عذراً.. صالح الحميدي
بقلم/ وضاح الاحمدي
نشر منذ: 14 سنة و شهرين و 7 أيام
الثلاثاء 07 سبتمبر-أيلول 2010 11:47 م

أربعة سنوات من الألم والمعاناة حد الموت , ووحدك تصارع المرض بيدين فارغتين لا تملكان الا تسابيح أمك المفزوعة وصلوات أولادك الخمسة .

وحدك صالح الحميدي زميل المهنة ورفيق درب الألم المستديم في أعماق الروح والجسد إذ ترقد منبوذا منذ أكثر من شهرين تصارع الموت في احد مستشفيات القاهرة جراء تليف في الكبد وبلهارسيا حادة وأعراض أخرى لا تقوى على تحمل نفقات وتكاليف عالجها .

عزيزي صالح .. عذرا لأننا تجاهلناك ..أهملناك..لأننا أسكناك زاوية مظلمة من النسيان والجحود رغم أننا نسكن جراحات روحك المرح والبرئ حد الطفولة ,وقلبك المتهالك الملئ بطهر الأنبياء ..

عذرا .. لأننا لم نمنحك بعضا من الشعور تجاه معاناتك .. بعضا من الإحساس تجاه عائلتك المرابطة على صخر الانتظار.

عذرا .. لان رسالتك التي بكيت فيها أولادك ومستقبلهم المجهول من بعدك لم تصل بعد إلى أروقة نقابة الصحفيين لانشغالنا بالتضامن مع قناة \"الجزيرة\" و\"شائع\" و\"شرف\" ...

عذرا ..لأننا بائسون ..واهنون ..عاجزون لا نستطيع أن نمدك بشي عدا جسرا من الكلمات المفرغة ووردا اسود في انتظار تابوت رحلتك السرمدية .

حتى أننا لا نملك قرار أن نهديك أنشودة الوداع بينما أنت تحجز الخطو بثبات نحو الأبدية والخلود .

عذرا .. عن كل شيء .