دبلوماسيات في اليمن
بقلم/ سميرة قاضي
نشر منذ: 17 سنة و 7 أشهر و 18 يوماً
الأحد 18 مارس - آذار 2007 05:48 م

مأرب برس - سميرة قاضي

التنوع الغزيز الذي تتميز به اليمن بخصوصيتها الثقافية والإجتماعية والحضارية لا يزال محل إهتمام العالم فيما تبدو الصورة لدى الدبلوماسيين العرب والأجانب الذين عرفوا اليمن عن قرب مغايرة للمألوف إذ أنها تتحدث عن ملامح خاصة وعشق خاص لهذا البلد الذي يوصف بكونه متحفا طبيعيا متنوعا إلى درجة الدهشة والحال مع المرأة اليمنية التي جسدت بتقاليدها العريقة نموذجا خاصا تلمحه عيون الدبلوماسيات زوجات السفراء العرب والأجانب المقيمين في اليمن فثمة عيون ملونة ترى في المرأ ة اليمنية تاريخا عريقا يحاول بقوة شق الطريق في رحلة اثبات الوجود وأعادة مجد ملكات سبأ .

لكن كيف هي اليمن في نظر الدبلوماسيات وما الذي اكتشفنه في المرأة اليمنية .(.سبأ) حاولت طرح السؤال على زوجات عدد من
السفراء العرب والأجانب وخرجت بهذه الحصيلة .

من الكونغو إلى صنعاء

السيدة نجيبة بابا شيخ حرم السفير التونسي رئيس جمعية زوجات رؤساء البعثات الدبلوماسية بصنعاء تتحدث عن تجربتها في اليمن بالإشارة إلى محطتها الأخيرة في جمهورية الكونغو" قبل مجيئنا لليمن فرحت كثيرا عندما

اخبرونا بانتقالنا إلى اليمن ممثلين لبلدنا .. باعتبارها بالنسبة إلي أحسن حالا من عدد من البلدان الافريقية التي فيها ظروف صعبة .

"لم تكن لدي فكرة كبيرة عن اليمن لاننا بعيدين عنها كتونسيين انا اعرف ان هناك يمن شمالي وجنوبي وجرى توحيد لشطرين لكن الرؤية ظلت ضبابية وعندما وصلت للإقامة فيها صدقيني و بلا مجاملة أشعر أني أعيش في بيتي وأهلي وان سعيدة بوجودي هنا .

اكثر ما ادهشني في اليمن الموروث الحضاري الهائل والغزير وقد زرت اماكن عديدة منها مدينة كوكبان مناطق في محافظة أب واتمنى زيارة كل محافظات الجمهورية اليمنية".

وعن المرأة اليمنية تقول ":بالنسبة للمرأة اليمنية فقد تعرفت عليها من قريب وبالطبع لا أتكلم عن المرأة اليمنية في الشارع وإنما أتكلم عن المرأة العاملة و المثقفة والتي عايشتها عن قرب من خلال اللقاءات في عدد من المناسبات والفعاليات المختلفة التي برهنت أن المرأة اليمنية تعمل بجهد و تحاول الحصول على حقها الطبيعي و المشروع في المشاركة في التنمية في البلد وأتمنى ان تتقدم المرأة و تحقق كل ما تطمح إليه في كل المجالات.

جذور يمنية

السيدة رجاء التهامي حرم السفير المغربي تؤكد أنها ترى في اليمن بلدها الثاني فهو بلد الجذور العربية "حتى أن زوجي ينحدر من جذور يمنية ولهذا فلها مكانة خاصة في قلوبنا "

ويضاف لذلك أن اليمن بلد عربي ومسلم ومنبع الحضارت مسلم و من اكثر البلدان التي تمتلك موروثا حضاريا هائلا تعكسه العادات و التقاليد الاجتماعية و الثقافية التي تميزه عن غيره".

وتضيف" المراة اليمنية من قديم الزمان تتمتع بالحكمة و رجاحة العقل و الروح القيادية وهذا ليس بالجديد عليها فالجميع يعرف أن ملكة سبأ التي تمثل المرأة اليمنية لعبت دورا هاما في ازدهار الحضارة اليمنية القديمة و برعت في تكوين دولة قوية حضارية إنتاجية تفوقت على غيرها من الدول ".

التاريخ لا يزال هنا

السيدة مليكة أرزه عقيلة السفير الأسباني تقول "لم أكن أعرف اليمن إلا من خلال الصور وعندما وصلت إلى هنا رأيت أن اليمن أجمل بكثير مما يكتب و يصور عنه وقد زرت محافظتي تعز و إب الجميلتين وأعجبت بالمناظر الساحرة بتلك المحافظات .

وتشير إلى أن "أكثر ما يميز اليمن بشكل عام هو احتفاظه بطابعه التاريخي وموروثة الحضاري التقليدي الأصيل ".

"أما المرأة اليمنية فهي اليوم متقدمة ثقافيا واجتماعيا وسياسيا وقادرة على المشاركة الفاعلة في كل المجالات وقد لاحظت ذلك من خلال علاقاتنا المتواصلة مع الأخوات اليمنيات في بعض الفعاليات التي يشاركننا فيها بتفاعل كبير".

وتلاحظ السيدة اندريا مان عقيلة السفير الألماني إن اليمن بلد جميل وشديد التنوع .." وقد سافرت و تنقلت في محافظات كثيرة و قضيت ثلاثة ليال في الصحراء .. كل شئ في اليمن جميل وكل منطقة تتميز عن الأخرى من الساحل إلى الوادي إلى الجبل إلى الصحراء ما يؤهلها لأن تكون بلدا سياحيا من الدرجة الأولى ".

وتضيف " من خلال جولتي في بعض المناطق اليمنية لاحظت ان المرأة اليمنية تتعرض لبعض المشاكل و تتحمل اعباء كثيرة على اكتافها و تعمل بجد سواء في المنزل أو خارجه وتتمنى ان تذهب كل النساء و الأطفال الى المدرسة و يحظون بالتعليم الذي تعتبره الطريق لفتح أفاق للمرأة و تحررها وقالت " انه عندما تكون المرأة متعلمة ستكون مؤهلة لتستطيع الدفاع عن حقوقها فالدراسة أهم شيء للمرأة ويجب أن يتغير الانطباع بان البنت لا تدرس و يجب أن تتزوج.

مكانة في القلب

وتؤكد السيدة امل العسكر حرم السفير السعودي أن " لليمن مكانة خاصة في قلب كل من يعرفه "وكوني قضيت فيها خمس سنوات من عمري فان لها مكانه كبيرة في قلبي وقد كان والدي يعمل في محافظة تعز ضمن بعثة تعليمية ودرست سنتين بإحدى مدارس المحافظة وعندما عدت الى اليمن كزوجة للسفير السعودي لاحظت تغيرا كبيرا فى الحركة التنموية والعمرانية ولكني لم أشعر بإي غربة على الإطلاق لأن العادات و التقاليد و الأخلاق الطيبة لدى الشعب اليمني لازالت كما هي و لم تتغير ".

السيدة عروبة جرادات حرم السفير الادرني تقول إن " اليمن بلد عزيز إلى القلب ولولا هذا ما كنا عدنا إليه للمرة الثانية ممثلين لبلدنا الأردن والسبب حميمية العلاقة التي كانت بيننا وبين الأخوات اليمنيات.وتضيف "اليمن بالنسبة إلي كما كان دائما مميزا بكل ما فيه جباله ارتفاعاته ونمط عماره الفريد من نوعه ولذلك توجد فيه أجمل المناطق التي رأيتها في حياتي منطقة المحويت التي أحرص كثيرا ولا أتردد في زياتها كل فترة وأخرى ".

وتلاحظ السيدة جرادات الى ان المرأة اليمينة مميزة جدا جدا كل ما فتح لها المجال لتثبت نفسها ولديها مقومات كبيرة جدا رغم ما يحيط بها عادات وتقاليد ألا انها قياسا بالمرأة في دول أخرى حققت منذ زمن طويل مكانة كبيرة حيث وصلت الى منصب وزير و نائب في البرلمان وسفير وغيرها ، بالاعتماد على نفسها.

وتشير إلى أن " أهم ما يميز المرأة اليمنية هو أنها سيدة متزوجة في مقتبل العمر رغم هذا تكمل تعليمها إلى أعلى المستويات حتى أنها تحصل على الدكتوراه وتصل إلى المكانة التي تريدها حيث لم يشكل الزواج المبكر

في اليمن عائقا في حصول المرأة على حقها في التعليم و تحقيق ذاتها" .

عن / سبأ نت