأحزاب عبارة عن شهود زور وان طرفي العلاقة الغرامية هما الرئيس ورعاة المبادرة وان اليمن هي المستهدفة من عملية التحليل
الحقيقة ان المهمة الممثلة بالمبادرة بدأت تنحرف عن مسارها لمساعدة اليمن على الانتقال السياسي وبدأ أطراف رعاة المبادرة يسعون لتحقيق مكاسب انفرادية ويعتبرون اليمن ساحة مفتوحة وأصبح كل طرف يمد يده لأطراف محلية سياسية او مذهبية او دينية وبعبارة أدق ان اليمن قادمة نحو مشروع صراع إقليمي ودولي على أرضها أشبه بالوضع اللبناني وإنها مهيئة لتواجد القوى الدولية المتصارعة وهذا واضح من خلال المؤشرات الأولية لدعم فصائل سياسية في الجنوب والشمال والوسط والغرب وحتى القاعدة وأول منافذ الدعم هو الطرف الذي يمثله الرئيس السابق وبعض قوى الثورة بهدف تشابك كل الأطراف فيما بينها
وان الوضع الحالي – إذا استمر - اقرب للانهيار والفشل وقد تتحقق النبوءة الملعونة للرئيس السابق التي أعلنها بداية اندلاع الثورة على حكمه ونظامه الفاسد حين ربط بين سقوط النظام المحصور بشخصه وعائلته وبين الوضع الذي سيأتي كنتائج لسقوط النظام وهو سيطرة القاعدة على ست محافظات يمنية وانتشار الفوضى والانفلات والحروب الأهلية وان الدم سيكون للركب
فالوضع الحالي يسير بنا لتحقيق هذه النبوءة الملعونة والمخطط لها سلفا وهذا الوضع ظهر بعد تداخل المصالح الخاصة بكل طرف من الأطراف الإقليمية والدولية
وما نتذكره ويذكره السيد جمال بن عمر ان الفترة الأخيرة من حكم الرئيس الأسبق شهدت ظهور مفاجئ وقوي لما يسمى بالقاعدة وسيطرت على محافظة أبين كاملة وبعض مديريات حضرموت وشبوة والبيضاء ومأرب وهذا بداية لتنفيذ تلك النبوءة الملعونة ، وبعد استلام الرئيس هادي للسلطة خلفا لصالح كانت القاعدة في قوة انتشارها وتوسعها وكانت قد أعلنت بعض الإمارات الإسلامية في أبين والبيضاء ، حينها كان الرئيس هادي مدعوم ومعزز بإرادة وطنية دون ضغوط عليه فتحقق الانتصار على القاعدة وتم تطهير واستعادة تلك المديريات واختفت القاعدة نهائيا
اليوم القاعدة تعود ووفقا لنبوءة صالح المشئومة وهناك مساعي للاستيلاء على محافظة حضرموت وأبين والبيضاء ومأرب والجوف ويترافق هذا مع نشاطات مشبوهة للحراك الجنوبي المسلح والقوى المدعومة من إيران وقد تتلاقى مصالح هذه القوى مع ضرورة انهيار الدولة وهذا وارد لان الحكومة عاجزة عن العلاج بسبب سياسة التوافق ومتطلبات الوفاق
والمطلوب هو إعادة النظر بالآليات التي تسير عليها المبادرة وإعادة ترتيب النوايا ورفع اليد الإقليمية والدولية التي تعاقب هادي والحكومة وتتحكم بمسارات المرحلة اذا لم يعاد النظر بالسياسات والآليات فإن اليمن قادمة على الفشل ولو تحقق هذا – لا سمح الله – فإن نار الفشل ستلذع الكل لان البديل فعلا هو القاعدة وإيران ولحصار هذه القوى يجب إعادة النظر في وضع الرئيس السابق ونائبه البيض لأنهما طرفان رئيسان في إرباك اليمن