مكتب المبعوث الأممي يكشف تفاصيل لقاء سابق مع قيادات من حزب الإصلاح صاغت مسودته بريطانيا.. مجلس الأمن الدولي يصوت بالإجماع على قرار جديد بشأن اليمن الحكم على نجم رياضي كبير من أصل عربي بتهمة الاعتداء الجنسي الحوثيون يخنقون أفراح اليمنيين ..كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس مراقبون يكشفون لـ مأرب برس «سر» استهداف مليشيات الحوثي لـ أسرة آل الأحمر بصورة ممنهجة تفاصيل لقاء وزير الداخلية مع قائد القوات المشتركة لماذا دعت دراسة حديثة صندوق النقد الدولي لبيع جزء من الذهب الخاص به ؟ صدمة كبيرة بين فريق ترامب.. بسبب تعيين شخصية إعلامية في منصب سيادي حساس المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يوجه تحذيرا للمواطنين في خمس محافظات يمنية اليمن تزاحم كبرى دول العالم في قمة المناخ بإذربيجان .. وتبتعث 47 شخصًا يمثلون الحكومة و67 شخ يمثلون المنظمات غير الحكومية
من الطبيعي أن تختلف كل ذائقة عن أخرى ، فهناك من أثنى على أغنية – وليست أنشودة – الشاب ( عمار جعدان ) المُسماة بـ لا تقول من كم ؟ و هناك من استنكر الألحان المُبالغ فيها كون البعض يُسميها أنشودة تُعنى بالأعراس ، لا اخفي إعجابي الشديد بالألحان و الأداء الذي ينم عن مُبدع ، لكني و من باب أنَّ لكل فعل هدف ، و لكل قول مغزى ، كما لكل عمل فنَّي رسالة ، يهدف أصحابه إيصاله لذهن المُستمع أو القارئ أو حتى المُشاهد ؛ سأقوم بقراءة الأغنية قراءة نقدية بسيطة مُركزاً على الفكرة و الرسالة التي همّ الشاعر و المُغنِّي إرسالها للمستمعين و مُحبين الفن البديل ، مُستنكراً هذه الرسالة التي انضوت تحت الوصف الغزلي تارة ، و ربط الأخلاق و الجمال بالسعر و المادة تارةً أخرى ..!
كانت كلمات الأغنية كالتالي :
لا تقول مِن كَم ؟ .. آلا يا ولد يا ولد لا تقول مِن كَم ؟
سَهل لو يغْرم ... آلا من شاف حالي يشِلِّه سَهل لو يِغْرم
حَالي حَلاه و أجمل .. ألا وَردة تِفتح و عِطره .. حَالي حَلا و أجمل .
يِسحر عِيون الناس .. ألا قُمري خَفيف الدّم يِسحِر عِيون الناس .
أهم شيء الأخلاق .. آلا دوّر عتلقى آمانة ، أهم شيء الأخلاق ..
كُله أدب ذواق .. آلا هذا المَليح أغِنمه .. أهم شيء الأخلاق .
ما عاد تشوف الهَم .. آلا و الصوت جا لك و غنّى ، ما عاد تشوف الهَم .
مِن صِدق ما تِندم .. آلا مَن شَلّ حَالي آمانة ، مِن صِدق ما يندم .
سامي القوام أخيل .. آلا الخِل مالت غصونه سامي القوام أخيل
كُل الخَجل عنده .. آلا يو و الرزانة ، أمانة دُرّي المبسم.
بدا من المفهوم العام للأغنية أنها أشارت بأن الفتاة إذا كانت ذات أخلاق فلا تُقدّر بثمن ، ولكن إذا ما تعمقنا كثيراً في الكلمات لوجدنا أن مُجرد سؤال ( لا تقول من كم ؟ ) يعني أن هناك رقم مُحدد يجب أن يكون ثمناً للفتاة صاحبة الأخلاق الطيبة ، و جملة ( سهل لو يغرم ) أشارت إلى أن القيمة أو الثمن باهظ و ليست كالمفهوم الذي فهمه البعض أن الفتاة صاحبة الأخلاق لا تُقدر بثمن ..! و ما أعنيه هنا أنه ثمة فرق بين ألّا تُقدر الفتاة الجميلة و صاحبة الأخلاق بثمن و بين أن يُحدد لها ثمن غالٍ ..!
زد على ذلك أن جملة ( أهم شيء الأخلاق ) قامت بعملية تمويه على الجزء الأكبر من الأغنية و هو التغزل في الوصف الجسدي ..! فقد بدأت الأغنية بالحث على اختيار صاحبة الأخلاق ، مروراً بالصوت و من ثم القوام ، و انتهت بالمبسم عندما قال ( دُري المبسم )..!
استأثر الوصف الغزلي في الأغنية بأكثر من النصف من كلماتها ، في حين كان الظاهر أن القصد هو أخلاق الفتاة و ليس جمال مفاتنها ..! و هذا ما طغى و شاع فهمه ..!
لا شك أن المرأة تنكح لأربع كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : لمالها وحسبها و جمالها و لدينها ، لكن هذا لا يعني أنها إذا كانت جميلة و ذات أخلاق فلا بأس أن يكون سعرها مرتفع ، فقد كان صداق فاطمة الزهراء مُجرد درع وأباها سيد الخلق وهي خير نساء الأرض ..!
فمُجرد تسعير الفتاة يُعتبر إسفاف لشخص حواء و تقليل من شأنها ، لأن هذا الربط بين صفات المرأة و السعر ، يجعلها – المرأة - سلعة تُباع و تشترى ، فكلّما كانت مواصفاتها مُحسنة كانت أغلى و العكس ..!
عندما سمعت الأغنية لأول مره ، تراجعت بمخيلتي للمُسلسلات التاريخية التي تصوّر بعض تجار الجواري وهم يصيحون في الأسواق :
فتاة جميلة مُخلقة ..
تُغنّي لك و ترقص ..
لا تكن بخيلاً ..
ستسعدك ..
صدقني لن تندم ..!
اغنم الفرصة ، ولا تفكر في السعر ..!
انظر إلى جمالها ..
رشيقة القوام ..
جميلة الشفاه ..!
إلخ إلخ ..!
فمن كانت جميلة و هادئة و صاحبة أخلاق ؛ كان سعرها مرتفع ، في المُقابل من كانت غير جميلة ، فسعرها اقل ..! و كأنها جارية أو بقرة ( مع شديد احترامي للحوائيات )
بهذا الشكل كان صاحب الكلمات و المُغني قد اشتركا في التقليل من شأن حوّاء ، كما أهانا آدم- أيضاً – كونه شريك أساسي في هذه الصفقات التجارية .
في الأخير جاءت هذه الأغنية فقط لترسيخ مُعضلة غلاء المهور ( بالرغم من قناع الأخلاق فيها ) ، و في زمن قد هال أهله من كثر الفواحش بسبب عدم قدرة الشباب على الزواج ، بل في زمن ضاقت فيه صدور العوانس من جور وجشع آبائهن ، وهذا يعني أن الرسالة التي قدمتها الأغنية سلبية تماماً ، و الله من وراء القصد .
Hamdan_alaly@hotmail.com