عاجل: صدور قرار لرئيس مجلس القيادة وكيل أمانة العاصمة يدعو وسائل الإعلام لمواكبة معركة الحسم بروح وطنية موحدة شاهد الأهداف.. مباراة كبيرة لليمن رغم الخسارة من السعودية مصادر بريطانية تكشف كيف تهاوى مخطط تشكيل التوازنات الإقليمية بعد سقوط نظام الأسد وتبخر مشروع ثلاث دول سورية توجيه عاجل من مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء برفع جاهزية المستشفيات وبنوك الدم وتجهيز سيارات الإسعاف ما حقيقة خصخصة قطاعات شركة بترومسيلة للاستكشاف النفطية في اليمن أبرز خطوة رسمية لتعزيز الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني في اليمن وزير الأوقاف يفتتح أكاديمية الإرشاد مدير عام شرطة مأرب يطالب برفع الجاهزية الأمنية وحسن التعامل مع المواطنين أردوغان في تصريح ناري يحمل الموت والحرب يتوعد أكراد سوريا بدفنهم مع أسلحتهم إذا لم يسلموا السلاح عاجل: محكمة في عدن تبرئ الصحفي أحمد ماهر وتحكم بإطلاق سراحه فوراً
ما لم يعد
باستطاعة أحد إنكاره اليوم، هو: أن علي سالم البيض كان له الفضل الأكبر في التسريع بتنفيذ وحدة وطنية اندماجية بين الشطرين اليمنيين (الشمال والجنوب) في 22 مايو 1990م . وبالمقابل هناك من ظهر ليشكك بأن البيض كان هو فعلاً صاحب قرار الانفصال في 21 مايو 1994م، بيد أنه فقط حمل مسئولية إعلانه.
- الرئيس علي عبد الله صالح نفسه - أثناء بداية الأزمة السياسية في 1993م- أكد الحقيقة الأولى بلسانه، حين قال في أحد اللقاءات بمحافظة تعز إنه إن كان هناك من فضل لأحد في قيام دولة الوحدة فإنه يعود إلى هذا الرجل، وأشار بيده إلى علي سالم البيض الذي كان بجواره.
- لقد اتضح أن البيض هو من طالب بوحدة اندماجية فورية فيما كان الرئيس علي عبد الله صالح متردداً وتتفق قناعاته مع الكثير من قيادات الحزب الاشتراكي: أن تبدأ الوحدة بشكل «فدرالي» أو «كونفدرالي». لكن الرجل - الذي يعيش اليوم كلاجئ سياسي في سلطنة عمان- سرع بتنفيذ الوحدة الاندماجية. وحول تلك الفترة أثناء الحوارات قبل الوحدة يتذكر ا
لبيض لصحيفة الحياة اللندنية، بتاريخ 30 أكتوبر 1993، قائلا: «انه في يوم الوحدة في 30 نوفمبر 1989، لم يكن أحد حولنا مقتنعا بأنه ستكون وحدة ونحن نقول إنه بتوفيقه تعالى وصلنا إلى الوحدة.. نحن أصحاب حلم هكذا أعتقد أنا جئت من حزب من حركة وطنية عندها حلم، يعنى ليس لدي شيء خاص يحركني.. ولكن كان عندي حلمي الوطني الكبير الذي تمسكت به وقد رفضنا وثيقتين: وثيقة أولى بمضمون اتحاد كونفيدرالي وأخرى بمضمون فيدرالي، وقلنا لننتقل إلى اتحاد اندماجي ولنختبر همتنا وإيماننا بهذه القضايا.».
وعلى موقفه ذلك، أعتبره بعض أعضاء حزبه، أنه متسرع وعاطفي. وصفه بتلك الصفات رفيقه الاشتراكي أنيس يحيى - عضو المكتب السياسي للحزب - لصحيفة عكاظ في مقابلة له بعد عودته إلى أرض الوطن قبل عامين من الآن تقريباً. قال «وقد كنت أتمنى من الأخ علي سالم البيض عدم التعجل في قراراته التي كانت دائما سريعة، رغم انه أقدم على الوحدة بحماس كان أساسه عاطفيا عندما طرح فكرة الوحدة الاندماجية..»
أما لماذا خالف البيض فكرة التدرج بالتوحد وتسرعه بالاندماج، فقد كان ذلك لغرض في نفسه ظل يخفيه لكنه أعرب عنه لاحقاً بعد اشتداد حدة الأزمة السياسية بينه والرئيس قبل اندلاع الحرب. عن هذا الأمر، كتب الدكتور أبوبكر السقاف وإن في سياق آخر في صحيفة الأيام الآتي: «صرح علي سالم البيض لصحيفة خليجية أعادت نشره صحيفة «الثورة» كما أعتقد، قال فيه بما معناه (لضيق الوقت لم يبحث الكاتب عن المرجع) إنه يتحمل كامل المسئولية في قراره الانفرادي بالوحدة التي عجل بإنجازها مع الرئيس صالح خشية منه أن الشعب في الجنوب لو علم بكميات النفط المكتشفة في أراضيه لربما تخلى عن تحقيق الوحدة مع الشمال ولذلك عجل بها..».
وإن كان حقاً ما قاله الرجل في هذا المبرر، فإن ذلك لا ينم فقط عن حبه للوحدة وتفضيله لها من البقاء بعيداً عنها وإن مع تلك الثروات الواعدة التي أصبحت اليوم تشكل (90%) من الناتج المحلي للبلاد. إنما أيضا كان هذا الموقف شجاعاً وسياسياً بالدرجة الأولى.
تهمة الانفصال..
أتهم البيض انه صاحب قرار الانفصال، الذي أعلن عنه في 21 مايو 1993م بعد اندلاع الحرب بأكثر من شهر تقريباً في 27 ابريل 1994م. لكن وبعد فترة طويلة من تلك الأحداث ظهر من يبرئ البيض من تلك التهمة وينسبها إلى بعض قيادات المكتب السياسي للحزب الاشتراكي.
فقد كتب الاشتراكي السابق أحمد الحبيشي و المؤتمري لاحقاً -وهو الآن يشغل موقع رئيس تحرير صحيفة 14 أكتوبر الرسمية الصادرة في عدن- موضوعاً بهذا الشأن نشره في الصحيفة التي يرأس تحريرها بتاريخ 6/10/2007م العدد رقم 13901. والمعروف أن الحبيشي كان يرأس ذات الصحيفة قبل الحرب وأثنائها وكان أحد كبار المنظرين للانفصال وفر إلى مصر بعد دخول القوات الحكومية إلى عدن، وهو الآن أحد أعضاء الحزب الحاكم. وفي مقاله هذا أعتبر الحبيشي أن البيض -الذي يقول إنه كان مستشارا إعلامياً له- وحدوياً وطنياً من الدرجة الأولى، ويؤكد «إنّ الانتهازيين الذين أدمنوا على تدنيس كل ما هو مشرف، هم الذين دفعوا المناضل علي سالم البيض إلى الخروج غاضباً وكئيباً من قاعة اللجنة المركزية بصنعاء يوم 21 يونيو 1993 م، ودفعوه للاعتكاف في منزله لمدة أسبوعين قطع خلالها حتى اتصالاته الهاتفية حتى إعلان مغادرته إلى واشنطن 25 يونيو 1993م للعلاج..»
ويضيف «إنّ هؤلاء الانتهازيون الذين أدمنوا على تدنيس كل ما هو مشرف، هم الذين لم يكتفوا بتدنيس الرصيد الوطني الوحدوي للمناضل علي سالم البيض بعد أن دخل التاريخ مناضلاً وحدوياً، وأخرجوه منه انفصالياً بل أنشبوا فوق جسده المثخن بالجراح أظافرهم ومخالبهم وأنيابهم في أول اجتماع للّجنة المركزية عقدته بالعاصمة السورية دمشق بعد الحرب، ثمّ جاءوا إلى القاهرة لإقناع النازحين بتقديمه كبش فداء قربان للحوار والمصالحة مع الرئيس علي عبدالله صالح والعودة إلى صنعاء».
وفي موضوع آخر كتبه بتاريخ 6 سبتمبر2007م، أعتبر الحبيشي أن بيان الانفصال الذي أعلنه البيض من المكلا، كان «قد أقره المكتب السياسي في عدن بغياب البيض الذي انتقل في بداية الحرب إلى المكلا، ثم قام المكتب السياسي بإرسال قرار الانفصال مع خطاب يقضي بتكليف الأمين العام للحزب بإعلانه من مقر إقامته في المكلا، في الحادي والعشرين من مايو 1994».
بل ويضيف قائلاً أن «اللافت للنظر أن علي سالم البيض أخذ معه كل الوثائق المهمة عند انسحابه إلى سلطنة عمان لكنه حرص متعمدا على ترك بعض الوثائق الخطيرة ومن بينها وثيقة التكليف بإعلان قرار الانفصال في مقر إقامته في المكلا، لكي يعرف الطرف الآخر حقيقة الذين حاولوا أن يتبرؤوا من مسؤوليتهم عن هذا القرار الخطير من خلال الاتصالات التي فتحوها مع الرئيس علي عبد الله صالح في الأيام الأخيرة من الحرب بعد أن اتضحت هزيمة مشروع الانفصال!!!»
- وهناك من المكتب السياسي من ينفي نهائياً عن البيض وعن الحزب تهمة الانفصال، وأن عودة البيض من عمان إلى عدن مباشرة دون المرور على صنعاء أوهمت صنعاء أن البيض يحضر للانفصال، يقول أنيس يحيى ضمن مقابلته لصحيفة عكاظ «كنت أتمنى عليه ( أي البيض) بعد مؤتمر عمان أن يتوجه إلى صنعاء لكنه توجه إلى عدن وكان هذا خطأ تسبب في تعميق أزمة الثقة بين الجانبين فقد فهم الأخوة في صنعاء هذه الخطوة على أن البيض يحضر للانفصال وهذا الأمر غير صحيح بدليل أن الحرب أعلنت في 27 ابريل 1994م والدولة التي أعلن عنها في الجنوب أعلن عنها في 21 مايو 1994م أي بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من الحرب».