تركيا تمنع مرور طائرة رئيس الإحتلال في أجوائها وتجبره على الغاء الرحلة طفل يموت بحكم قضائي.. سحبوا عنه أجهزة التنفس رغم معارضة أمه نقابة الصحفيين اليمنيين: نواجه حربًا واستهدافًا ممنهجًا من أطراف الصراع محمد بن سلمان يلغي رحلته إلى قمة العشرين.. ومصدر لبلومبرغ يكشف السبب وفاة 10 أشخاص وإصابة 4 في حادث مروري مروع بمحافظة ذمار رونالدو يكشف موعد اعتزاله كرة القدم.. هل سيكون مدربًا بعد تعليق حذائه؟ الداخلية السعودية : القبض على يمني قـ.ـتل آخر حرقاً بالأسيد وطعنه بسكين صدمة في اليمن بعد قيام الحوثيين بالإفراج عن أخطر إرهابي يقف خلف مجزرة ميدان السبعين الدامية عام 2012 نيابة الأموال العامة في الضالع تنفذ حملة لإغلاق محلات الصرافة المخالفة في قعطبة تم تعذيبه حتى الموت ..وفاة شيخ مسن ٌمختطف في سجون الحوثيين بمحافظة البيضاء
كان المعتقد أن بداية الثورة اليمنية هي تلك اليوم التي انطلقت فيها شرارة الثورة والذي صادف اليوم التالي لسقوط الرئيس المصري المخلوع في 12 فبراير2011م ، وكان المؤمَّل أن يتنحى الرئيس صالح عن السلطة رغبة في احترام خيار شعبه وتحت ضغط الشارع والمنظمات الدولية والحقوقية المعنية بانتهاكات حقوق الإنسان، أو على الأقل حقناً لدماء أبنائه وأسوةً بالزعيم الإندونيسي سوهارتو الذي غادر السلطة بعد أن تربَّع على سدة الحكم مدة 30 عاما، وذلك عقب سلسلة من الاضطرابات الطلابية التي شهدتها العاصمة الإندونيسية جاكرتا في العشرين من مايو من عام 1998م ،فلم يُقْتَل سوى بضعةٌ من المتظاهرين.
أو أسوة بأخويه السابقين: الفار زين العابدين بن علي والمتنحي حسني مبارك. وحفاظا على المنجزات التي حققها لشعبه طيلة الثلاثة والثلاثين عاما الماضية، ومراعاةً لجراح المجروحين الذين قهروا في زمن جبروته واستبداده، أو خوفا من الملاحقات الجنائية الدولية على الأقل لكن كل ذلك لم يكن.
هذا ما كان قد عوَّلَ عليه الثُّوَّار ؛ وحسبوا أن الرجل سيخضع لتلك الضغوطات و أنه سيلاقي ضغوطا خارجية تمنعه ومَن معه من أن يتمادوا في سفك دماء المعتصمين السلميين؛ وأن جرس الإنذارات الأمريكية والأوربية سيتتابع بأسرع ما كان في وضع حسني مبارك.
فكان الحاصل عكس تلك التوقعات! حيث استمر الرجل يأمر قواته بقتل الأبرياء وإهراق دمائهم في الاعتصامات، وكأن شيئاً لم يكن فليس هنالك من تصريح خارجي أشجع من الاستنكار العادي من الغرب الذي شكل ضغطا مناسبا على مبارك فاستقال لكن الغرب تعامل مع الثورة اليمنية بانحيازٍ سافرٍ إلى مصالحه.
أما الجيران فكل ما فعلوه هو المبادرة التي شجعته ومكنته من المراوغة واللعب بأكثر مما كان عليه ؛ وهذا أمرٌ غير مستَغْرب.
المستغرب والمفاجئ هو الموقف الأمريكي الداعم للرجل ضد خيار شعبه، على النقيض من الوضع الليبي (الذي دعم فيه الثوار) أو المصري (الذي ضغط فيه على مبارك ليتنحى) وكان الثمن المسبق مقابل تلك الحماية؛ تنازلات لم يقدمها أي زعيم عربي في دعم حرب ما يسمى بالإرهاب، فاتضح أنه جندي مخلصٌ لأمريكا في المنطقة ، وأنه قد أتاح لها السيادة اليمنية تنتهكها كيف شاءت ومتى شاءت، مُهْدِراً بذلك الدستور والأعراف والقوانين الدولية والقيم الأخلاقية ؛ الأمر الذي لم تؤمِّله أمريكا من حكومة الثورة القادمة سيما إن كان للاتجاه الإسلامي فيها حظ وافر كما يتوقعون.
فكان الأمر الفاضح هو المحافظة على الرجل بكل الوسائل والأسباب والتغافل عن كل الجرائم التي ارتكبها في حق الشعب اليمني، بل والضغط –مؤخرًا- وراء إخراجه بتلك الصورة المهينة (متحدِّياً)! ليؤكد أنه مازال وسيبقى يقابل التحدي بالتحدي ، فهم يريدونه باقيًا ولو دمية مادام لسانه لم يزل ينطق وعقله لم يزل سليما مناوباً في خيانة وطنه واضطهاد شعبه.
وأصبح من الضروري أن يدرك الشعب اليمني والثُّوار بشكل خاصٍ أمرين:
أحدهما :أن يوم خروج الرئيس اليمني معلنا التحدي بعد محاولة اغتياله هو يوم بداية الثورة الحقيقية (السلمية) ليست ضد نظام صالح فحسب ؛بل ضده وضد كل من وقف حجر عثرا أمام مطالب هذه الثورة السلمية النبيلة، حتى يُستأصل الولاء العسكري لتلك الأطراف التي تجاهلت وتتجاهل خيارات الشعب اليمني وماحل فيه.
فالثورة الحقيقية كان ينبغي أن تكون بدايتها هذا اليوم ،حيث بدى جليًّا أن أمريكا والمملكة العربية السعودية وراء وَأْد خيار الشعب اليمني وإطفاء لهيب الثورة بالقتل والظلم .
الأمر الثاني: لابد من أن يدرك الشعب اليمني أنّ ما يحدث اليوم من قتل للأبرياء في تعز وصنعاء وبعض المحافظات الجنوبية؛ لا يقل أبدًا عما يفعله معمر القذافي للشعب الليبي، وأن ذلك بخط أخضر من هذه الأطراف التي تريد أن تعاقب هذا الشعب بإبقاء الظلم والاستبداد، وحبس نَفَس الحرية.
وأن سياسة التجويع وارتفاع الأسعار وانعدام المواد الضرورية في البلاد وغياب الخدمات العامة كالغاز والبترول والكهرباء الذي تنفذه اليوم قوات بن علي ، هي ضرْبٌ من تلك الحرب على الشعب بأجمعه ،وكأن ذلك مِنّةٌ مَنَّ بها علي صالح على الوطن والآن يقوم بقايا نظامه بالانتقام بتوقيفها.
فالثورة الآن في بديتها الحقيقية وقوَّةُ التَّحدِّي فيها أنها ليست ضد صالح فقط بل ضد أعوانه من الداخل والخارج وضد كل من وقف في طريق تحقيق أمنيات هذا الشعب وهو أن يرى شمس اليمن تشرق وليس تحتها طاغية يحكم بظلم.
فهل كان ظهور صالح وقود جديد للثورة لتبدأ من جديد أم حبل إحباط يخنق معنويات الثوار ويدمر آمالهم؟.
*المشرف العام على موقع الوفاق الإنمائي.