سبب واحد متعلق باليمن.. لماذا يرغب ترامب في انجاز صفقة غزة قبل توليه منصبه رسميًا؟ المبعوث الأممي يقدم إحاطة جديدة أمام مجلس الأمن بشأن آخر المستجدات في اليمن مع استمرار تدهور العملة بشكل مخيف.. البنك المركزي اليمني يعلن عن مزاد لبيع 50 مليون دولار وزارة الداخلية.. إحالة مسئولين في رئاسة مصلحة الأحوال المدنية إلى المجلس التأديبي وترقية موظفين آخرين مجلس القيادة.. اقرار خطة الإنقاذ الإقتصادي وخطة إعلامية وتوجيهات أخرى تخص حضرموت أكثر 5 محافظات في اليمن تشهد صقيع وبرد شديد خلال الساعات القادمة من هو الملياردير وفيق رضا الذي استقبله الشرع؟ و ارتبط اسمه بـ صفقة اليمامة نقابة الصحفيين اليمنيين تكشف عن أكثر من 100 حالة انتهاك خلال 2024 سارية لمدة 20 عاما… اتفاقية استراتيجية بين روسيا وإيران روسيا تشن هجوم واسع بالصواريخ الباليستية على أوكرانيا وكييف تصدر إنذارا جويا
هناك أشخاص يلعبون دوراً مهما في تنفيذ المشاريع والأجندات سواء كانت مشاريع سياسية أو غيرها, صالح الصماد هو ثاني رجل في مشروع مليشيا الإنقلاب الحوثية, وفقا لتصنيف التحالف الذي لم يأتي من فراغ, ولكن وفقا لمعرفة بالرجل ودورة.
اختلطت التحليلات حول مقتله وهل قتل غدرا من رفاقه أم بقصف للتحالف, وانطلقت وسائل الإعلام تتناقل هذه التحليلات وفقا لتوجهاتها وأجنداتها, وبعضها ما بين المخدوع والمردد, ومنها وسائل إعلامية تكره انتصار الشرعية والتحالف.
الفيصل بهذا الموضوع هو أن الرجل وما يمثله للمليشيا الحوثية الإنقلابية ينفي مقولة أنهم قتلوه بسبب خلافات بينهم بل المؤكد أن هذه الخلافات ستبدأ بمقتله, أما مقتله فقد تم نتيجة الغارات الدقيقة لطيران التحالف. ولتغطية الموضوع سنناقشه بالمحاور الأتية.
من هو صالح الصمّاد ?
هو ينتمي قبليا لبني معاذ بمديرية سحار بصعدة أحد معاقل الحوثيين, و ارتبط بحسين بدرالدين الحوثي مبكرا, قبل أخيه عبد الملك, وهو مقاتل في صفوف المليشيا الحوثية الإنقلابية منذ حروبها الأولى, ومرتبط بشكل مباشر بزعيم المليشيات عبد الملك الحوثي مباشرة وتركيبة هذه المليشيات لا تسمح سوى للعقائديين المقربين فقط بهذا الأرتباط, ونتيجة دوره القتالي في صفوف المليشيا الإنقلابية كان من ضمن 55 شخص مطلوبين للداخلية اليمنية عام 2009م.
وهومن العقائديين المتمكنين حيث كان قاضيا ومفتيا في المليشيا, وشخصية قيادية كاريزمية فيها, وواجهة سياسية متميزة تم تجهيزه من قبل ايران وحزب الله بتمكن. وهو شخصية قيادية كاريزمية في الجماعة, وواجهة سياسية تم تجهيزه من قبل ايران وحزب الله بتمكن. أما من حيث شخصيات رموز المليشيا فهو الوحيد الذي تم السماح له ليكون أحد رموزها وهو الرمز الثالث للمليشيا بعد حسين بدر الدين الحوثي وأخيه عبد الملك الحوثي وأصبح الرمز الثاني لها بعد قائدها, ومن هنا كان تصنيف التحالف الدقيق له. وكونه شخصية قبلية فقد خدع الكثيرين بتغطية البعد العنصري للمليشيا الحوثية. ولذلك يعتبر الواجهة الحركية لزعيم المليشيا عبدالملك الحوثي.
ولدوره وأهميته حاول الحوثي فرضه بعد الإنقلاب نائبا لفخامة الرئيس هادي وهي من ضمن المطالب التي رفض توقيعها الرئيس هادي, ورأس أول وفد للإنقلاب لإيران بداية عام 2015م ووقع مع ايران اتفاقيات تم بموجبها إعلان سقوط العاصمة العربية الربعة صنعاء بيد المشروع الإيراني, وبعدها أصبح رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى للإنقلاب, والقائد الأعلى للقوات المسلحة, ورئيس المكتب السياسي للمليشيا الحوثية, ومن هذه المواقع وتلك الصفات عمل على تثبيت المشروع الحوثي في الدولة, وهو صاحب مشروع يد تبني ويد تحمي, وكان يزور مختلف الجبهات بصفته القيادية والعسكرية وعمل على رفد الجبهات بالدعم البشري والمعنوي, وكل هذا يبين حجم الصمّاد ودوره المحوري السياسي والعسكري والقبلي.
الضربة ودقة المعلومات:
لقد كانت ضربة طيران التحالف, دقيقة تؤكد دقة المعلومات التي حصل عليها تحالف دعم الشرعية, حيث تم متابعة حركة الموكب ومساره, وتم قصفه بثلاث غارات بعيدا عن إحداث أي خسائر في المدنيين وهو الأمر الذي تعمل له الشرعية والتحالف حسابات عدة, كما أن مكان الضربة يؤكد أهمية المسار الأمني المتبع لحمايته, وهذا ما يؤكد أن عملية قتله تمت من خلال عملية استخباراتية نوعية ومتميزة مما يؤكد أن مستويات قيادات المليشيا الحوثية قد تم اختراقها والوصول إلى الرجل الثاني بها, وهذا سيربك حساباتهم وتحركاتهم.
فاجعة الحوثيين وإيران.
تجد الفاجعة بينة واضحة, والخسارة كبيرة, وهذا ما هو واضح في خطاب النعي الذي القاه قائد المليشيا الحوثية حين وصفه (بالشهيد العزيز الرئيس صالح علي الصماد)( والذي يتابع جهاده في الليل والنهار وتقديم كل ما يستطيعه), ووصفه ضيف الله الشامي عضو المكتب السياسي لمليشيا الإنقلاب (بالرجل العظيم) وكذلك تجد الخسارة والفاجعة في تأبين القادة الإيرانيين وحسن نصر الله, والتغطية الإعلامية لقنواتهم وعلى رأسها, المسيرة والعالم والمنار والميادين والساحات وكل قنواتهم وصحافتهم ومحلليهم, وقنوات الإنقلاب في الداخل.
تداعيات مقتله.
لمقتله تداعيات عدة تمثل هزيمة كبرى بكل المقاييس للمليشيا وانقلابها, وبدأت تتضح بإعلان مجلس الدفاع الأعلى والمجلس الرئاسي حالة الإستنفار ورفع الجاهزية القصوى مما يدلل على فداحة مقتله. ومقتله هو كارثة وخسارة فادحة للمليشيا لا يستطيعون تعويضها بسهولة, وبداية العد التنازلي لهزيمة مشروعهم وانكساره باليمن. فبموته فقدوا واجهتهم وزعامتهم السياسية والقبلية والمعنوية المحفزة للجبهات وللقتال والتجييش, وسيتبع ذلك انهيار الجبهات المقاتلة والجبهات السياسية, ومن أبرز تداعيات مقتله سيكون هزيمة للمليشيا الحوثية ولمشروع ولاية الفقيه في اليمن.