لا خوف على الثورة
بقلم/ سنحان سنان
نشر منذ: 13 سنة و 4 أشهر و 23 يوماً
الجمعة 24 يونيو-حزيران 2011 10:26 ص

ان مفهوم الثورة يعني تغيير الوضع الراهن تغييرا جذريا بشتى مجالاته تغييرا ينطلق من ارادة الجماهير الثورية الحماسية التي لاتؤمن الابحقوقها فقط ولاتخشى عواقب نضالها من اجل انتزاع هذه الحقوق انتزاعا وان الديمقراطية والعداله الحقيقية هي العمود الحقيقي للصعود الى السلطه وانه يجب علينا الايمان بكل هذه المسميات التي لطالما سئمها المواطن العربي نتيجة لاستخدامه لاجندة سياسية ضيقة لاصله لها بالوطن والمواطن واليوم وقد خرجت الشعوب العربيه من عبوات الحكام الملهمون يعني على الجميع الايمان بكل مبادئ ثورات الربيع العربي اليوم ولكن هناك فريق يدعو للخوف من المستقبل وان الجماعات الاصوليه الراديكالية ستيسطر على الوضع وتحكم البلاد في القرون الوسطى وهناك من يخوف ان بعض المحركون لهذة الثورات ينادون باعادة حكم الخلافة الاسلامية واعادة اقامة الحدود ورفض الاخر وهذا خطا فكري لان صاحب الفكر التنويري الحضاري لايخاف من هذه التيارات ان كان صحيحا مايقول فالعصر الذي سياتي بعد الثورات هو عصر الديمقراطية التي يتنطع بها هؤلاء من انصاف المفكرون لانك مادمت تدعوا الى الديمقراطية فعليك ان تكون قابلا باي حزب او تيار يختارة الشعب هو نتاج للديمقراطية التي لطالما كانت هي الشعار الذي يرددة الجميع بان المستقبل يجب ان يكون بيد الجماهير التي ستختار من تثق به وترضى بارادة الناخبين كوسيله لادارة البلاد خلال الفترات المختلفه الديمقراطية هي فلسفة تعني قيام نظام عدالة اجتماعية ومساواة حقيقي وليست فقط ذهاب مجاميع من الناس الى صناديق كرتونية حددت نتائجها مسبقا لصالح الحزب الفلاني يقول المهاتما غاندي الديمقراطية كما افهمها هي حصول افقر الفقراء عل نفس الفرصة التي يحصل عليهااغنى الاغنياء دون انتقاص معنى هذا ان على التيار المعاكس لاردة الجماهير ان يقبل بالواقع مالم فسيرى نفسة خارج السياق ففي اليمن اليوم تيار لابأس به ينادي بالتنوير على طريقته وهي رفض كل انسجة المجتمع اليمني من قبائل وعسكر واحزاب مدنية وهذا بعيد جدا عن مفهوم الدولة المدنية الحقيقيه فالدولة المدنية هي دولة المواطنة والحقوق المتساوية وتطبيق الدستورالمدني القائم على الشريعة والقيم والاخلاق فالمدنية لاتعني الابتعاد عن القيم والمفاهيم لاي مجتمع فالليبرالية تعني ان يعيش الانسان متحررا على اي طريقة يراها مناسبة لخدمة الوطن من خلال برنامج شعبوي فكري يلمس احتياجات الجماهير ويتجاوب معها لاظهار مدى قدراته في خدمة وطنة

يؤلمني احيانا بعض الاشخاص ممن يدعون انهم جزء بالثورة لكنهم يرفضون كل من انضم الى الثورة الشعبيه فالثورة بمعناها الشعبوي ان تجمع كل الاطياف والانسجة المجتمعيه التي عمل النظام على تمزيق هذا النسيج فليس من حق اي احد ان يرفض الاخر

يقول الدكتور ياسين سعيد نعمان "ان الذين يخرجون طلبا للحرية لابد ان يتسلحوا بثقافة الحرية قبل ان يقرروا الالتحاق بطوابير المناضلين من اجلها "وهذا يعني ان لاصلاحية لاحد ان يرفض شيخا او قائدا عسكريا انضم لثورة الشباب الشعبيه لانهم بهذا المنطق يخدمون السلطة من الجانب الاخر ان فشل الثورات العربية السابقة كانت بسبب الاقصاء والتفريق بين مكونات الشعب من خلال تقسيم المكونات الشعبوية الى جمهوريين ورجعيين وهذا كان سبب فشلها فالثورة مفهوم عظيم اتي لتغيير بلد باكمله فالثورة ايضا هي ثورة مفاهيم لدى المجتمع فالقبيلة اليوم اثبتت انها تريد العيش الكريم والاندماج مع مكونات الشعب المدنية الاخرى ولعل موقف الشيخ صادق بن عبدالله الاحمر اكبر شيخ يمني يقول لقد هرمنا ومللنا من حياة العسكرة نريد ان نعيش بامن وسلام وان يسري قانون الجمهورية على الجميع فلا احد فوق القانون فيكفي يمنية اليمني ان يحصل على حقوقة كاملة غير منقوصة وان يقول الجنرال علي محسن صالح اننا نعلن دعمنا وتاييدنا لثورة الشباب السلمية واننا مستعدون لتسليم زمام القيادة الى من يقرره الشباب لقد ضربت هؤلاء المثلين لما كان لهما من تاثير وميكافيلية بين اوساط الشعب فالاول كان بمثابة صاحب السلطة القبلية العليا التي لاتخضع لاي قانون والثاني كان بمثابة الشخصية العسكرية الوهمية النافذة على مستوى اليمن باكملة وهذا يعني ان هؤلاء المكونان العسكري والقبلي التي سيتم صهرهما مع هيئات المجتمع الاخرى .

ان المرحلة القادمة هي مرحلة صعود التيار المدني التنويري صاحب المشروع النهضوي الحضاري الى الحكم لان الشعب بعد قيام الثورة تحول الى ملايين من المحللين السياسيين وقادة الراي الذين صحوا لاول مرة وعادت اليهم هويتهم بعد اختطاف لعقود من الزمن ونجاح الثورة مرهون باستمرارية هذة الطبقة التي كانت بعيدا عن صناعة القرار ومطابخ السياسة والغرف المغلقة الثورة ستنجح لانها خرجت من الحواري الفقيرة ومن طبقة الفلاحيين والكادحين الذين لطالما انتظروا متى سينصفهم القدر والعدالة الربانية التي تطال كل بشر اي كان فالقول ان الثور اختطفت وان الاحزاب كانت بمثابة الريمونت كنترول لها هذا خطأ سياسي كبير لان اي ثورة شعبية لاقيادة لها انما هنالك داعمون ومحركون فقط فالساحات هي من تحسم المطالب الثورية نعم الاحزاب جزءا منها ومهمتها عقلنة الثورة وايصال صوتها الى جميع بقاع الارض فهذه هي مهمة الساسة فاي ثورة لها جانبان سياسي وثوري فان فشل الجانب السياسي كان الجانب الثوري العملي اداة الحسم ولو باي ثمن كان لان دور السياسة يصبح بلا معنى عند نظام لايرى غير نفسة ويرى ان بديلة هو الدمار والهلاك وهذة كانت المعول الاول والاخير المسبب لهذه الثورات

ان عوامل الهدم الذاتي لهذه الانظمة هي انها اتخذت من عباءة الديمقراطية وحب الوطن كغطاء لكل الافعال لتبريرها امام الجماهير التي نست هموم القيادة والسياسة وتحولت نحو صراع مرير نحو البحث الطويل على لقمة العيش فلاهي كانت ملكية وخدمت الشعب واستمرت في الحكم الى ماشاء الله ولاهي بنت دولة مؤسسية مدنية ديمقراطيه حقيقية ليست شكلية تقوم على العدالة والمساواه وحرية الراي فكان الناس حائرون بين انظمة جمهورية الشكل قمعية الهوى فصبروا حتى بلغ السيل الزبى وانتجوا هذه الثورات العضيمة واليمن السعيد جزءا من هذا الكيان العربي فالثورة اليمنية قد انهت سلالة علي صالح بلا رجعه انما مقامرتة اليوم على البقاء لايام هو لان هذا الرجل حكم البلاد وكان الفرد الاوحد الحاكم بامر الله فمن الصعب التسليم دون خرط القتاد لكن الثوره قد نجحت جزئيا وستكمل اهدافها انما المسألة وقت فقط ونرى نظام جديد مغاير عن سابقة تماما يؤمن بالحقوق والحريات والعدالة وهذه مانراهن عليه ان يتم انجازه من قبل شباب الثوره لانهم اداة الحسم الوحيدة المعول عليها وهذه هي الفلسفة التي سطرتها الشعوب خلال المرحلة السابقة وستتواصل هذه الثورات مادام هناك طغاة على ارض بنو يعرب بمختلف مسمياتهم او مشاربهم لان مدرسة الطغاة واحده والنهاية واحدة وان اختلف الشكل لكن المضمون هو الرحيل المر .