من عمق الصحراء وفي مضارب البدو بمحافظة حضرموت...حيث الإنسان يؤسس مركزا لمحو الأمية وينتشل نساء المنطقه من وحل الجهل الى واحات العلم.
مركز الفلك الدولي يقول كلمته بشأن موعد عيد الفطر وهل تحري الهلال يوم السبت ممكنة؟
قتلنا عدد من القادة الحوثيين.. بيان للبيت الأبيض يحسم أمر استمرار الغارات على اليمن ويكشف عن عدد الضربات والأهداف المقصوفة حتى الآن
إيلون ماسك يختار السعودية لمشروعه العملاق الجديد .. تفاصيل
عاجل: المواقع التي استهدفها الطيران الأمريكي مساء اليوم في صنعاء
اليمن تحصد المراكز الأولى في مسابقة دولية للقرآن الكريم
عاجل: سلسلة غارات أمريكية تستهدف جنوب وشمال العاصمة صنعاء قبل قليل
21 حوثيًا يحملون رتبًا عسكرية أقرت الجماعة بمقتلهم في أعلى حصيلة يومية ''الأسماء''
مأرب: إحياء ذكرى استشهاد أيقونة الحرية حمدي المكحل والشهيد خالد الدعيس
قائد الجيش السوداني من القصر الجمهوري يعلن النصر وسحق مليشيا الدعم السريع
لنرتاح من وخز السياسة قليلاً يا سيدتي..ومن جهابذة الحروب،ومن نزيف في مخيلة الوطن،لنطل من نوافذ الخير،ونستدرج بارقة الأمل التي تلوح في الأفق،لنودّع القدر المر،ونستقبل القدر الحر،ولتكن اليمن هي الأقرب من حبل الوريد.
تحضرني العديد من القصص عن رجال امن على قدر عال من المسؤولية،صغارا كانوا ام كبار،لكني لا استطيع سردها في هذا المقام،وسوف أشير إلى الموضوع بطريقة مختصرة ومركزة،فربما يلقى الصدى عرفانا لهؤلاء،وهو تنبيه أيضا إلى ان المرحلة القادمة بحاجة إلى أقصى درجات اليقظة.
قد لا يستشعر البعض حجم العمل الذي يقوم به جندي في إحدى المداخل الرئيسية التي تربط مدينة بأخرى،او في المنافذ البرية والبحرية والجوية،او على الحدود المفتوحة،وقد يستهين الكثير حين يسمع أن رجل أمن رفض مبلغ من المال،مقابل السماح بمرور شاحنة أو ناقلة متوسطة مليئة بأنواع المبيدات الغير مصرح بها،والتي لا تحمل أي بيانات او مواصفات.
وقد تكون هذه الشحنة سجائر أو أدوية مهربة.
والمصيبة الأعظم حين تكون آثار ومخطوطات تم نهبها من جبال وتراب هذا الوطن،بمعنى انك تقتلع تاريخ بلد من الجذور،كمن يقتلع أسنانه للأبد،وللأسف الشديد أحيانا تكون هذه الآثار قد تم تسجيلها وترقيمها وتم نقلها للعرض في إحدى المتاحف الوطنية.
لنتابع حديثنا عن هذا الاستثناء الرائع،ولنقل بأن أول الغيث يبدأ بقطرة،وان كل فرد داخل هذا البساط،يتحمل المسؤولية الكاملة في الحفاظ على نظافة المدينة،واستقرار الأمن،من اجل النهوض الشامل والكامل،بعيدا عن إيجاد شمعات وهمية.
فالجندي الذي يرفض مبلغ من المال مقابل شحنة فاسدة أياً كانت،او شحنة مبيدات قاتلة بكل ما تحمله من ابهام،هو في ذات قراره يدرك الفكرة التي استند عليها تماماً،وماذا سيحدث في حال مرر مثل هذه الأشياء،وجعلها تعبر الدرب بسلام دون مساءلة،فهو يدرك أنها قد تفتك بأعز أصدقائه،أو احد أقاربه العزيزين على قلبه،يدرك أنه غير مستعد لسماع فجيعة تصيب هذه أو ذاك،وقبل كل هذا فإنها ستصيبه خيبة الخيانة لضميره ووطنه.
المهمة استثنائية بكل المقاييس لرجال يسطرون كل يوم بطولة جديدة،وسوف يشكلون قطرة الغيث الأولى في الإمساك بزمام الأمور،وإيقاف المتنفذين وعصابات التهريب عند حدها،سواء عبر البحار أو المنافذ الرئيسة.
وسوف يحدون كثيرا من نفوذ الحيتان التي تفتك بقدرات الوطن وجغرافيته الشاسعة،من خلال القانون الصارم الذي ظل حبيس الادراج لزمن طويل.
نحن أمام تحد كبير لا بد أن نثبت من خلاله أننا أفرادا وجماعات وجنود أسوياء وأهلا لكل مهمة ومعامل حسنة،وأننا أهلاً لإحياء كل قيمة تلاشت أو غمض جفنها،وأننا بالفعل لا نساوم بتراب الوطن الحبيب،ولا بحكمته،وإيماننا أقوى من أي وقت مضى.
الأهم في هذا الأمر إعطاء الصلاحيات الكاملة،وتفعيل نصوص القانون،وزرع الثقة عند أبسط جندي ومختص،كي يكون مدركا حجم المسؤولية والمهمة،قبل تفشي الكوارث التي تحملها الشحنات الفاسدة وكروش الفساد.