توجيه عاجل من مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء برفع جاهزية المستشفيات وبنوك الدم وتجهيز سيارات الإسعاف ما حقيقة خصخصة قطاعات شركة بترومسيلة للاستكشاف النفطية في اليمن أبرز خطوة رسمية لتعزيز الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني في اليمن وزير الأوقاف يفتتح أكاديمية الإرشاد مدير عام شرطة مأرب يطالب برفع الجاهزية الأمنية وحسن التعامل مع المواطنين أردوغان في تصريح ناري يحمل الموت والحرب يتوعد أكراد سوريا بدفنهم مع أسلحتهم إذا لم يسلموا السلاح عاجل: محكمة في عدن تبرئ الصحفي أحمد ماهر وتحكم بإطلاق سراحه فوراً الاستهداف الإسرائيلي للبنية التحتية في اليمن يخدم الحوثيين ... الإقتصاديون يكشفون الذرائع الحوثية الإدارة السورية الجديدة توجه أول تحذير لإيران رداً على تصريحات خامنئي.. ماذا قال؟ هجوم مضاد يسحق الميليشيات في تعز والجيش يتقدم إلى شارع الأربعين و يسيطر على مناطق استراتيجية حاكمة.. مصرع وإصابة 23 حوثيًا نزوح للمرة الثانية في مأرب.. أكثر من 2500 أسرة تركت منازلها مضطرة
مع حفظ الألقاب الأممية , عندما أوفد السيد الأخضر الإبراهيمي إلى اليمن العام 1993م , لفك الاشتباك السياسي بين القوتين السياسيتين آنذاك , كانت مهمته محددة المعالم بطرفين , اتفقا على وحدة اندماجية لدولتين كانتا ذات مركز قانوني كلا مستقل عن الأخر , وبرغم كل الجهود المضنية التي بذلها الأخضر الإبراهيمي مشكورا عليها لتفضي إلى "وثيقة العهد والإنفاق" التي رعاها الملك حسين بن طلال رحمه الله , فقد اندلعت الحرب بين الشمال والجنوب , لأن القوتين السياسيتين آنذاك كانتا قد قررت الحرب سلفنا, إلا أنها أحبت أن تستنفذ المساعي الحميدة للسلام , لتستقي شرعيتها للحرب , وفي تلك الحرب اللعينة , انتصر الشمال بفضل الزخم الشعبي الجنوبي للوحدة وليس بقوة الشماليين , واليوم جاء السيد جمال بن عمر لفك الاشتباك السياسي للقوى الحزبية في اليمن متعددة المشارب والاتجاهات والو لاءات , وأيما فرق بين مهمة الأخضر الإبراهيمي بالأمس ومهمة جمال بن عمر اليوم , فمهمة بن عمر تبدو أكثر صوبة لتعدد أطرافها الممولة من الخارج , ولعدم وجود دولة مركزية قوية , ولأن الأطراف اليوم هم عبارة عن شخصيات لا مؤسسات , ومشايخ لا سياسيين , وقوى عسكرية لا مؤسسات وطنية , ومراكز نفوذ مالي ممول, لا مشروع اقتصاديين ,
ويبدو أن بن عمر قد صعب المهمة على نفسه , فقد أستطاع أن يفهم الشخصية اليمنية ويندمج معها فكرا ومستشارين , ولكنه لم يستطع أن يختار شوكة الميزان الصحيحة التي ستجعل من كل تلك الأطراف المتشابكة بغرض الوصول لدفة الحكم السياسي للدولة التي خلفها الرئيس السابق علي عبدالله صالح , عبارة عن ثكنة فساد تشاركيه تتحكم بدفة مستقبل الحكم السياسي عن قرب وعن بعد , فتلك الأطراف المتشابكة التي كانت معظمها موالية للرئيس السابق , وبعضها مهادن له على مدى فترة حكمة , بما فيهم شركائه من الإخوان المسلمين الذين تحالفوا معه لعقود , اليوم تتصارع على إرث خلفته دماء شباب وجماهير الشعب اليمني البري , وهذا ما لم يستطع السيد جمال بن عمر إدراكه أو أنه أدركه ولكنه خضع لمنطق القوة لا منطق العدالة الانسانية الدولية , فمباركته لسيطرة الأحزاب السياسية في اليمن على اللجنة الفنية للحوار الشامل وطريقة اختيار المستقلين , صعب الحوار وحصره بين ممثلي الأحزاب وقوى النفوذ العسكري والعائلي , وأخرجت تلك المباركة العمرية نحو 66% من اليمنيين من طاولة الحوار الوطني الشامل , وهم عبارة عن الجماهير الشعبية , والشخصيات الوطنية المستقلة , والشباب المستقل الذي قد دماءه رخصيه في الساحات قبل هروب الأحزاب إلى الأمام باتجاه الثورة الشعبية الشبابية اليمنية , وهو يصرخ "ارحلوا يا رموز الفساد تحيى اليمن تحيى فلسطين تحيى الأمة العربية تحيى الأمة الإسلامية" ,
واليوم السيد جمال بن عمر في مأزق الشباب والمنظمات والمستقلين , بعد أن أعلنت لجنة الحوار الفنية , تشكيل لجنتين من قوامهما لاختيار المستقلين والمنظمات للتمثيل في الحوار الوطني الشامل , فماذا أنت فاعل في اليمن يا سيد جمال بن عمر؟ فبرغم كل الجهود المضنية التي بذلتها مشكورا عليها , فقد قررت القوى الحزبية المتصارعة الحرب سلفنا, وهي الآن تجمع الأموال الدولية وتستثمرها , وتضغط على رئيس الجمهورية وتعيد تقاسم مراكز النفوذ والقوى العسكرية والوظيفية , وتستغل حسن النوايا الدولية وتمويل دول الخليج وأوروبا وادخارها بعيدا عن تنمية المجتمع , فتضيق به سبل العيش , وكل ذلك خلافا لنص وروح المبادرة الخليجية التي فرضها على الجميع دهاء الرئيس السابق صالح , وكل ذلك أيضا متفق عليه في فكر الساسة اليمنيين , كي تحقق هدفها بعيد المدى , وهو أن تستنفذ المساعي الحميدة لإحلال السلام عبر الحوار الوطني الشامل , لتستقي شرعيتها للحرب السياسية كلا على الأخر .. فتفضي إلى حرب شاملة .. وما أشبة تكتيك الأمس بتكتيك اليوم , الذي يؤكد للأسف الشديد أن الساسة اليمنيين كباقي الساسة العرب , مازالوا أصغر بكثير من مجرد مفهوم الديمقراطية , فما بالك بممارسة الديمقراطية والاحتكام لنتائجها التغييرية.
Althulaia75@gmail.com