كاد أن يموت هلعا في مطار صنعاء الدولي.. المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يكشف عن أحلك لحظات حياته . عاجل لهذه الأسباب تسعى إسرائيل الى تضخيم قدرات الحوثيين العسكرية في اليمن؟ إسرائيل تسعى لإنتزاع إدانة رسمية من مجلس الأمن ضد الحوثيين في اليمن وزارة الأوقاف تكرم 183 حافظاً وحافظة بمحافظة مأرب وزير الأوقاف يدعو الى تعزيز التعاون مع الدول العربية التي حققت نجاحات في مجال الأوقاف رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع يلتقي رئيس المنظمات الأوروبية المتحالفة لأجل السلام عاجل: غارات جديدة على اليمن المعبقي محافظ البنك المركزي يتحدث عن أهمية الدعم المالي السعودي الأخير للقطاع المصرفي ودفع رواتب الموظفين تعز: مقتل جندي وإصابة آخرين في قصف مدفعي حوثي بجبهة الدفاع الجوي اليمن تبحث عن فوزها الأول في كأس الخليج اليوم أمام البحرين وحكم اماراتي يدير اللقاء
سأحكي لكم قصة عن حارتنا، وهي قصة قد يعرف البعض قصصا كثيرة تشبهها، فبعد عناء دام عقدين من الزمن حظيت حارتنا قبل خمس سنوات بمشروع المياه والمجاري الذي أزال غـمّاً طافحا تأذينا منه كثيرا، ولم نكد نفق من صدمة الفرحة هذه حتى جاءنا مشروع أجمل حمل الرَصف والسفلتة إلى شوارعها المعذبة، فغطى الإسفلت معظم الطرق وزينت الأحجار أزقتها الضيقة، وبتنا نتحدث عن حارة جميلة لا تبعد عن ميدان التحرير سوى كيلومترين اثنين فقط، وباتت عن جدارة من مكونات هذا النسيج العمراني الآخذ في التجمًل كقدر لقلب العاصمة لا بد منه، غير أن النعمة في غياب الرقابة والمتابعة لا تدوم حتى النهاية وهذا ما حدث لحارتنا حارة "سواد حنش".
قد يكون اسم حارتنا غريبا بعض الشئ ويستحق العقاب لكن ليس بالقسوة التي تحدث لها اليوم، فبعد أن ذاقت نعمة التحسين العمراني فوجئنا ببعض الجهات تنتزع منها كل مقومات الجمال والراحة التي شعرنا بها كالحلم لأسابيع قليلة، وإليكم الصورة الحالية لشوارع الحارة منذ شهور عديدة: أكوام متناثرة من الحجارة ومخلفات الرصف في كل شارع وزقاق ونحن نعني استخدام كلمة "كل" لأنه لا استثناء، وحفر مفتوحة طولية وعرضية من أثر أعمال إمدادات المياه أو الكهرباء ومما لم نفهم معناه أيضا، جعلت من بيع قطع غيار السيارات في الجوار تجارة رابحة.
غير أن الأدهى من ذلك هي قصة جسر الحارة الذي يصل بين ضفتي شارعها الرئيسي الذي يعتبر المنفذ المهم لمعسكر النقل المجاور والممر الأنسب للمرور لمن أراد الهروب من زحمة الدائري الشمالي في اتجاهي الحصبة أو الجامعة، ويا لها من قصة!
ففي ديسمبر الماضي حدثت معجزة صغرى حقيقية؛ إذ قام عمال قليلون بهدم الجسر الضخم في ثلاثة أيام فقط أدهشت الصغار عندنا قبل الكبار، وأعطت مؤشرا يصعب حينها مجادلته على جدية الإنجاز المزمع في حارتنا، ومع الوقت نسينا لماذا هدموا الجسر أصلا ونسينا أكثر لماذا لم يعد بناؤه سوى جزئيا بعد سبعة أشهر من هدمه، ومازال الجسر حتى هذه اللحظة نهبا للأقاويل والإشاعات دون أن يكتمل، فهل عاد الجسر بالربح من وراء بيع حديد الجسر في شكل خردة لمن هدمه كما يقال؟ وهل وهل وهل..، لكن ما فائدة الأسئلة وما يقال مادام الجسر قائما مثل الشبح لا فائدة منه ولا ربح فيه لأي ساكن أو عابر في أراض سواد حنش.
وقمنا بواجبنا، وخاطبنا بالطبع أعضاءً في المجلس المحلي للمديرية والمحافظة لأننا انتخبناهم كي نخاطبهم في مشاكل مثل هذه، فسألناهم: ألا يفترض أن يتم تسليم السائلة والجسر والسفلتة والرصف كما سمعنا في الصحف منذ عام تقريبا؟ أين هي الرقابة والمتابعة لأمانة العاصمة والمجلس المحلي في مشروع حساس مثل هذا؟ ولماذا لم يتم تبديل المقاول إذا كان غير قادر على الإنجاز؟ ومن المسؤول عن إزالة مخلفات الرصف التي سببت من المشاكل بين الجيران ما سببت وتسبب؟ وغيرها من الأسئلة التي أتصور أن بعضكم قد يسألها الآن ولكن عن حارته أوحيّه. وكان الجواب بكل أسف أن حيرتهم هي أكبر من حيرتنا نفسها بسبب غرابة اسم حارتنا العتيدة "سواد حنش".
* خبير إعلامي ومدرب