بعد تحديث بوتين عقيدة روسيا النووية.. أردوغان يوجه تحذيراً لـ الناتو على طريقة الاحتلال الإسرائيلي.. مليشيات الحوثي تهدم منزلاً على رؤوس ساكنيه ماذا ينتظر وكلاء طهران في اليمن في عهد ترمب...وهل سيكون هناك استهداف للقادة الحوثيين ؟ كيف نجا البرنامج النووي الباكستاني من مخططات إسرائيل والهند ؟ السعودية تحدد أقصى مبلغ يسمح للمقيمين بتحويله إلى خارج السعودية وعقوبة بالترحيل الفوري مفاجآت صحية حول تأثير البرتقال على الكبد والكلى رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع في أول مهمة دولية تبدأ بالقاهره وتمر عبر الإتحاد الأوروبي مجلس الأمن يوجه دعوة عاجلة للحوثيين تفاصيل لقاء وزير الخارجية السعودي مع نظيره الأمريكي بخصوص مستجدات المنطقة مؤسسة توكل كرمان تطلق برنامج تدريبي يستفيد منه أكثر من عشرة آلاف شاب وتأهيلهم لسوق العمل وتمكينهم عبر الذكاء الاصطناعي
بدى واضحاً في الآونة الأخيرة بروز مؤشرات تحول المزاج العام في نظرته لأداء الرئيس عبد ربه بعد اربعة اشهر ونصف من توخي الحذر في نقده ، وإتاحة مزيداً الوقت والفرص ، مستندين الى الأمل في ان يثبت الرجل قدرته على المهمة الكبرى التي فوضه الشعب لانجازها" التغيير وبناء اليمن الجديد " ، الرجل الذي وجد نفسه في موقع قطب الرحى من زاوية المبادرة وآليتها ، ومن زاوية التفويض الشعبي الكبير الذي صوت له في ٢١ فبراير
غير ان الرئيس لم يستوعب بعد حتى الآن المهمة التي فوضه الشعب بإنجازها ، ولم يستطع ان يضع نفسه في مسارها ؛ التغيير وبناء اليمن الجديد ، مع ان الجملة التي تلخص العقد بينه وبين الشعب كانت شعاره الانتخابي
لقد خرج اليمنييون في ثورتهم السلمية بالملايين وقدموا آلاف الشهداء واضعافهم من الجرحى ، ومئات الالاف من الشعب رابطوا واعتصموا في الميادين والساحات وخرج الملايين بتواتر منتظم طوال عام ٢٠١١ ؛ ولم يكن عبد ربه منصور هادي ليأتي الى موقع الرجل الاول لولا هذه الشرعية الثورية ، المعززة بالشرعية الشعبية التي ترجمها مايقارب سبعة ملايين صوت كتبوا اسمه في خانة الرئيس وراهنوا على شخصيته ودوره لانجاز مهمة التغيير التي ثار الشعب من اجلها
غير ان الرئيس عبد ربه لا يبدو حتى الان انه قد اعترف بوجود ثورة في اليمن ، ومن دون هذا الاعتراف بدور الشعب لن يكون بمقدوره ان يفعل شيئاً ، وسيبقى ضعيفاً امام رئيسه السابق الذي يخيم ظله المثير للارباك في كل زاوية من القصر الى مواقع السلطة المختلفة ، ويستهلك كل مجهوده ووقته في حسبة مصالح مراكز القوى والاحزاب لانه لم يستوعب انه اصبح رئيساً ، غدى معنيا بإنجاز مهمة التغيير والاعتراف بالشعب وثورته كمرجعية اولى لأدائه وقراراته وتوجهاته
في لقاءه بالمجلس الوطني قيل ان الرئيس لا زال يشكو ، بعد ما يقرب من خمسة اشهر ، من عدم قدرته على إدارة البلاد من دار الرئاسة ، وأن منزله يتعرض لإطلاق النار بشكل مستمر ، ولو صح أن الرئيس صدرت منه هذه الشكوى فالوضع مقلق ، لأن المسؤول الأول بالبلد ومن بيده امكانية إصدار القرارات يتعاطى مع الحال بسلبية تثير الريبة .
الشعب لا يعرف الآن علي صالح وبقاياه ، ولا حتى الحكومة التي أدمن رئيسها البكاء وأشاع جواً من عدم الثقة بشخصه وحكومته ، الشارع اليمني لا يعرف سوى المسؤول الأول الذي فوضه وخرج بالملايين للتصويت له حتى لا يتعلل بالمبادرة ويظل وكأنه أمين سر لآليتها ، وعليه أن يتصرف كرئيس ويصدر القرارات ، ويصارح شعبه بالصعوبات التي تواجهه بشفافية ووضوح
عبد ربه منصور هادي هو رئيس كامل الصلاحيات على جميع المستويات وقد منحته الآلية سلطات إستثنائية إضافية ، فإذا أختلف الفرقاء في حكومة الوفاق كان هو المرجعية ورأيه مرجحاً وحاسما ، وإذا تعذر الوصول الى توافق في البرلمان المزمن رفع الأمر إليه وكان رأيه حاسماً ، هذا فوق الصلاحيات الدستورية الممنوحة له كرئيس
ومع ذلك كله مضى الآن مايقارب ربع المرحلة الانتقالية دون أن يشكل الرئيس فريق عمله ومساعديه ومعاونيه في مؤسسة الرئاسة ، وقد فسر فقيه القانون الاستاذ نبيل المحمدي ذلك بأن من المتعذر على رئيس لم يستطع بعد تشخيص الحالة والوضع العام وتحديد مهمته والملفات الرئيسية التي تنتظر عمله وجهده ، من المتعذر عليه تشكيل فريق عمل ومساعدين لأن طبيعة المهمة المنوطة به لو وضحت في ذهنه هي من سيحدد نوعية الفريق الرئاسي المعاون ومن يتولى المؤسسات التابعة للرئاسة والتي يعتبر عملها جزئاً من سلطة الرئيس نفسه وبرنامجه .
ومن دون وضوح المهمة التي ثار اليمنييون من أجل تحقيقها سيعاد إنتاج مراكز القوى في أسوأ صورها ، وسيؤدي ضعف مركز السلطة الأول " مؤسسة الرئاسة " الى فتح باب الاحتمالات السيئة كلها بما فيها الانهيار والحرب الاهلية التي قيل لنا ان التسوية جنبت اليمن ويلاتها
الوفاء للشهداء اللذين ضحوا من أجل التغيير واستعادة هيبة الدولة ، وآخرهم الشهيد البطل سالم قطن يقتضي تحقيق اهداف الثورة السلمية ، وعدم الرضوخ والاستسلام للأمر الواقع وإعادة إنتاجه بمبررات التوافق والحسابات السياسية ، ومن دون هذا الإنتماء للشعب ومصلحته العامة وأهداف ثورته ستكون الحال أسوأ من النظام السابق
كما أن البطء في التعاطي مع مقتضيات القضية الجنوبية ، وتجاهل شركاء دولة الوحدة اللذين طردوا من اعمالهم ونهبت آراضيهم وممتلكاتهم لا يعني سوى تشجيع تيار فك الإرتباط بما يتوفر له من مبررات في ظل هذا التجاهل ؛ وفي ظل معطيات ضعف سلطة الدولة ، وبقاء الوضع معلقاً في حالة " بين البين " والأهم والأكثر فداحة أن يفقد الشارع الثقة برئيسه وقدرته على إستعادة الدولة ومؤسساتها السيادية لتكون في إمرة الإرادة الوطنية الجامعة التي يمثل الرئيس رأس حربتها الأول