القذافي هدد وصالح نفذ!
بقلم/ شفيع العبد
نشر منذ: 13 سنة و 7 أشهر و 27 يوماً
الإثنين 21 مارس - آذار 2011 11:59 ص

مساء الخميس الفائت تعلقت قلوب الجميع باتجاه مدينة بنغازي الليبية على خلفية التهديد الذي حمله الخطاب الإذاعي للديكتاتور معمر القذافي بسحق الثوار في ذات الليلة وان قواته لن ترحمهم وإنها ستفتش كل بيت في عملية اسماها بـ"الإنسانية لإنقاذ شعب بنغازي".

اكف الضراعة ارتفعت، والألسن ظلت تلهج بالدعاء، والعيون تسمرت أمام الشاشات، والآذان التصقت بالإذاعات، ظلوا هكذا حتى بزغ الفجر في انتظار فجر الحرية والتغيير!.

ارتفعت الشمس في كبد السماء، ومعها ارتفع الخوف من أكباد وقلوب الجميع وظنوا الخطر قد زال عن بنغازي، لم يكن يدور بخلدهم أن ما أعلنه الديكتاتور القذافي سينفذه شقيقه الديكتاتور علي صالح في صنعاء!.

القذافي يعلن ويهدد، وصالح ينفذ في صمت ثم يعبّر عن استياءه وأسفه ويعلن الحداد!.

ما تعرض له المعتصمون في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء جريمة حرب لن تسقط بالتقادم، حيث ميّزت صالح عن غيره من نظرائه العرب، إذ لم يسقط هذا العدد 52 شهيد وما يفوق الـ200جريح وبتلك الطريقة الوحشية في مدينة سيدي بوزيد بتونس حيث احتشدت الجماهير للمطالبة برحيل زين العابدين، ولم يسقط ايضاً في ميدان التحرير بقاهرة المعز حيث اسقط شباب ثورة 25يناير مبارك ونظامه، كما لم تسقطه قوات القذافي، وحدها قوات صالح سجلت هذا الانجاز لها في سجلات النذالة، يضاف إلى سجلات مليئة بالجرائم على امتداد 33عاماً، في المنطقة الوسطى والجنوب وصعدة ومازالت شهيتها الدموية مفتوحة لتلتهم مزيداً من أصحاب الصدور العارية المتطلعة لغد بلا دماء ولا مجازر لتحلق بآمالها وتطلعاتها نحو آفاق أكثر سلماً وحباً وأمنا.

ديكتاتور يعلن و أخر ينفذ، هم يعدوه نصراً مؤزراً، ربما تبادلوا التهاني وارتفعت ضحكاتهم مجلجلة على أشلاء الضحايا.

أسف صالح لا معنى له سوى المزيد من الإهانة لدمائنا وأوجاعنا، وحداده سخرية سافرة في وجوهنا، وتحد سافر لأصواتنا المرتفعة في الساحات مطالبة برحيله ومحاكمته وأركان حكمه على ما ارتكبوها من جرائم بحقنا!!.

بلا خجل ظهر صالح ليحمّل معارضة حكمه المسئولية، وبلا خجل ايضاً وليغطي على جريمته وصف الحادث بالاشتباك بين سكان الأحياء المجاورة لساحة الاعتصام والمعتصمون، ظهر كحاطب ليل – كعادته طوال فترة حكمه- لكنه في النهاية يسجل مزيداً من نقاط السقوط نحو الهاوية التي ستودي به قريباً.

بدلاً من الاستجابة لمطلب الساحات ذهب مزهواً – وان بدأ أكثر ضعفاً كما لم يبدو من قبل- لإعلان حالة الطوارئ غير معترفاً بالدستور ولا البرلمان، متناسياً بأن البلد يعيش حالة طوارئ غير معلنة منذ حرب صيف 94م، وانها لم تثن الناس عن مطالبهم بحقوقهم والخروج للساحات العامة للتعبير عن حالة الرفض التي تسكنهم منذ ثلاثة عقود، ولن يعودوا لحالة السكون مرة اخرى بعد ان ارتفعت اصواتهم مطالبة بالرحيل والمحاكمة العادلة..وكفى.

قيران:

جثمان الشهيد احمد الدرويش مازال مسجى في ثلاجة الموتى في مستشفى الجمهورية التعليمي بمحافظة عدن منذ اعتقاله وتعذيبه ومقتله في 25/6/2010 على أيدي قوات الأمن المركزي بمعية السجان "مصطفى الحوري" بسجن البحث الجنائي.

الناس حمّلوا مدير امن عدن الأسبق "عبد الله قيران" المسئولية وطالبوا بتقديمه للمحاكمة العادلة كمجرم حرب على خلفية ماشهدته ساحات الحرية من قتل، لكن صالح أبى إلا أن يكرمه بتعيينه مديراً لأمن تعز لإتاحة الفرصة أمامه لممارسة مزيداً من القتل بحق المعتصمين في ساحة الحرية بمحطة صافر.

ربما للتعيين علاقة بحالة الخوف التي تسكن صالح من تعز، تعز التي حكمها 37 سنة، منها اربع قبل ان يصل لكرسي الرئاسة، لكنها تعز في النهاية ستسقط عرشه!!.