آخر الاخبار

مليشيا الحوثي تسخر من تهديدات ترامب تدخل إنساني رفيع من برنامج حيث الانسان مع الصيدلي الذي دفع ثمن إنسانية كل ما يملك.... هكذا عادات الحياة من جديد مع فايز العبسي قرابة مليار دولار خلال عدة أشهر ..مليشيا الحوثي تجني أموال مهولة من موانئ الحديدة لتمويل أنشطتها العسكرية . اللجنة الدولية للصليب الأحمر تكشف عن دعمها للمرافق الصحية والمستشفيات في مناطق سيطرة الحوثيين عقب الهجمات الأميركية عقوبات أمريكية جديدة على إيران وكيانات وشبكات تهريب تموّل الحوثيين هل تغيّر واشنطن خطتها ضد الحوثيين لتكون أكثر حسماً.. أم ستكرر السيناريو؟ نتائج المنتخبات العربية في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2026 خلال اجتماع موسع مع قادة الكتائب والسرايا والضباط..قائد شرطة حراسة المنشآت وحماية الشخصيات بمأرب يشدد على رفع الجاهزية وتثبيت الأمن مأرب: الجمعية الخيرية لتعليم القرآن تنظم برنامج سرد القرآني ل200 طالب. تتضمن 59 مادة موزعة على 6 أبواب.. الفريق القانوني يسلم الرئيس مسودة القواعد المنظمة لأعمال مجلس القيادة تمهيداً لاعتمادها وإصدارها بقانون

جلد الذات!
بقلم/ عبده بورجي
نشر منذ: 14 سنة و 11 شهراً و 29 يوماً
السبت 20 مارس - آذار 2010 07:32 م

انتابت صديقي مشاعر من الغضب المكتوم والحسرة وهو يستمع وهو على كرسي الحلاقة في أحدى الصالونات بالعاصمة صنعاء إلى أحاديث بعض الشباب الذين تواجدوا حينها في ذلك الصالون وكانوا يتابعون بحماس مباراة في كرة القدم كان ينقلها التلفاز بين منتخبنا الوطني للشباب ومنتخب دولة شقيقة وكانوا يطلقون تعليقاتهم الساخرة على منتخب بلادهم مع كل هدف كان يحرزه في مرمى المنتخب الضيف .. في الهدف الأول الذي أحزره المنتخب اليمني قالوا حظ.. وحين كرر منتخبنا في شباك مرمى الضيف هدفه الثاني صاح احدهم غاضباً اللعب للمنتخب الشقيق والاهداف لنا..

وعندما سدد المنتخب اليمني هدفه الثالث صاحوا جميعاً وبصوت واحد "مبيوعة والحكم منحاز " وبدو ساخطين وغير مرتاحين او مقتنعين بالنتيجة التي أحرزها منتخب بلدهم وكأنهم قد استكثروا ان يفوز رغم ما قدمه لاعبوه من أداء جيد ومهارات وقدرة هجومية في الملعب فاقت منافسهم ومكنتهم من إحراز فوز مستحق لهم..بل أنهم علقوا حتى على وجود الجمهور اليمني الكبير من المشجعين في الملعب والذين جاءوا لتشجيع منتخبهم الوطني قائلين بأن هؤلاء لم يأتوا للتشجيع ولكنهم جاءوا مكرهين لإنطفاء الكهرباء في منازلهم!

والتأمل في هذه الواقعة وغيرها من الأحداث والمواقف المشابهة التي يكون فيها بعض اليمنيين للأسف طرفاً في نقاش او حديث يتناول أي شيء له صلة باليمن سواء فيما بين بعضهم البعض او مع الاخرين فإنه سرعان ما تكتشف بأن هؤلاء اليمنيين يمارسون في حق انفسهم ووطنهم ما يمكن اعتباره (جلداً للذات) بل تقزيماً لها وحطاً من شأنها وهو ما ينبغي الوقوف امامه بتمعن وعمق ودراسة لمعرفة أسبابه ودوافعه؟ ولماذا يمارس ذلك البعض مثل هذا الجلد القاسي للذات؟ ولماذا يغيب الشعور بالفخر والاعتزاز بالانتماء لليمن والولاء له والاعلاء من شأنه في مثل هذه النفوس التي ظل يستوطنها شعور متأصل "بالدونية" وعدم رؤية أي شيء ايجابي أو جميل في وطنهم يستحق الحديث عنه أو الثناء عليه او التباهي به او إظهاره للآخرين بصورة زاهية او غير متحاملة وفي إطار التعريف بهويتهم اليمنية او الاستدلال عليها .. وهل السبب وراء ذلك يعود إلى نقص معرفي او جهل باليمن وتاريخه ومكانته وحضارته ودور أبنائه وفي مختلف العصور قديمها وحديثها ام هو غياب للشعور بالانتماء والولاء للوطن ارضاً وانساناً وتاريخاً ووجوداً .. أم انه تعبير عن خلل ما في مناهج التعليم واساليب التربية والتوعية والتثقيف والاعلام والارشاد والتوجيه .. ام هو نتيجة لشعور متعاظم بالإحباط واليأس تمكن من النفوس المتصحرة فلم تكترث للتعبير عن أي معنى جميل تبرزه عن وطنها أو تقديم أي صورة ايجابية أو مشرقة له عند الاخرين أو التخاطب من خلالها مع عقولهم ووجدانهم للتأثير فيهم لجعل اليمن وأبنائه في المكانة اللائقة بهم كما تفعل سائر الشعوب عند حديثها عن اوطانها ودفاعها عنها ومصالحها والاعلاء من شأنها وباعتبار ان حب الاوطان من الايمان وتجسيداً لما قاله ذلك الشاعر الذي انشد عن وطنه معتزاً ومفاخراً ومتفانياً في سبيله:

(وطني لو شغلت بالخلد عنه .. نازعتني إليه في الخلد نفسي)

فهل نحن فعلاً بحاجة إلى جرعة وطنية لنحب وطننا أو نخلص له ونظهره في أعيننا وأعين الآخرين في أبهى صورة وأعظم مقام وكيف نفعل ذلك؟ ومتى؟!.. ومتى سنكف عن (جلد الذات) والتحقير من شأن أنفسنا وكل ماله صلة بوطننا وواقعنا؟! ومتى سنتعلم من أولئك الذين أحبوا أوطانهم وعشقوها وتفاخروا بها ووضعوها في حدقات أعينهم ومهجهم وتفاخروا بالانتماء اليها وزينوها في عيون وعقول وقلوب كل من صادفهم من غير أبناء وطنهم وجعلوا منها مرادفاً للعظمة والجمال والمجد والزهو والفخر والشموخ وحيث استقر الوطن في وجدانهم حقيقة أزلية راسخة لا يمكن التفريط فيها أو التنازل عنها تحت أي ضغوط او ظروف أو تباين في وجهات النظر فكان الوطن لهؤلاء الماضي والحاضر والمستقبل والكينونة والوجود والهوية والعنوان .. انصهرت فيه أرواحهم وأمانيهم وهمومهم وآرائهم وعطائهم وتمازجت في ظلاله تطلعاتهم وأحلام أجيالهم المقبلة.

وما أحوجنا نحن اليمانيون من أقصى الوطن إلى أقصاه بمختلف فئاتنا وأعمارنا وتوجهاتنا ومواقعنا في المجتمع أن نتقي الله في وطننا ونشاطر "الفضول" ندائه وصرخته ونصيحته وهو يردد بعذوبة وصدق شاعر:

إملأوا الدنيا إبتساما وأرفعوا في الشمس هاما

وأجعلوا القوة والقدرة في الأذرع الصلبة خيراً وسلاماً

وأحفظوا للعز فيكم ضوءه

وأجعلوا وحدتكم عرشاً له

واحذروا ان تشهد الأيام في صفكم تحت السماوات إنقساماً

وأرفعوا أنفسكم فوق الضحى أبداً عن كل سوء تتسامى

أيها الخيرُ الوفيرُ..أرضنا واحة خير..كل خير من على أجنابها قد أمرعا

أيها المجدُ الكبيرُ..أرضنا ساحة مجد..كل مجد قد دنا تحت سماها اجتمعا

أيها الشر المغيرُ أرضنا أرض تحدٍ..كل شر قد تحدى الخير فيه أنصرعا

يا بسالات الفداء.. إننا شعب فداء.. أحلامنا نبتت فوق قبور الشهداء

يا جلالات العطاء.. إننا شعب ندى.. أيامنا لم تلد غير نفوس الكرماء

يا رسالات السماء إننا شعب هدى..إسلامنا أزهرت فيه أماني الأنبياء

*****

وأخيراً التأمل فيما قاله شاعرنا الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح عن اليمن:

(( في لساني يمن ..

 في ضميري يمن ..

 تحت جلدي تعيش وتحيا اليمن ..

 خلف جفني تنام وتصحو اليمن ..

 صرت لا أعرف الفرق ما بيننا ..

 أيُّنا يا بلادي يكون اليمن )).